القبض على 4 من قيادات «داعش» في الرمادي.. وانشقاق بين أمرائه في الرطبة

قوات التحالف تتحرك نحو الموصل.. والتحدي يكمن في الفلوجة

قوات أمن عراقية تتجمع قرب جسر مؤقت جنوب الرمادي أثناء زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي عقب تحرير المدينة من تنظيم داعش (أ.ف.ب)
قوات أمن عراقية تتجمع قرب جسر مؤقت جنوب الرمادي أثناء زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي عقب تحرير المدينة من تنظيم داعش (أ.ف.ب)
TT

القبض على 4 من قيادات «داعش» في الرمادي.. وانشقاق بين أمرائه في الرطبة

قوات أمن عراقية تتجمع قرب جسر مؤقت جنوب الرمادي أثناء زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي عقب تحرير المدينة من تنظيم داعش (أ.ف.ب)
قوات أمن عراقية تتجمع قرب جسر مؤقت جنوب الرمادي أثناء زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي عقب تحرير المدينة من تنظيم داعش (أ.ف.ب)

كشف المتحدث الرسمي لمجلس محافظة الأنبار عذّال الفهداوي لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات الأمنية العراقية، وتحديدًا قوات جهاز مكافحة الإرهاب، ألقت القبض على أربعة من كبار قادة تنظيم داعش في الرمادي أثناء عملية إخلاء المدنيين من سكان المدينة الذين كان يحاصرهم التنظيم المتطرف داخل الأحياء السكنية وسط الرمادي».
وأضاف الفهداوي: «من بين هؤلاء القادة المدعو أبو صفاء الدمشقي المسؤول المالي في (داعش)، حيث تم إبلاغ القوات الأمنية عن مكان اختبائهم من قبل الأهالي الذين تم إنقاذهم في داخل المدينة».
وأشار الفهداوي إلى «إلقاء القبض على عدد من مسلحي التنظيم كانوا مختبئين في صفوف المدنيين الذين تم إجلاؤهم من الأحياء السكنية داخل الرمادي، فيما قامت قوات جهاز مكافحة الإرهاب بإلقاء القبض على قادة التنظيم ويجري التحقيق معهم لمعرفة أماكن اختباء بقية عناصر وقادة التنظيم الإرهابي».
من جانب آخر، قال المتحدث الرسمي بلسان قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول الزبيدي إن «القوات الأمنية العراقية تستعد بشكل فعلي لمرحلة ما بعد الرمادي بتحرير مدينة الموصل آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي في العراق».
وأضاف رسول أن «القوات أثبتت قدرتها ونجاحها في تحرير مدن العراق من براثن التنظيم الإرهابي، وأنها على استعداد تام للقضاء على (داعش) في آخر معاقله، وتحقيق النصر المؤزّر بتحرير كل الأراضي التي دنسها تنظيم داعش الإرهابي».
إلى ذلك، أصبحت العمليات العسكرية للقوات الأمنية العراقية في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، بحكم المنتهية تمامًا بعد النجاح الذي أسفر عن تحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش.
وشهدت المدينة صباح أمس، مباشرة القوات الأمنية وفرق الجهد الهندسي التابع للجيش العراقي وشرطة الأنبار بتمشيط جميع مناطق المدينة لمعالجة ما تبقى من جيوب مسلحي التنظيم المتطرف وتفكيك العبوات الناسفة ومعالجة المنازل المفخخة.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «كل صنوف القوات الأمنية من الجيش والشرطة ووحدة معالجة المتفجرات باشرت، صباح أمس بتمشيط جميع مناطق الرمادي لمعالجة ما تبقى من جيوب عناصر تنظيم داعش وتفكيك العبوات الناسفة ومعالجة المنازل المفخخة».
وأضاف العيساوي: «لقد قامت قطعاتنا المسلحة بتنفيذ عملية تفتيش واسعة النطاق في جميع المناطق السكنية التي تم تحريرها من قبل القوات الأمنية في مدينة الرمادي، من أجل التأكد أنها قد خلت تمامًا من العناصر المسلحة، تمهيدًا لعودة الدوائر الخدمية للعمل في المدينة، وضمان عودة النازحين إليها خلال الأيام المقبلة».
وأشار العيساوي إلى أن «الدمار الكبير والهائل في المناطق السكنية التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في الرمادي قد يتسبب في عدم عودة الكثير من السكان، حيث تجاوز عدد الدور والمجمعات السكنية المحطمة بالكامل الآلاف، إضافة إلى الدوائر الخدمية والمباني الحكومية، خصوصا أن التنظيم الإرهابي لم يترك دائرة حكومية أو مدرسة إلا وقام بتفجيرها أو تفخيخها تمهيدًا للتفجير». وأكد عضو اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة أن «الهدف المقبل، بعد تحرير الرمادي هو جزيرة الخالدية، شرق الرمادي، التي تُعتبر حلقة وصل بين المدينة والفلوجة، فهي معقل مهم لـ(داعش)، ومحطة انطلاق عملياته العسكرية».
