الفيروسات تنتقل من الخفاش للبشر بالصحراء الكبرى وجنوب شرقي آسيا

الفيروسات تنتقل من الخفاش للبشر بالصحراء الكبرى وجنوب شرقي آسيا
TT

الفيروسات تنتقل من الخفاش للبشر بالصحراء الكبرى وجنوب شرقي آسيا

الفيروسات تنتقل من الخفاش للبشر بالصحراء الكبرى وجنوب شرقي آسيا

حذر علماء اليوم (الثلاثاء) من أن منطقتي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرقي آسيا من أخطر المناطق التي يمكن أن تنقل فيها الخفافيش الفيروسات للبشر لتسبب أمراضا جديدة يمكن أن تنجم عنها بؤر قاتلة.
وتمثل أمراض ناشئة تتراوح نسبتها من 60 إلى 75 في المائة عدوى تنتقل من الحيوان إلى الإنسان. والخفافيش هي الناقل الرئيسي المعروف المسؤول عن كثير من مثل هذه الفيروسات.
والخفافيش هي المصدر المشتبه به بنقل الإصابة بأمراض منها داء الكلب «السعار» والإيبولا وفيروس متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد «سارس» وربما أيضا متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «فيروس كورونا» وأوبئة أخرى غير معروفة قد تحدث مستقبلا.
ويسعى العلماء في كلية لندن الجامعية وجمعية لندن لعلم الحيوان وجامعة إدنبرة لوضع خريطة للمناطق العالية المخاطر بالاستعانة بعدة عوامل مختلفة؛ منها الأعداد الكبيرة من فيروسات الخفافيش التي عثر عليها محليا، وتزايد أعداد السكان، وصيد الخفافيش والحيوانات البرية للحصول على لحومها.
وقالت كيت جونز رئيسة قسم البيئة والتنوع الحيوي بكلية لندن الجامعية إن فريقها البحثي وضع خريطة للمناطق عالية المخاطر لمختلف الأمراض المحتملة، ووجد أنه في ما يتعلق بإصابة الإنسان بفيروسات من الخفافيش كانت أفريقيا جنوب الصحراء من أخطر المناطق وكانت منطقة جنوب شرقي آسيا الأكثر تنوعا من حيث فيروسات الخفافيش.
وقالت: «ومن خلال تجميع الخرائط المنفصلة تكونت لدينا أول صورة عالمية عن المخاطر الإجمالية لفيروسات الخفافيش التي تصيب الإنسان في مختلف المناطق». ووردت نتائج البحث في دورية «أميركان نيتشرليست».
واستعانت الدراسة ببيانات نشرت بين عامي 1900 و2013 وتوصلت إلى أن غرب أفريقيا التي احتضنت تفشي الإيبولا أعلى منطقة تنتشر بها الفيروسات التي تنتقل من الخفاش للإنسان.
ووجدت أيضا أن منطقتي أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرقي آسيا من مناطق الخطر الكبرى.
وقال ليام بريرلي طالب الدكتوراه الذي يعمل مع جونز إن من بين أسباب تزايد مخاطر انتقال الفيروس من الخفاش للإنسان تزايد أعداد البشر، والثروة الحيوانية في مناطق البرية ومنها الغابات.
وقال: «قد يقوم الناس في هذه المناطق بصيد الخفاش للحصول على لحمه دون معرفة وجود خطر من انتقال الفيروس للبشر من خلال سوائل جسم الخفاش ولحومه».



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».