أدى ماوريسيو ماكري اليمين خلال حفل تولي رئاسة الأرجنتين، بعد 12 عاما على حكم الزوجين كيرشنر، وبعد أن قاد حملة انتخابية شدد فيها على تحرير الاقتصاد وتخفيف الإجراءات الحمائية.
ورحبت أوساط المال والأعمال بوصول رئيس بلدية بوينس آيرس إلى الرئاسة بعد فوزه في الاقتراع وسط مفاجأة عامة، حيث فرض ماكري نفسه في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي حصل فيها على 51.33 في المائة، مقابل 48.66 في المائة لخصمه دانيال سكيولي، مرشح تحالف اليسار الحاكم منذ 2003.
ولم تحضر الرئيسة المنتهية ولايتها كريستينا كيرشنر مراسم التنصيب بعد خلاف على مكان نقل السلطة. وقد لجأ ماكري إلى القضاء بعدما حاولت كيرشنر فرض البرلمان مكانا لذلك، بينما أصر الرئيس الجديد على إجراء المراسم في القصر الرئاسي. كما طلب ماكري اختصار ولاية كيرشنر لساعات بحيث تنتهي منتصف ليل الأربعاء - الخميس بدلا من تسلم السلطة ظهر الخميس.
وأدى ماكري القسم أمام البرلمانيين، ثم توجه إلى القصر الرئاسي برفقة الخيالة في بوينس آيرس، وهناك تسلم الوشاح الرئاسي وعصا قيادة الأمة، بحضور رؤساء معظم دول أميركا الجنوبية، وملك إسبانيا السابق خوان كارلوس.
وماكري البالغ من العمر 56 عاما درس الهندسة، وهو نجل ملياردير إيطالي صنع ثروته في الأرجنتين، وكان يمكن أن يسير على خطى والده، لكنه بعد توليه رئاسة مجموعة ماكري لعشر سنوات اختار العمل السياسي. وقد انتخب في 1995 رئيسا لنادي بوكا جونيورز لكرة القدم، قبل أن يؤسس حزبه السياسي الطموح. وبعد فشله الأول في الانتخابات في 2003، انتخب رئيسا لبلدية بوينس آيرس في 2007.
ويجمع عدد من المحللين السياسيين على أن التحدي الرئيسي لماكري يكمن في إنعاش ثالث اقتصاد في أميركا اللاتينية، ذلك أن الوضع الاقتصادي في الأرجنتين ليس كارثيا بالدرجة التي كان عليها بعد الأزمة في 2001 و2002. ورغم أن ماكري سيقود بلدا بلا ديون، فإن النمو فيه ضعيف، والعجز الميزاني يتجاوز 5 في المائة، والتضخم يبلغ نحو 30 في المائة، بينما يعد سعر «البيزو» أكبر من قيمته، فيما تتراجع احتياطات القطع.
وستكون أولى مبادرات ماكري بدء محادثات في نيويورك لحل النزاع بين الأرجنتين والصناديق الاستثمارية حول بقايا دين. لكن هذا الخلاف يراوح مكانه، حيث رفضت الصناديق الاستثمارية التي تملك 7 في المائة من الدين، بشكل منهجي عمليات إعادة الهيكلة التي قبلها معظم الدائنين (93 في المائة) عبر تأجيل استحقاق الديون. وقد جرى اتصال رسمي أول هذا الأسبوع بين وسيط وسكرتير الدولة الأرجنتيني للشؤون المالية لويس كابوتو، تمهيدا لبدء المفاوضات.
أما التحدي الآخر، الذي سيواجهه الرئيس الجديد، فهو حكم الأرجنتين من دون أغلبية له في مجلسي النواب والشيوخ، ولذلك سيكون عليه بناء تحالفات ليحصل على دعم حكام ولايات ونواب وأعضاء في مجلس الشيوخ.
وأحد أول الإجراءات الاقتصادية التي تنتظرها الأرجنتين هو قرار ماكري بالسماح بتعويم البيزو، بينما يدعم البنك المركزي العملة الوطنية في مواجهة الدولار. ويفترض أن يؤدي هذا الإجراء على الأمد القصير إلى زيادة التضخم. وقد ركز ماوريسيو ماكري في حملته على موضوع التغيير والقضاء على الفقر، لكنه أعلن أنه سيبقي على الجزء الأكبر من المساعدات الاجتماعية للعائلات الأكثر فقرا التي قررها أسلافه.
يذكر أن ماكري، الذي ينتمي إلى تيار يمين الوسط، هزم مرشح الحزب الحاكم دانيال سيولي في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية في 22 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لينهي بتنصيبه 12 عاما من حكم عائلة كيرشنر، بدءا من الرئيس الراحل نيستور كيرشنر (2007 - 2003)، ثم زوجته خليفته كريستينا فرنانديز دي كيرشنر (2007 - 2015).
ماكري يتولى رئاسة الأرجنتين بعد 12 عامًا من حكم الزوجين كيرشنر
من رئيس لفريق كرة قدم ومؤسس لحزب سياسي طموح.. إلى القائد الأوحد للبلاد
ماكري يتولى رئاسة الأرجنتين بعد 12 عامًا من حكم الزوجين كيرشنر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة