الكتب الفكرية ملاذ الرجال.. والرواية مطلب النساء في معرض جدة للكتاب

عروس البحر الأحمر تستقبل أكثر من مليون كتاب و63 شخصية أدبية

جانب من المعرض
جانب من المعرض
TT

الكتب الفكرية ملاذ الرجال.. والرواية مطلب النساء في معرض جدة للكتاب

جانب من المعرض
جانب من المعرض

أعاد معرض جدة الدولي للكتاب تشكيل الحراك الفكري والأدبي لسكان ومرتادي منطقة مكة المكرمة غرب السعودية. فبعد غياب لأكثر من ثمانية أعوام متتالية آلت إلى جفاف نبع الحراك، وإن كان يظهر خجولا هنا أو هناك في صالونات مغلقة، وأخرى مفتوحة، يأتي معرض جدة لإعادة التوازن الفكري.
وتكمن أهمية هذا المعرض في تنوع خياراته، وهو ما لم يكن مطروحًا في السنوات السابقة ضمن التجمعات الأدبية. فما بين عناوين الأدب، والشعر، والبلاغة، والفكر، والسياسة، والدين، التي حملها أكثر من مليون كتاب مرصوفة تحت سقف واحد يسهل الوصول إليها. كما تحتل الندوات والأمسيات التي شارك فيها أكثر من 63 شخصية أدبية على مستوى السعودية حيزًا ضمن الفعاليات. إذ جرى طرح ومناقشة كثير من الموضوعات الفكرية والأدبية التي اعتبرت إضافة إلى منصات توقيع الكتب في مختلف المجالات يشارك في عملية التوقيع والإهداءات.
هذا التوازن كان حاضرا، حتى فيما يقبل عليه مرتادو المعرض من الجنسين في اقتناء الكتب. وإن لم تكن هناك إحصاءات رسمية من منظمي المعرض، إلا أن جولة لـ«الشرق الأوسط» داخل أروقة المعرض، كشفت أن النساء يقبلن على اقتناء الكتب الروائية بشكل عام، وإن برز الإقبال نسبيًا لمجموعة الراحل غازي القصيبي وعبده خال، وعدد من الروايات العربية والمترجمة.
بينما تمحور اهتمام الرجال حول الكتب الفكرية التي تتبنى قضايا معاصرة، أو آراء منهجية وتحليلات لكثير من الموضوعات. وإن كان غالبية من يقتني الكتب يبحث عن الاسم ودار النشر قبل عملية الشراء.
بدوره، قال محمد أحمد، أحد العاملين في دور النشر، إن «معرض جدة الدولي للكتاب شكل نقطة تحول على سكان المنطقة في عملية اقتناء الكتب بشكل عام»، معللا بقوله إن «غياب المعرض فتح شهية سكان المدنية ومرتاديها لزيارة المعرض». وأضاف أحمد: «وإن لم يكن من حضر من الباحثين عن الكتب فكان لأجل المشاركة في ورش العمل والأمسيات الشعرية، وهي نقطة إيجابية في دفع الجنسين، وتحديدا فئة الشباب، للاطلاع والحضور».
واستطرد بقوله إنه «من الصعب تحديد عدد الكتب المبيعة خلال الأيام الماضية، إلا أن نسبة عالية تفوق 40 في المائة من الزائرين اشتروا كتبا مختلفة». كما أكد أن «الكتب الروائية كانت الأكثر رواجًا لدى العنصر النسائي الباحث عن الحبكة الفنية وتسلسل الأحداث، إضافة إلى الكتب التي تلامس احتياجات الطفل».
إلى ذلك يتبين أن جدة تعيش في الوقت الراهن أزهى حالاتها الفكرية باحتضان أكبر المعارض المتخصصة، وذلك على مساحة تزيد على خمسين ألف متر مربع. إلا أن هذه النشوة - وبحسب مرتادي المعرض - تصطدم بما تمر به المدينة والبلاد عموما من منعطف دراسي، والمتمثل في «الاختبارات لجميع المراحل»، وذلك أمر يتخوف منه المنظمون في التأثير على حجم الإقبال لآخر أيام المعرض الذي يسدل ستاره الاثنين المقبل.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.