اعتمادا على تقرير أصدره أمس مركز «بيو» للاستطلاعات والأبحاث في واشنطن، بعد 45 سنة، ولأول مرة في التاريخ، سيزيد عدد المسلمين عن عدد المسيحيين في العالم. وقال آلان كوبرمان، مدير قسم الأبحاث في مركز «بيو»: «توجد طريقة أخرى للتفكير في هذا الموضوع. منذ سبعمائة سنة، ظل عدد المسيحيين يتفوق على عدد المسلمين في العالم. الآن، يبدو أن الإسلام سيلحق بالمسيحية، ثم يتفوق عليها».
واعتمادا على التقرير، في عام 2050 (بعد خمس وثلاثين سنة)، ستزيد نسبة المسلمين في العالم من 23 في المائة في الوقت الحاضر إلى 30 في المائة. وستظل نسبة المسيحيين كما هي: 31 في المائة. لهذا، يتوقع أنه، بعد عشر سنوات إضافية، ستتساوى النسبتان، ثم تزيد نسبة المسلمين.
اعتمادا على «بيو»، في الوقت الحاضر، يبلغ عدد المسيحيين 2,2 مليار شخص، ويبلغ عدد المسلمين 1,6 مليار شخص. لكن توجد إحصائيات بأن عدد المسلمين، أيضا، 2,2 مليار، أو ربما 2,5 مليار شخص. إذا صحت هذه الأرقام الأخيرة قد يزيد عدد المسلمين على عدد المسيحيين بعد خمس وعشرين سنة فقط، وليس بعد خمس وأربعين سنة (أو ربما، فعلا، يتساوى العددان في الوقت الحاضر: 2,2 مليار شخص لكل دين).
في كل الحالات، حسب «بيو»، يظل عدد المسلمين يزيد بنسبة أعلى كثيرا من زيادة عدد المسيحيين.
في عام 2050، ستقل نسبة الهندوس من 17 في المائة إلى 15 في المائة. وستقل نسبة البوذيين من 7 في المائة إلى 5 في المائة. وستظل نسبة اليهود كما هي: اثنان من عشرة في المائة. وستقل نسبة المنتمين إلى أديان أخرى من 16 في المائة إلى 14 في المائة.
في كل الحالات، حسب «بيو»، يظل عدد المسلمين يزيد بنسبة أعلى كثيرا من زيادة عدد المسيحيين. لا يعنى هذا أن عدد المسيحيين سيقل، بل سيزيد إلى قرابة ثلاثة مليارات شخص. لكن، في ذلك الوقت، سيزيد عدد المسلمين إلى قرابة ثلاثة مليارات شخص، أيضا، وربما أكثر من ذلك. وأشارت «بيو» إلى ثلاثة أسباب رئيسية في زيادة عدد المسلمين أكثر من عدد المسيحيين وغيرهم، أولا: زيادة نسبة الإنجاب. ثانيا: زيادة نسبة الشباب. ثالثا: زيادة نسبة الإنجاب وسط الشباب أنفسهم. في الوقت الحاضر، ثلث المسلمين والمسلمات تقل أعمارهم عن 15 سنة. وتنجب المسلمة متوسط 3,1 طفل، لكن وسط البوذيين مثلا يزيد عمر نصفهم عن 30 سنة، مما يعنى ليس فقط شبابا أقل، ولكن يعني أيضا إنجابا أقل. تزيد نسبة الشباب وسط المسيحيين، لكن تنجب المسيحية متوسط 2,7 طفل. وأوضح التقرير أيضا أن عدد الملحدين والمؤمنين بغير الله واللادينيين سيقل في عام 2050، وذلك لأن هؤلاء أكثر نسبة شبابا، لكنهم أقل كثيرا في نسبة الإنجاب. تصل نسبة الإنجاب وسط هؤلاء أحيانا إلى أقل من طفلين، مما يعنى، حقيقة، انخفاض أعدادهم تدريجيا.
بالإضافة إلى توقع تفوق عدد المسلمين على عدد المسيحيين، أوضح تقرير «بيو» أن عدد المسيحيين في أوروبا سيكون أقل من عددهم في دول العالم الثالث، وخصوصا في أفريقيا جنوب الصحراء. في الوقت الحاضر، يعيش ربع المسيحيين في العالم في الدول الأوروبية، وأقل من الربع في الدول الأفريقية. لكن في عام 2050، ستقل نسبة الأوروبيين المسيحيين إلى السدس، وستزيد نسبة الأفارقة المسيحيين إلى قرابة النصف. ولا يعتقد أن مزيدا من تنصير الأفارقة سيكون سبب هذه الزيادة الكبيرة، ولكن الرقم القياسي الذي تسجله المرأة الأفريقية في الإنجاب: متوسط 4.4 طفل.
وقال كوبرمان: «لا نقول إن هذه التوقعات ستحدث حتما. قد تظهر عوامل مثل الحروب الواسعة والفيضانات الضخمة والمجاعات الكثيرة. لكن نتوقع أن تحدث هذه التوقعات إذا استمرت التغييرات الحالية».
مركز أبحاث أميركي: بعد 45 سنة سيزيد عدد المسلمين على المسيحيين
عزا الزيادة المتوقعة إلى زيادة عدد الشباب وارتفاع معدل الإنجاب
مركز أبحاث أميركي: بعد 45 سنة سيزيد عدد المسلمين على المسيحيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة