«داعش» يستخدم مجرمين سابقين لنشر الرعب في الغرب

جيل جديد من الإرهابيين يطمس الخط الفاصل بين الجريمة المنظمة والتطرف

عبد الحميد أباعود من زعيم عصابة سيئ السمعة إلى الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس الشهر الماضي (واشنطن بوست)
عبد الحميد أباعود من زعيم عصابة سيئ السمعة إلى الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس الشهر الماضي (واشنطن بوست)
TT

«داعش» يستخدم مجرمين سابقين لنشر الرعب في الغرب

عبد الحميد أباعود من زعيم عصابة سيئ السمعة إلى الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس الشهر الماضي (واشنطن بوست)
عبد الحميد أباعود من زعيم عصابة سيئ السمعة إلى الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس الشهر الماضي (واشنطن بوست)

سلطت الهجمات الإرهابية الأخيرة على باريس ضوءا قويا على صعود جيل جديد من المتشددين؛ جيل يطمس الخط الفاصل بين الجريمة المنظمة والتطرف، وذلك باستخدام المهارات المصقولة في خرق القوانين لخدمة الراديكالية العنيفة.
يبني تنظيم داعش جيشا من الموالين له من أوروبا، يتضمن عددا متزايدا من قساة الشوارع والمجرمين السابقين، في ظل تطور طبيعة الراديكالية في عصر الخلافة المزعومة. وبدلا من ترك حياة الجريمة وراءهم، يستخدم بعض الموالين مواهبهم غير المشروعة لتمويل عصابات التجنيد وحتى تحمل تكاليف السفر للمقاتلين الأجانب، لا سيما أن خلفياتهم تمنحهم سهولة الحصول على النقود والأسلحة، مما يفرض نوعا جديدا من التحدي على السلطات الأوروبية.
وقبل أن يصبح زعيم عصابة سيئ السمعة للهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس الشهر الماضي، على سبيل المثال، كان عبد الحميد أباعود (28 عاما) ذا صلة بوكر لصوص راديكاليين يقودهم رجل ملقب بـ«بابا نويل».
ونهبت العصابة – التي تضم شابا ربما ذهب للقتال في سوريا والعراق – السياح، وسرقت السلع من المتاجر، وبذلك توضع عملية الجريمة الصغيرة تحت خدمة تنظيم داعش، بحسب السلطات.
وتختلف الصورة الناشئة الآن عن مؤامرات «داعش»، عن تطور تنظيم القاعدة، الذي اعتمد اعتمادا كبيرا على مجنديه الأتقياء الظاهرين الذين انضموا له في سنواته الأولى وعلى الرعاة الأجانب الأثرياء. وفي المقابل، يستخدم بعض الموالين لـ«داعش» مواهبهم غير المشروعة لتمويل عصابات التجنيد وعمليات السفر إلى معاقل التنظيم، مما يفرض نوعا جديد من التحدي للسلطات.

معتاد الإجرام

كان أباعود، نجل مهاجرين مغاربيين إلى بلجيكا، شخصا معتاد الإجرام طُرد من منزله وهو في سن 16 عاما. أصبح متطرفا وغادر بلجيكا في عام 2013 للقتال في سوريا. لكن حتى خلال عودته الوجيزة إلى بلجيكا في وقت لاحق من ذلك العام، كان لا يزال يرتكب عمليات سرقة. واستخدم العائدات للمساعدة في تمويل رحلة أخرى إلى سوريا في يناير (كانون الثاني) 2014، لكن هذه المرة مع شقيقة يونس البالغ من العمر 13 عاما، وفقا لمسؤول استخباراتي كبير استجوب أحد أفراد العائلة. ومثل المقابلات التي أجريت مع مسؤولين آخرين، تحدث ذلك المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب أن ذلك الموضوع الإرهابي لا يزال قيد التحقيق.
وكان شبكة أباعود الإرهابية في باريس، بحسب المسؤولين، تختلف عن عصابة الجريمة الصغيرة في بروكسل، التي لم تنفذ هجمات في أوروبا، لكن بدلا من ذلك جندت مقاتلين ومولت مرورهم إلى منطقة الشرق الأوسط. لكن كثيرا من مهاجمي باريس لديهم ماض جنائي أيضا، حيث عمل اثنان منهم، (إبراهيم عبد السلام الذي فجر نفسه يوم 13 نوفمبر/ تشرين الثاني، وشقيقه صلاح عبد السلام الذي لا يزال هاربا) بمقهى في بروكسل أغلق مؤخرا في أغسطس (آب) الماضي بسبب النشاط المتعلق بالمخدرات.
وقال مسؤول فرنسي مطلع على التحقيق في هجمات باريس أيضا إن اختبارات الطب الشرعي كشفت عن آثار «كبتاغون»، وهو مزيج من المنشطات والثيوفيلين، في بقايا جثث عدة مهاجمين بالرصاص، رغم تحريم المسكرات في الإسلام.
وقال محمد محمود ولد محمدو، نائب مدير مركز جنيف للسياسات الأمنية: «لم يكن هذا الاتصال بالعالم الجنائي شيئا يمكن رؤيته مع أسامة بن لادن. كانت هناك أصولية معينة داخل الإرهاب».

مرتع خصب

تعد السجون الأوروبية مرتعا خصبا للراديكاليين على مدى سنوات، لا سيما في بلجيكا وفرنسا. لكن في الآونة الأخيرة، أصبح الإجرام والتطرف أكثر تداخلا، مع استمرار السلوك غير الشرعي للمجندين حتى بعد خروجهم إلى «ضوء» الإسلام الراديكالي.
وقال بيتر نيومان، خبير الراديكالية في كلية «كينغز كوليج» في لندن: «يعيش كثير منهم حياة السفاحين، ويحتفلون بعيد الغطاس، وتحولوا إلى متدينين، لكن هذا الاتصال بالإجرام لا يختفي. وقد رأيت ذلك في أحد الجوانب التشغيلية لتنظيم داعش».
وفي مثال على الاتجاه الجديد، استمعت محكمة في كولونيا بألمانيا إلى قضية تورط فيها ثمانية رجال بسرقة كنائس ومدارس وشركات تجارية في الفترة ما بين أغسطس 2011 ونوفمبر (تشرين الثاني) 2014 لدعم مقاتلي «داعش» في سوريا. وفي إحدى تلك الكنائس، سرقوا أشياء مقدسة تقدر قيمتها بـ10 آلاف يورو. ولم يتضح بعد الجماعة التي كانوا يدعمونها، لكن «كل الأدلة تشير إلى أنها (داعش)»، وفقا للمتحدث باسم المحكمة أكيم هينغستينبيرغ.
ورغم ذلك، فإن بعض القضايا تسلط ضوءا أفضل على الروابط الواضحة بين الإجرام والراديكالية في عصابة بروكسل التي يتزعمها خالد زركاني، 42 عاما، وهو مغربي ممتلئ الجسم وملتح يمتلك علاقات مزعومة مع «داعش».
وتقول السلطات إن زركاني – المعروف لأتباعه باسم «بابا نويل» أو «سانتا كلوز» – أنفق أموالا وقدم هدايا للشباب الضالين الذين جندهم كلصوص ومقاتلين محتملين. ويقوم هؤلاء الأشخاص باستهداف محطات القطار والسياح، ويسرقون الأمتعة، وحتى ينهبون المتاجر، لخدمة قضيتهم. وذهبت الأرباح – وفقا للمسؤولين – للمساعدة في تغطية تكاليف إرسال المجندين من أوروبا إلى ساحات المعركة في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أن الإسلام يحرم السرقة، فإن أتباع «داعش» يبررون مثل هذه الأنشطة بالقول إنهم يستهدفون «الكفار»، أو أن تلك الجرائم تنفذ لأغراض تكتيكية.
ويرى المسؤولون أن شبكة زركاني المزعومة تقدم لمحة عن تجنيد وتمويل التكتيكات التي يستخدمها مقاتلو «داعش» المولودون في أوروبا. ويضيفون أن زركاني مرتبط بما لا يقل عن 30 أو 40 شخصا غادروا بلجيكا وذهبوا إلى سوريا والعراق.
وأخبر أحد المجندين ويدعى يوسف بوعمار (21 عاما)، السلطات أن زركاني شجعه على سرقة الأمتعة في محطات القطار لتمويل «قضية المتطرفين».
يبدو أن زركاني يستهدف هؤلاء الذين لديهم بالفعل سجلات جنائية صغيرة، ويجتذب المجندين في المقاهي وفي الشوارع بالقرب من المساجد غير الرسمية في مولنبيك، وهو حي في بروكسل يضم كثيرا من المهاجرين من شمال أفريقيا. وأخبر محمد كريم حداد، الذي تم تجنيد شقيقه للقتال في سوريا، المسؤولين أن زركاني كان «دجالا يتلاعب بالشباب أو الرجال المعقدين اجتماعيا في سبيل القضية الخطأ وربما لنشاطه الخاص».
وألقت السلطات البلجيكية القبض على زركاني في فبراير (شباط) 2014، ووجهت إليه تهما بقيادة عملية إرهابية. وأدين هذا العام وحُكم عليه بالسجن لمدة 12 عاما. لكنه قال إنه غير مذنب وتقدم باستئناف على الحكم. ورفض محاميه ستيف لامبرت التعليق على الموضوع.

