بعد أن بقيت له في البيت الأبيض سنة واحدة وشهر واحد (من جملة ثماني سنوات)، صار الرئيس باراك أوباما يتعمد الظهور في مزيد من المقابلات التلفزيونية الفكاهية. في الأسبوع الماضي، في المؤتمر الصحافي اليومي في البيت الأبيض، سأل صحافي المتحدث باسم البيت الأبيض عن «هذه الظاهرة الجديدة لرئيس عرف عنه السلوك الحذر والمتحفظ». لم يقل الصحافي «نو دراما أوباما» (اسم أغنية، واسم مسلسل في موقع «يوتيوب»، عن شخصية أوباما منذ أن صار رئيسا، واشتهر بأنه قليل التجول في واشنطن، وقليل العلاقات في مدينة مشهورة بالمشاورات، والمجاملات، والمناورات).
أجاب المتحدث باسم البيت الأبيض عن سؤال الصحافي إجابة مقتضبة: «يريد الرئيس أن يخاطب الشعب الأميركي عن طريق وسائل اتصال مختلفة ومتعددة». كان السؤال بمناسبة مقابلة تلفزيونية بين أوباما والممثل الفكاهي جيري ساينفيلد.
في آخر يوم من هذا العام، سيظهر أوباما مع ساينفيلد، واحد من أشهر الفكاهيين الأميركيين (كان نجم مسلسل تلفزيوني ناجح باسمه، استمر عشر سنوات). يقدم ساينفيلد، في الوقت الحاضر، مسلسلا جديدا هو: «كوميديانز إن كارز ويث كوفي» (ممثلون فكاهيون في سيارة يشربون قهوة).
يظهر واضحا من اسم المسلسل أنه أكثر فكاهة من المسلسل السابق. في كل حلقة، يستضيف ساينفيلد شخصية مشهورة. يأخذ الشخص في سيارة عتيقة (جزء من ديكور المسلسل)، ويذهب معه إلى مقهى عام، ويتحدثان عن مواضيع مختلفة.
رغم أن حلقة أوباما ستذاع بعد أسبوع، فقد سجلت في الأسبوع الماضي. وفعلا، جاء ساينفيلد إلى البيت الأبيض (ومعه استوديو كاميرات متحرك) في سيارة عتيقة («كورفية» من عام 1963). وخرج أوباما، وقاد السيارة لفترة قصيرة في حديقة البيت الأبيض، ثم عادا إلى بوفيه البيت الأبيض، حيث تناولا القهوة، وتحدثا عن مواضيع مختلفة، وغير سياسية.
قبل ستة أشهر، عندما خطط البيت الأبيض لهذه المقابلة، وافق على أن يذهب أوباما مع ساينفيلد في سيارة عتيقة إلى مقهى قريب من البيت الأبيض. لكن، كان ذلك قبل هجمات باريس الإرهابية، وقبل هجمات كاليفورنيا الإرهابية. بعدهما، شددت الشرطة الأميركية الإجراءات الأمنية في كل مكان، وخاصة في البيت الأبيض، وخاصة حول أوباما. لهذا، جرت المقابلة في بوفيه البيت الأبيض.
طبعا، لم يعلن البيت الأبيض، ولا ساينفيلد، تفاصيل المقابلة، بهدف أن يتشوق الناس لمشاهدة المسلسل. لكن، قال ساينفيلد إنه لم يسأل عن السياسة، وسأل عن أشياء مثل: ملابس أوباما الداخلية، عدد مرات ذهابه إلى الحمام كل يوم، محتويات سلة المهملات في مكتبه وفي بيته. حسب إحصائية نشرتها صحيفة «واشنطن بوست»، زاد أوباما المقابلات الفكاهية هذه السنة عنها في كل سنواته في البيت الأبيض:
أولا: ظهر مع الممثل الفكاهي زاك غالبفانيكز (تحدث عن برنامج الرعاية الصحية).
ثانيا: ظهر مع الممثل الفكاهي مارك مارون (تحدث عن المشاكل العرقية).
ثالثا: ظهر في برنامج ممثل بريطاني (تحدث عن تلوث المناخ).
في كل الحالات، صار واضحا أن أوباما يريد تقديم صورة مختلفة عن نفسه، مع نهاية سنواته في البيت الأبيض: صورة الرئيس الفكاهي والاجتماعي. (قالت صحيفة «واشنطن بوست» في فكاهة: «بعد سبع سنوات، لن تفيد سنة واحدة»).
كانت كنية الرئيس الأول جورج واشنطن هي «سنسناتي» (بطل روماني). والرئيس جيمس ماديسون هي «ليتل جيمس» (كان قصيرا). والرئيس بيل كلينتون هي «ببا» (الأب في ولايات الجنوب). والرئيس بوش الابن هي «دوبيا» (كلمة تكساسية). ومنذ أول شهر له في البيت الأبيض، صارت كنية أوباما هي «نو دراما أوباما».
أوباما يكثر من المقابلات التلفزيونية الفكاهية في أيامه الأخيرة
لمواجهة اتهامات «نو دراما أوباما»
أوباما يكثر من المقابلات التلفزيونية الفكاهية في أيامه الأخيرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة