سلطان بن سلمان: تكامل السياحة والثقافة ضروري لتكوين البعد المعرفي للحضارة العربية

المجلس الوزاري العربي للسياحة يجتمع في الشارقة.. ويبحث عددًا من مستجدات القطاع

الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والأمير سلطان بن سلمان خلال اللقاء أمس (وام)
الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والأمير سلطان بن سلمان خلال اللقاء أمس (وام)
TT

سلطان بن سلمان: تكامل السياحة والثقافة ضروري لتكوين البعد المعرفي للحضارة العربية

الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والأمير سلطان بن سلمان خلال اللقاء أمس (وام)
الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والأمير سلطان بن سلمان خلال اللقاء أمس (وام)

دعا الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية إلى ضرورة التكامل بين قطاعي السياحة والثقافة، مشيرًا إلى أن ذلك التكامل سيساعد على تكوين البعد المعرفي والمعيشي للمواطن العربي حول الحضارة التي يمتلكها في رصيده على مستوى التاريخ.
وقال الأمير سلطان بن سلمان، إن هذه المطالبات تأتي في سياق الدور الذي تحتمه المرحلة الحساسة التاريخية، بما يتعلق بملء التساؤلات عند المواطن العربي حول تاريخه ومكانته بين الأمم، مشيرًا إلى أن المواطن العربي، وخصوصًا فئة الشباب، لم يعد واعيًا بما كان هو على مستوى التاريخ وعلى مستوى الحضارات، موضحًا أن ذلك من العناصر المهمة التي تدعم المواطنين العرب عند الحديث مع الآخر، بأن يعرف أنه يقف على أرض صلبة.
وجاء حديث الأمير سلطان بن سلمان لـ«الشرق الأوسط» على هامش الدورة الثامنة عشرة لاجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة، والذي يقام في الإمارات بمدينة الشارقة في الفترة من 15 وحتى 17 ديسمبر (كانون الأول).
وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية، أن السعي في الدعوة التكاملية بين السياحة والثقافة يأتي من منطلق الرغبة في أن يعرف المواطن العربي مكانته في التاريخ، وقال: «لا يعقل أن المواطن العربي لا يعرف مكانته في التاريخ، حيث إن البلاد العربية هي بلاد الأديان والحضارات والتجارة التي كانت تنطلق منها، وهي بلاد الثقافات والأخلاق والقيم، ونحن كأمة لدينا مكونات كبيرة جدًا في كل الأبعاد، ويجب استحضارها».
وأضاف قائلا: «العالم العربي لا يمكن أن يعود دون أن يكون المواطن مشاركًا فيه، والمواطن يحتاج إلى أن يعود ويعرف مكانته في التاريخ، وهذا الجزء الشامخ من العالم، الإنسان العربي هو مستقبل البلاد العربية، إذا لم يستثمر فيه ونجعله جزءًا لا يتجزأ من الحراك نحو إعادة تكوين العالم العربي وستكون عملية تطوير العالم العربي المستقبلي فاشلة».
وناقش الاجتماع الذي عقد مساء أول من أمس مستجدات القطاع السياحي في الدول العربية، كما سلط الضوء على المعوقات التي يواجهها، وأبرز الحلول المطروحة لنمو وتطور القطاع، وأفضل الممارسات في هذا المجال، وسيستمر تنظيم عدة جلسات عمل واجتماعات خاصة بالوفود، بالإضافة إلى أنه سيتم خلال فعاليات الحدث تكريم الجهات والدول الفائزة بجوائز الجودة السياحية، التي تُمنح للجهات المتميزة في تقديم خدماتها لتحفيزها ودعمها لتقديم المزيد من مستويات الجودة في خدماتها.
وبالعودة إلى الأمير سلطان بن سلمان الذي تحدث حول تنفيذ التكامل بين السياحة والثقافة، وقال: «لدينا تجربة في السعودية نقوم بها الآن، وذلك من خلال برنامج يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، حيث يتكون هذا المشروع التراثي الحضاري من جزأين، الأول توعوي وإعلامي، والجزء الثاني منه استكشافي اقتصادي وتمويلي».
وتابع: «نحن الآن نحاكي أهم مكون لدينا وهو الإسلام، وربطنا لأول مرة مسار الإسلام بالحياة البشرية، وكل حراك إنساني منذ نشأة البشرية كان يؤدي إلى نشأة الإسلام، والله أعلم، وهذه النقطة مهمة، ولا يمكن أن تبقى صورتنا فقط أننا مصدرون للبترول، لكن لا بد أن ينظر لنا العالم أننا قوم نأتي من أرض شامخة وأرض الحضارات والقيم والتاريخ الذي سبق الإسلام».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.