زاوية مختلفة للجهاد

يمثل التنظيم المتطرف، بحسب الخبراء، تحولا من التنظيمات القديمة مثل «القاعدة» التي كانت أكثر صرامة في تفسير الدين واستخدمت الفيديوهات التجنيدية التي كانت في الغالب عبارة عن خطب مشوشة مدتها 45 دقيقة لزعيمه أسامة بن لادن. ويستخدم «داعش» الدعاية الاستعراضية على الإنترنت، فيشعر الشباب المحرومين من حقوقهم باندفاع الأدرينالين للتمتع بغنائم الحرب.
وقال مسؤول أمني أوروبي كبير آخر: «هؤلاء هم إرهابيون أقل جودة».
وهذا يعني بالكاد أنهم أقل خطورة. وقد تسمح الروابط الجنائية لأعضاء التنظيم الجدد بالوصول إلى مصادر الأسلحة والنقود بسهولة أكثر في أوروبا، وفقا للخبراء. وقد تدفع علاقات هؤلاء المتطرفين الجدد بالجرائم البسيطة السلطات إلى التقليل من التهديد الذي يمثلونه.
*خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



زلزال بقوة 5.8 درجة يهز غرب اليونان

منظر لمنزل متضرر بعد زلزال في قرية داماسي بوسط اليونان في 3 مارس 2021 (رويترز)
منظر لمنزل متضرر بعد زلزال في قرية داماسي بوسط اليونان في 3 مارس 2021 (رويترز)
TT

زلزال بقوة 5.8 درجة يهز غرب اليونان

منظر لمنزل متضرر بعد زلزال في قرية داماسي بوسط اليونان في 3 مارس 2021 (رويترز)
منظر لمنزل متضرر بعد زلزال في قرية داماسي بوسط اليونان في 3 مارس 2021 (رويترز)

هزّ زلزال قوي، بلغت شدته 5.8 درجة، غرب اليونان، صباح اليوم (الجمعة)، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وبحسب بيانات معهد البحوث الجيوديناميكية في العاصمة اليونانية أثينا، وقع الزلزال في الساعة 9:12 صباحاً بالتوقيت المحلي (12:8 صباحاً بتوقيت وسط أوروبا)، وكان مركزه في قاع البحر على بُعد نحو 20 كيلومتراً قبالة الساحل الغربي لشبه جزيرة بيلوبونيز بالقرب من جزر ستروفاديس. وسبق ذلك زلزالٌ أقل قوة بلغت شدته 4.1 درجة في المنطقة.

ولم تذكر هيئة الدفاع المدني بعد ما إذا كانت هناك ضحايا أو أضرار في المباني. ولم يتم إصدار تحذير من حدوث موجات مد عاتية (تسونامي).

وقال أحد سكان منطقة أولمبيا، القريبة من مركز الزلزال، في تصريحات لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «شعرنا بهزات أرضية بالغة القوة... الجميع خرج هنا إلى الشارع».

وأفاد مراسلو وسائل إعلام محلية بأنه تم إخلاء عديد من المدارس. وشعر بالزلزال السكان في جميع أنحاء غرب اليونان، وجزيرة زاكينثوس السياحية، وحتى أثينا على بعد 300 كيلومتر.

ويقع أعمق جزء في البحر المتوسط بين غرب اليونان وجزيرة صقلية الإيطالية، الذي يبلغ نحو 5 آلاف متر. وتلتقي الصفائح الأفريقية والأوروبية في هذه المنطقة، وتحدث هناك زلازل قوية على نحو متكرر.


الجيش الأوكراني يدمر 58 طائرة مسيرة و26 صاروخاً أطلقتها روسيا

مسيرة روسية فوق كييف (رويترز)
مسيرة روسية فوق كييف (رويترز)
TT

الجيش الأوكراني يدمر 58 طائرة مسيرة و26 صاروخاً أطلقتها روسيا

مسيرة روسية فوق كييف (رويترز)
مسيرة روسية فوق كييف (رويترز)

قال قائد سلاح الجو الأوكراني، اليوم الجمعة، إن القوات الأوكرانية دمرت 58 طائرة مسيرة هجومية أطلقتها روسيا الليلة الماضية بالإضافة إلى 26 صاروخ «كروز».

وأضاف: «في ليلة 29 مارس 2024، شن العدو ضربة صاروخية وجوية قوية على قطاع الوقود والطاقة في أوكرانيا باستخدام أنواع مختلفة من الصواريخ والطائرات المسيرة الهجومية».

وقد تعرّضت 3 محطات للطاقة الحرارية لأضرار بسبب الهجوم. وقال مزوّد الطاقة «دتيك» في بيان: «استهدف المحتلون 3 محطات للطاقة الحرارية تابعة لشركة (دتيك). لحقت أضرار جسيمة بالمعدات. بعد الهجوم، بدأ المهندسون يتعاملون مع تبعاته».


بعد 100 عام... الجيش البريطاني يسمح بـ«إطلاق اللحى»

السياسة الجديدة ستدخل حيز التنفيذ اليوم حتى يتمكن الجنود في إجازة عيد الفصح من إطلاق لحاهم (رويترز)
السياسة الجديدة ستدخل حيز التنفيذ اليوم حتى يتمكن الجنود في إجازة عيد الفصح من إطلاق لحاهم (رويترز)
TT

بعد 100 عام... الجيش البريطاني يسمح بـ«إطلاق اللحى»

السياسة الجديدة ستدخل حيز التنفيذ اليوم حتى يتمكن الجنود في إجازة عيد الفصح من إطلاق لحاهم (رويترز)
السياسة الجديدة ستدخل حيز التنفيذ اليوم حتى يتمكن الجنود في إجازة عيد الفصح من إطلاق لحاهم (رويترز)

سيُسمح للجنود في بريطانيا بإطلاق لحاهم بعد أن ألغى الجيش حظراً دام 100 عام يرتبط بشعر الذقن، حسبما كشفت صحيفة «التلغراف».

ووقّع الملك تشارلز، وهو القائد الأعلى للقوات، على القرار، أمس (الخميس)، بالسماح للضباط والجنود بإطلاق اللحى.

وتفهم صحيفة «التلغراف» أن السياسة الجديدة ستدخل حيز التنفيذ، اليوم (الجمعة)، حتى يتمكّن الجنود في إجازة عيد الفصح من إطلاق لحاهم في أثناء وجودهم بعيداً عن العمل.

بعد مراجعة سياسة الجيش بشأن المظهر واللحى، اتخذ الجنرال السير باتريك ساندرز، قائد الجيش، قراراً بأن «سياسة المظهر ستتغير» بعد إجراء مسح لكل من القوات العاملة وجنود الاحتياط.

وأظهرت النتائج أن «الأغلبية الساحقة» شعرت بأن الجيش بحاجة إلى تغيير سياسته، والسماح للجنود بإطلاق اللحى.

يأتي ذلك بعد أن قال غرانت شابس، وزير الدفاع، إن حظر اللحية كان «سخيفاً» عند مناقشة أزمة التجنيد في الجيش.

ستجعل هذه الخطوة الجيش متماشياً مع سلاح الجو الملكي البريطاني والبحرية الملكية اللذين يسمحان بالفعل باللحى الكاملة.

ومع ذلك، تم إخبار الجنود بأن الشروط تعني أن اللحى يجب أن تكون «مرتبة».

يُعتقد بأن حظر اللحية الأصلي قد تمّ إدخاله لضمان التوحيد في المظهر.

ومع ذلك، وبينما كان الجيش يعاني من صعوبة التجنيد، فقد بحث عن طرق لتعزيز الشمولية وتشجيع الرجال ذوي اللحى على الانتساب.

وقالت مصادر دفاعية رفيعة المستوى لصحيفة «التلغراف» إنه سيكون هناك «ديناصورات» لن توافق على القرار. وأضافوا: «سيقول شخص ما إن أقنعة الغاز لن يكون في وسعها أن تغطي الوجه، ولكن إذا كان هناك تهديد كيميائي، فسيحلق الناس لحاهم».


بولندا: حقبة جديدة من الحرب في أوروبا بدأت

رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (د.ب.أ)
رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (د.ب.أ)
TT

بولندا: حقبة جديدة من الحرب في أوروبا بدأت

رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (د.ب.أ)
رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (د.ب.أ)

أعلن رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، أن الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ما يزيد على عامين بقليل كان بمثابة إعلان حقبة جديدة من الحرب في أوروبا، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وتابع في حوار مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية ووسائل إعلام أوروبية شريكة: «أعلم أن الأمر يبدو مدمراً، خصوصاً بالنسبة لجيل الشباب، لكن علينا الاعتياد على حقيقة أن عصراً جديداً قد بدأ: عصر ما قبل الحرب. أنا لا أبالغ، فهذا الأمر يصبح أكثر وضوحاً كل يوم».

وأضاف: «لا أريد إخافة أحد، لكن الحرب لم تعد مفهوماً من الماضي. إنها حقيقية، وقد انطلقت قبل أكثر من عامين».

وقال توسك إن الشيء الأكثر إثارةً للقلق في الوقت الراهن هو أن أي سيناريو يعدّ ممكناً بالمعنى الحرفي. وأضاف: «لم نشهد وضعاً كهذا منذ عام 1945». في تلك السنة، انتهت الحرب العالمية الثانية باستسلام ألمانيا الهتلرية.

في الوقت نفسه، أوضح توسك أنه يرصد ثورة في العقلية الأوروبية. ولم يعد أحد يشكك في الحاجة إلى تشكيل دفاع مشترك بعد الآن.

وفي ضوء استغلال روسيا للمهاجرين، دعا إلى توفير حماية أكثر اتساقاً للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.

وقال: «على الاتحاد الأوروبي كله، بوصفه منظمةً قويةً، أن يكون مستعداً ذهنياً للقتال من أجل أمن حدودنا وأراضينا».

نشر طائرات

على صعيد آخر، أعلنت قيادة العمليات في القوات المسلحة البولندية أنه تم نشر طائرات بولندية وأخرى تابعة لحلفاء بالمجال الجوي للبلاد في وقت مبكر من صباح اليوم، بعد أن شنّت روسيا ضربات صاروخية على أوكرانيا.

وذكرت قيادة العمليات على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «طائرات بولندية وحليفة تعمل في المجال الجوي البولندي، مما قد يؤدي إلى مستويات متزايدة من الضوضاء، خصوصاً في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد».

ويقع الجزء الجنوبي الشرقي من بولندا على الحدود مع أوكرانيا.


خبراء ألمان: القانون الدولي يسمح بنشر قوات برية في أوكرانيا

جنود فرنسيون يطلقون النار من مدفع «هاوتزر» فرنسي الصنع من طراز «سيزار» ذاتي الحركة خلال التدريبات العسكرية «عاصفة الربيع 2023» في 25 مايو 2023 (أ.ب)
جنود فرنسيون يطلقون النار من مدفع «هاوتزر» فرنسي الصنع من طراز «سيزار» ذاتي الحركة خلال التدريبات العسكرية «عاصفة الربيع 2023» في 25 مايو 2023 (أ.ب)
TT

خبراء ألمان: القانون الدولي يسمح بنشر قوات برية في أوكرانيا

جنود فرنسيون يطلقون النار من مدفع «هاوتزر» فرنسي الصنع من طراز «سيزار» ذاتي الحركة خلال التدريبات العسكرية «عاصفة الربيع 2023» في 25 مايو 2023 (أ.ب)
جنود فرنسيون يطلقون النار من مدفع «هاوتزر» فرنسي الصنع من طراز «سيزار» ذاتي الحركة خلال التدريبات العسكرية «عاصفة الربيع 2023» في 25 مايو 2023 (أ.ب)

ترى هيئة البحوث بالبرلمان الألماني (بوندستاغ) أن نشر قوات برية من جانب إحدى دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا لن يجعل جميع دول الناتو الأخرى أطرافاً في الصراع تلقائياً.

وجاء في تقرير غير منشور بعدُ للجنة الخبراء البرلمانية عن الوضع اطلعت عليه «وكالة الأنباء الألمانية»، أن الدولة المعنية فقط ستصبح هي نفسها طرفاً في النزاع.

كما جاء في التقرير: «إذا تصرفت دولة عضو في (الناتو) بصورة أحادية الجانب - أي ليس في إطار عملية مقررة مسبقاً من (الناتو)، وخارج هياكل القيادة العسكرية لـ(الناتو) - فلن يصبح (الناتو) ككل ولا الدول الشريكة الأخرى في (الناتو) أطرافاً في النزاع».

وفي نهاية فبراير (شباط) الماضي، لم يستبعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نشر قوات برية في أوكرانيا في المستقبل. وفي المقابل رفض المستشار الألماني أولاف شولتس بوضوح نشر جنود غربيين في أوكرانيا.

ووفقا لمكتبها، وجهت بياتريكس فون شتورش، النائبة البرلمانية عن حزب «البديل من أجل ألمانيا»، استفساراً لهيئة البحوث عن تأثيرات نشر قوات برية من قبل إحدى دول «الناتو» في ما يتعلق بما يسمى بـ«حالة التحالف»، التي يلتزم فيها أعضاء «الناتو» بالدفاع بعضهم عن بعض.

وكتب خبراء الهيئة في التقرير: «إذا انخرطت قوات دولة عضو في (الناتو) في دفاع جماعي عن النفس (المادة 51 - ميثاق الأمم المتحدة) لصالح أوكرانيا في صراع قائم (بين روسيا وأوكرانيا) وتعرضت لهجوم من قبل الطرف الآخر في الصراع (روسيا) أثناء الاشتباك في منطقة النزاع، فإن هذا لا يشكل حالة من حالات المادة 5 من معاهدة حلف شمال الأطلسي».

وأشار الخبراء إلى أن المادة الخامسة من معاهدة «الناتو» مرتبطة بتعرض دول وقوات «الناتو» للهجوم على أراضيها أو فوقها.

وجاء في التقرير: «حدوث انخراط عسكري للقوات البرية الفرنسية لصالح أوكرانيا سيستند إلى الحق في الدفاع الجماعي عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وبالتالي سيكون مسموحاً به بموجب القانون الدولي... في المقابل، سيشكل أي رد فعل عسكري من جانب روسيا ضد أهداف في فرنسا هجوماً مسلحاً (مخالفاً للقانون الدولي) بالمعنى المقصود في المادة 5 من معاهدة (الناتو)، التي ستكون مسوغاً للمطالبة بتنفيذ حالة التحالف بناء على ظروف الأمر الواقع».

وتعد «هيئة البحوث» في البرلمان الألماني أحد أقسام «البوندستاغ»، وتتكون من 8 مجالات متخصصة يعمل بها نحو 100 موظف، بحسب بيانات ورقة معلومات خاصة بالبرلمان. ويقوم الخبراء ببحث موضوعات معينة بناء على طلب فردي من أعضاء البرلمان أو طلب من لجان «البوندستاغ». ويقدم الخبراء معلومات موجزة ووثائق وتقارير حالة وتحليلات مفصلة وآراء متخصصة. وفي ورقة المعلومات الخاصة بالبرلمان يُشار إلى هؤلاء الخبراء أيضاً باسم «مركز أبحاث البرلمان». وتوضح الورقة أنهم يعملون «بطريقة محايدة سياسياً وبصورة موضوعية».


لافروف: تحويل العراق إلى ساحة مواجهة بين دول ثالثة أمر غير مقبول

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)
TT

لافروف: تحويل العراق إلى ساحة مواجهة بين دول ثالثة أمر غير مقبول

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)

أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال لقائه رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، أنه من غير المقبول أن تتحول العراق إلى ساحة مواجهة بين دول ثالثة.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية ،أن «المسؤولين تبادلا وجهات النظر بالتفصيل حول القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، مع التركيز على الوضع في كردستان العراق والعراق ككل. وأكد الجانبان دعمهما للجهود المبذولة لضمان سيادة العراق ووحدة أراضيه من أجل احترام دستورها، ومنع تحويل هذه الدولة المتعددة الأعراق إلى ساحة معركة لتصفية الحسابات والمواجهة بين الجهات الخارجية».

و بحسب وكالة «تاس» الروسية، ناقش الطرفان قضايا مواصلة تعزيز العلاقات الودية التقليدية بين روسيا والعراق، والتي من بينها ما يتعلق بتعزيز التعاون المتنوع متبادل المنفعة مع منطقة الحكم الذاتي الكردية في العراق.


بوتين: لن نهاجم دول «الناتو» لكننا سنسقط «إف 16»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته مركز تدريب عسكرياً جوياً شمال غرب موسكو (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته مركز تدريب عسكرياً جوياً شمال غرب موسكو (أ.ب)
TT

بوتين: لن نهاجم دول «الناتو» لكننا سنسقط «إف 16»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته مركز تدريب عسكرياً جوياً شمال غرب موسكو (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته مركز تدريب عسكرياً جوياً شمال غرب موسكو (أ.ب)

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لن تهاجم أي بلد عضو في حلف شمال الأطلسي بما فيها بولندا، أو دول البلطيق، أو جمهورية التشيك، لكنه شدد على أن بلاده ستسقط الطائرات المقاتلة «إف 16»، إذا زود الغرب أوكرانيا بها.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد دعا حلفاءه الغربيين الأربعاء مجدداً إلى «تسريع تسليم» مقاتلات «إف 16»، بالإضافة إلى منظومات «باتريوت»، قائلاً إن «تعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا وتسريع تسليم أوكرانيا طائرات (إف 16) مهمّتان حيويتان»، حاثّاً شركاء أوكرانيا على «إظهار الإرادة السياسية الكافية».

وقال بوتين إن هذه الطائرات لن تغير الوضع هناك، و«إذا قدموا طائرات (إف 16)، وهم يناقشون ذلك وعلى ما يبدو يدربون الطيارين، فإن هذا لن يغير الوضع في ساحة المعركة». وأضاف: «بالطبع، إذا انطلقت من مطارات دولة ثالثة، ستصبح أهدافاً مشروعة لنا أينما كانت... سندمر الطائرات مثلما ندمر حالياً الدبابات والمدرعات وغيرها من المعدات، ومنها راجمات الصواريخ». وذكر بوتين أن مقاتلات «إف 16» يمكنها أيضاً حمل أسلحة نووية.

في سياق متصل، كشفت أجهزة الأمن الروسية أمس (الخميس)، جزءاً من نتائج تحركاتها في إطار التدابير المشددة الواسعة التي تم اتخاذها بعد الهجوم الدموي العنيف على مركز «كروكوس» التجاري الترفيهي بالقرب من موسكو.

وأعلنت وزارة الأمن الفيدرالي ملاحقة واعتقال عشرات الأشخاص الذين تخصّصوا في صناعة الأسلحة والمتفجرات.

وتزامن الإعلان مع اعتقال عدد من الخلايا التي وُصفت بأنها تضم متشددين، وكانت تخطط لتنفيذ أعمال عنف. وأفاد بيان الهيئة الأمنية بأن الحملة أسفرت حتى أمس عن إحباط أنشطة إجرامية في 48 منطقة روسية، وأن الحملات النشطة ساعدت على ضبط 562 قطعة سلاح روسية وأجنبية، بينها رشاشات، وبنادق، ومسدسات.


زيلينسكي يجدد دعوته للكونغرس الأميركي إلى إقرار مساعدات أوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته على تطبيق «تلغرام»)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته على تطبيق «تلغرام»)
TT

زيلينسكي يجدد دعوته للكونغرس الأميركي إلى إقرار مساعدات أوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته على تطبيق «تلغرام»)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته على تطبيق «تلغرام»)

ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الخميس، رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون إقرار برنامج المساعدات العسكرية «الحيوي» لبلاده، على خلفية الهجمات الروسية المكثفة.

وهذا البرنامج، الذي تبلغ قيمته 60 مليار دولار، عالق في الكونغرس، منذ العام الماضي، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال زيلينسكي، الذي تحادث هاتفياً مع هذا المسؤول: «أطلعت رئيس مجلس النواب جونسون على الوضع في ساحة المعركة، وخصوصاً الزيادة الكبيرة في الإرهاب الجوي الروسي».

وأضاف، وفقاً لفحوى المحادثة التي نشرها عبر «تلغرام»: «في هذا الوضع يعد الإقرار السريع للمساعدات الأميركية لأوكرانيا في الكونغرس أمراً حيوياً».

وأكد جونسون، المسؤول عن مشاريع القوانين التي تُطرح للتصويت في مجلس النواب، الأسبوع الماضي، أنه يدرس «عدداً من الخيوط» بشأن المساعدة لأوكرانيا، في وقت وافق فيه مجلس الشيوخ على المساعدة لكييف.