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة تحرير مدينة الرمادي يوم الاثنين الماضي، بالكامل، ورفع العلم العراقي فوق المجمع الحكومي وسط المدينة، وعدت تلك الانتصارات «نتيجة لتلاحم الصفوف ووحدة الكلمة»، فيما أكدت قرب تحرير باقي مدن الأنبار الواقعة بيد تنظيم داعش. ومن جانب آخر، ذكرت مصادر رسمية عراقية أن «خلافات نشبت بين قيادات داعش الإرهابية في الأنبار على خلفية خسارة الرمادي وسيطرة الجيش العراقي عليها».
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي إن «خلافا كبيرا حصل بين قيادات (داعش) بالرطبة غرب العراق، وصلت إلى استخدام الأسلحة ووقوع قتلى وجرحى». وأضاف الفهداوي أن «هذه الخلافات جاءت بسبب تبادل تحميل بعض القيادات مسؤولية خسارة الرمادي التي يعتبرونها موقعا استراتيجيا لهم لموقعها بالقرب من سوريا، وأيضًا على خلفية رفض غالبية قيادات (داعش) التوجه من الرطبة إلى الرمادي للمشاركة بالمعارك». وقال مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار، إن «القوات الأمنية العراقية المشتركة تتهيأ لشن هجوم واسع على المنطقة الغربية من الأنبار معقل تمركز مسلحي تنظيم داعش، وتشمل مناطق هيت والرطبة والقائم كمرحلة أخرى من مراحل تحرير الأنبار». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن «عمليات القصف الجوي لطائرات التحالف الدولي والطيران العراقي وبالتنسيق مع قيادة الفرقة السابعة التابعة للجيش العراقي بدأت تزداد بشكل مركز على هذه المناطق تمهيدًا لاقتحامها، وأن 47 عنصرا من (داعش) قُتلوا في أول عمليات القصف الجوي، كما تم تدمير الكثير من مقرات التنظيم الإجرامي في مدن هيت والرطبة غرب الأنبار».
ومن جهته، أعلن قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج، تدمير 20 موقعًا قتاليًا لتنظيم داعش بضربة جوية في مدينة الفلوجة.
وقال رزيج إن «الطلعات الجوية لطائرات التحالف الدولي دمرت اليوم 20 موقعًا قتاليًا وأربع عجلات رباعية الدفع ونفقًا ومواضع لإطلاق الهاونات في مدينة الفلوجة»، مضيفا: «كما أسفرت طلعات أخرى عن مقتل عشرة عناصر من تنظيم داعش وتدمير كدس يحتوي على العشرات من العبوات الناسفة إثر استهدافهم بالقرب من جامع الجبة قرب مدينة حديثة».
وفي سياق متصل، أعلن مجلس قضاء الخالدية ب‍محافظة الأنبار، عن استقبال أكثر من 100 أسرة نازحة من مدينة الرمادي، مشيرًا إلى توفير المساعدات الإنسانية والغذائية لتلك الأسر.
وقال رئيس المجلس علي داود في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «مجلس قضاء الخالدية وبكل أعضائه قام باستقبال العائلات التي تم إجلاؤها من مناطق الصراع في مدينة الرمادي، حيث استقبلنا أكثر من 100 عائلة جاءوا برفقة القوات الأمنية من مناطق الجمعية والثيلة ومناطق أخرى وسط مدينة الرمادي».
وأضاف داود أن «النازحين تم إسكانهم في مخيم الحبانية الذي تم إنشاؤه لاستيعاب 600 أسرة نازحة، وتم توفير الخدمات والمساعدات الإنسانية والغذائية لهم للتخفيف عن معاناتهم بشكل فوري، وسوف يبقون في المخيم لحين تمشيط مناطقهم والتأكد من خلوها تمامًا من وجود مسلحي (داعش)، وكذلك بعد أن يتم إعمار الطرق والأحياء السكنية وتوفير الخدمات الضرورية التي ستسهم بعودة النازحين لمناطقهم».
وخسر تنظيم داعش المتطرف إضافة إلى مساحات الأراضي عشرات من القياديين في شهر ديسمبر (كانون الأول) في العراق وسوريا. فحسب معلومات أصدرها الجيش الأميركي أمس ونشرتها وكالة الصحافة الفرنسية، فإن الأسماء التي خسرها التنظيم تنوعت ما بين قادة ميدانيين ومنظرين، ومسؤولين عن بعض المناطق. وأبرز القتلى ارتباطا بأحداث وقعت مؤخرا هو شرف المؤذن (26 عاما)، إذ تربطه علاقة مباشرة بمنفذي ما عرف باعتداءات باريس التي وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) وراح ضحيتها 132 قتيلا وأكثر من 345 جريحًا. فحسب معلومات أميركية، قتل المؤذن في ضربة للتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، حسب ما أعلنه المتحدث العسكري الأميركي الكولونيل ستيف وارن من مقره في بغداد.
وقال وارن إن المؤذن استقر في سوريا بعد أن كان متنقلا بين سوريا والعراق، وتربطه صلة مباشرة بمهندس ما عرف بـ«هجوم باريس» الذي خطط له عبد الحميد أبا عود، المقتول في أحد أحياء باريس إثر مداهمة أمنية بعد أيام على الهجمات، وتحديدا بعد أن اقتحمت الشرطة الفرنسية شقة اختبأ بها في 18 نوفمبر الماضي.
وإلى جانب المؤذن، جاء في سرد أبرز عناصر «داعش» المقتولين في ديسمبر فقط عبد القادر حكيم، وعرف أنه «منظم العمليات الخارجية». إذ حسب غرفة عمليات التحالف فإنه قتل في مدينة الموصل بالعراق قبل 4 أيام. وحسب الكولونيل وارن، فإن حكيم مقاتل متدرب جيدا، إلى جانب تخصصه في تزوير الوثائق التي تساعد أعضاء التنظيم على التنقل، وقد تكون له علاقة باعتداءات باريس.
وقتل في هذا الشهر عنصر آخر وهو سيف الحق سوجان من بنغلاديش، قتل في العاشر من الشهر الحالي في مدينة الرقة السورية، وسوجان مهندس تقنية معلومات تخرج في بريطانيا قبل أعوام. وعمل سوجان في الفريق التقني لـ«داعش» وتحديدا فريق الاختراقات، كما عمل على محاولة إحباط هجمات على مواقع وحسابات تابعة للتنظيم المتطرف، حسب بيان المتحدث باسم التحالف الدولي.
وإلى جانب المؤذن وحكيم وسوجان، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون هويات سبعة قادة آخرين قتلوا هذا الشهر وهم راوند طاهر الملقب بـ«أبو محمد الكردي» أو «أبو مريم الكردستاني»، عراقي الأصل يحمل الجنسية الدنماركية وخريج كلية الهندسة الميكانيكية، ويعتبر منظم العمليات الخارجية وقتل قرب الرقة.
وقتل كذلك خليل أحمد علي الويس المعروف أيضا بـ«أبو وضاح»، إذ كلفه التنظيم المتطرف بمسؤولية كركوك العراقية، إلى جانب تكليفه بتنسيق مراسلات التنظيم ويعتبر من أهم خمسة أشخاص في «داعش». كما قتل كذلك أبو أنس السامرائي المتخصص في صنع قنابل تزرع على جوانب الطرق، فق قتل قرب كركوك. وإلى جانب هؤلاء قتل في الضربات الجوية للتحالف الدولي شخص يدعى يونس كلاش المعروف باسم «أبو جودت»، وهو المسؤول المالي لـلتنظيم في الموصل.
كما قتلت غارات التحالف ميثاق نجم ووظيفته مساعد للمسؤول عن محافظة كركوك، إلى جانب أكرم محمد سعد فارس وهو «قائد ومنفذ» في تلعفر بشمال العراق، ومنصبه في تسميات التنظيم الإرهابي «أمير ديوان الحسبة العام في «داعش». وكذلك قتل تحسين واثق هاشم الحيالي مسؤول شبكات التجنيد والمضافات في «داعش»» قرب الموصل.
ميدانيًا، قال عضو مجلس محافظة الأنبار راجح العيساوي إن «معركتي الفلوجة والقائم ستكونان هما التحدي المقبل للقوات الأمنية العراقية، قبل إعلان محافظة الأنبار مُحررة بالكامل، وقبل الانتقال إلى الهجوم على تنظيم داعش في الموصل، حيث المعركة الكبرى لإنهاء التنظيم في العراق، حيث تعتبر سيطرة القوات العراقية على الرمادي بداية معركة طويلة، فما زال عليها تطهير المدينة، وقد تواجهها مصاعب في بعض الأحياء الشرقية التي ما زال مصيرها غير محسوم، مثل حي الملعب الذي ما زال يسيطر عليه التنظيم الإرهابي».
وأضاف العيساوي أن «القوات العراقية، ممثلة بالفرقة الذهبية، وعددًا من وحدات الجيش ومقاتلي العشائر المدربة أميركيًا، سيطرت على الجزء الرسمي من الرمادي، أي المجمع الحكومي، والمقرات العسكرية جنوب المدينة وغربها. لكن هناك مناطق لم تصل إليها هذه القوات بعد، وأن تحرير الرمادي بالكامل يتوقف على تطهير المناطق المحيطة بها، خصوصًا الأجزاء الشرقية المرتبطة بالفلوجة عبر جزيرة الخالدية، بالإضافة إلى مناطق داخل المدينة، رغم معلومات تفيد بأن عناصر التنظيم انسحبوا منها، كما أن كل المعطيات تشير إلى أن الفلوجة التي سيطر عليها (داعش) قبل سيطرته على الموصل بسبعة شهور، هي الهدف المقبل، ويعتبر النجاح في السيطرة عليها محسومًا، لكن ذلك مرتبط بالقوة التي ستشترك في المعركة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.