في 22 مارس (آذار)، شن الجيش الروسي أكبر هجوم جوي على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا منذ اندلاع الحرب قبل عامين.

وقال زيلينسكي إن روسيا أطلقت ما مجموعه 190 صاروخاً، وأرسلت 140 طائرة دون طيار، وألقت 700 قنبلة جوية موجهة على الأراضي الأوكرانية، الأسبوع الماضي.

وتعدّ الولايات المتحدة الداعم العسكري الرئيسي لكييف، منذ الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022.

لكن البرنامج، الذي تبلغ قيمته 60 مليار دولار، لا يزال عالقاً بسبب تحفظ نواب جمهوريين داعمين للرئيس السابق دونالد ترمب، الذي أطلق حملته الانتخابية للفوز بولاية رئاسية جديدة، ومن ثم يضطر الجنود الأوكرانيون إلى توفير ذخائرهم على الجبهة.


مسجد باريس يحض على دعم المدرسين بعد تلقي مدارس تهديدات

مسجد باريس الكبير (صفحة المسجد على فيسبوك)
مسجد باريس الكبير (صفحة المسجد على فيسبوك)
TT

مسجد باريس يحض على دعم المدرسين بعد تلقي مدارس تهديدات

مسجد باريس الكبير (صفحة المسجد على فيسبوك)
مسجد باريس الكبير (صفحة المسجد على فيسبوك)

أعرب مسجد باريس الكبير، اليوم الخميس، عن «قلقه الشديد» بعد تلقي مدارس فرنسية ومدير مدرسة ثانوية باريسية تهديدات، وحض المسلمين على تقديم «الدعم» و«المودة» للمدرّسين.

وأبدى مسجد باريس الكبير، إحدى المؤسسات التي تمثل مسلمي فرنسا، «قلقه الشديد إزاء سلسلة التهديدات التي استهدفت مؤخراً عدداً من المدارس ومدير مدرسة ثانوية في الدائرة العشرين من باريس».

وأعلنت مدرسة «موريس رافيل»، في مطلع الأسبوع، أن مديرها ترك منصبه؛ «لأسباب أمنية»، وذلك بعدما تلقّى تهديدات بالقتل على أثر شجار مع طالبة لكي تخلع حجابها.

وتلقت عدة مدارس في جميع أنحاء فرنسا، خلال الأيام الأخيرة، رسائل تهدد بشن هجمات عليها بُثت من خلال اختراق مساحات عملها الرقمية، وفق ما علمت «وكالة الصحافة الفرنسية» من مصادر في الشرطة والإدارة.

وكتب عميد مسجد باريس الكبير، شمس الدين حفيظ، أن «مسجد باريس الكبير مصرّ على تأكيد التزام مسلمي فرنسا الثابت ودعمهم الحازم كسائر المواطنين لمدرسة الجمهورية ورسالاتها الأساسية».

وشدد على أن «التعليم يرتدي في الثقافة المسلمة أهمية قصوى، ويحتل المدرسون مكانة بارزة تكرم بعد مقام الأنبياء».

وتابع: «بهذه الذهنية، نحضّ مسلمي فرنسا على إحاطة أسرة التعليم بدعمهم ومودتهم». ودعا إلى «الوقف الفوري لهذه التهديدات»، طالباً من «العدالة إلقاء الضوء كاملاً على مُنفذي هذه الأعمال الشنيعة».

والإسلام ثاني أكبر ديانة في فرنسا التي يقطن بها ما بين خمسة وستة ملايين مسلم، وفق عدة دراسات حول هذا الموضوع، وهي أكبر مجموعة من المسلمين في أوروبا.


في هولندا أكبر أنبوب لتقنية هايبرلوب يختبر قدرات القطار... إذا طار

يقوم مفهوم هايبرلوب على توفير قطار يمكن أن تصل سرعته إلى ألف كيلومتر في الساعة (أ.ب)
يقوم مفهوم هايبرلوب على توفير قطار يمكن أن تصل سرعته إلى ألف كيلومتر في الساعة (أ.ب)
TT

في هولندا أكبر أنبوب لتقنية هايبرلوب يختبر قدرات القطار... إذا طار

يقوم مفهوم هايبرلوب على توفير قطار يمكن أن تصل سرعته إلى ألف كيلومتر في الساعة (أ.ب)
يقوم مفهوم هايبرلوب على توفير قطار يمكن أن تصل سرعته إلى ألف كيلومتر في الساعة (أ.ب)

دُشِّن الأربعاء في هولندا أطول أنبوب في أوروبا، وهو مخصص لاختبار قطارات قائمة على تقنية هايبرلوب، ويأمل القائمون على المشروع في أن تتيح نقل الركاب يوماً ما من أمستردام إلى برشلونة في ساعات قليلة ليس إلّا.

في مركز سكك حديدية مهجور بالقرب من فيندام، شمال هولندا، أقيم أنبوب أبيض أنيق على شكل حرف «واي» (Y) يبلغ طوله 420 متراً، ويتكون من مجموعة أنابيب مترابطة، عددُها 34 أنبوباً، وعرضُ الواحد منها متران ونصف متر. وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

ويقوم مفهوم هايبرلوب على توفير قطار فائق السرعة بتقنية مغناطيسية، إذ يتكون من كبسولات مضغوطة، ويكون مرتفعاً عن الأرض بواسطة مغناطيس، في أنبوب منخفض الضغط، ويمكن أن تصل سرعته إلى ألف كيلومتر في الساعة.

واستمرت الأبحاث 12 عاماً بشأن وسيلة النقل الاستشرافية هذه التي أطلق إيلون ماسك العمل عليها عام 2012، لكنّ ترجمتها إلى واقع فعلي تواجه صعوبات، مع أن شركات عدة لا تزال تعمل على هذا الملف.

ويعدّ مركز هايبرلوب الأوروبي في هولندا المنشأة الوحيدة في العالم التي يتوفر فيها «تغيير للمسار، وهو أنبوب ينبثق من المسار الرئيسي، لاختبار ما يحدث عندما تغير كبسولة مسارها بسرعة عالية».

وأوضح مدير المركز، ساشا لاميه، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن هذا التشعب «ضروري لإنشاء شبكة»، حيث يتجه جزء من البنية التحتية «على سبيل المثال نحو باريس، والآخر نحو برلين».

وتوقّع لاميه أن تمتد شبكة أنابيب هايبرلوب نحو 10 آلاف كيلومتر في مختلف أنحاء أوروبا بحلول سنة 2050. ولاحظ أن هذه الشبكة «ستتسع بشكل كبير عندما تصبح التكنولوجيا جاهزة، على النحو الذي تطورت به الطرق السريعة مع مرور الوقت».

وأضاف لاميه: «لقد أنشأنا شيئاً قابلاً جداً للتطوير، ويمكن أن يُنفذ بسرعة كبيرة. وبالتالي يُفترض أن يكون ممكناً دخول محطة قطار في أمستردام والذهاب إلى مدينة مثل برشلونة في ساعتين».

وتابع قائلاً: «تماماً مثل الطيران، ولكن من دون أي متاعب». وتعتزم شركة «هاردت هايبرلوب» الهولندية إجراء الاختبارات الأولى بالكبسولات في الأسابيع المقبلة. وسيكون المركز مفتوحاً للشركات التي تعمل على تطوير أي جانب من جوانب التكنولوجيا الخاصة به.

إلا أن العلماء يعترفون بأن الطريق لا تزال طويلة، وأن إجراء اختبارات لكبسولات مأهولة ما زال بعيد المنال.

ولكن من المفترض أن تكون مثل هذه الاختبارات الواسعة النطاق ممكنة بحلول عام 2030، على ما توقع لاميه، ربما من خلال رحلة قصيرة لمسافة نحو 5 كيلومترات، من المطار إلى إحدى المدن مثلاً.

مريح جداً

وطرح إيلون ماسك فكرة أنبوب هايبرلوب، يمكن أن يربط سان فرانسيسكو بلوس أنجليس في نحو 30 دقيقة، بدلاً من 6 ساعات بالسيارة أو ساعة بالطائرة.

ومنذ ذلك الحين، شرعت مدن عدة في مختلف أنحاء العالم في تنفيذ مشاريع بحثية، بلغت تكلفتها ملايين الدولارات، لكنّ أي خط تشغيلي لم يرَ النور بعد.

إلا أن العلماء لم يستسلموا. وقال لاميه إن لدى الصين منشآت طويلة قادرة على توفير سرعات تصل إلى 700 كيلومتر في الساعة تقريباً.

وطمأن مؤيدو قطار هايبرلوب أنه لا ينتج أي تلوث أو ضوضاء، ويمتزج مع المشهد في المدن والمناطق الريفية على السواء.

وأوضح مدير التكنولوجيا والهندسة في «هاردت هايبرلوب»، مارينوس فان در ميس، أن «استهلاك الطاقة في هايبرلوب كوسيلة نقل أقل بكثير» من استهلاك الطاقة في غيره.

وأضاف أن هذا القطار «يتطلب أيضاً مساحة أقل، نظراً إلى توافر هذه الأنابيب التي يمكن وضعها بسهولة تحت الأرض أو فوقها».

أما منتقدو هايبرلوب فرأوا أنه مجرد حلم بعيد المنال، وليس من المؤكد أن الركاب سيحبذون الانتقال في نفق ضيق بسرعة قريبة من سرعة الصوت.

لكنّ فان در ميس قال إن الشعور بالتسارع يُفترض ألا يكون مختلفاً كثيراً عن الشعور في القطارات الفائقة السرعة المعتمدة حالياً.

وأضاف أن الركاب سيصلون إلى مقصدهم بسرعة أكبر، «لكنّ كل شيء مرهون بالقوى». وأضاف: «إنه مثل الطائرة، عندما تكون في الهواء وتسافر بسرعة ثابتة، فإن الراكب لا يشعر بها».

ووعد لاميه بأن تكون «رحلة مريحة جداً»، متخيلاً: «كبسولة ذات سقف جميل ربما يمثل النجوم أو يوماً مشمساً جميلاً».