بيما لم يؤد الموقف الأميركي الجديد، الذي عبر عنه رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأميركي جون ماكين، وعضو الكونغرس ليندسي غراهام، بنشر قوات عربية لمحاربة «داعش»، إلى انقسام سني- شيعي، فإن الكتل السياسية الشيعية هي الأكثر رفضا وتخوفا من إمكانية تنفيذ هذا المقترح على أرض الواقع.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكد أن العراق لديه ما يكفي من الرجال لهزيمة تنظيم داعش، مطالبا في بيان صدر عن مكتبه مساء أول من أمس بـ«زيادة الدعم في السلاح والتدريب والإسناد من الشركاء الدوليين في حربنا ضد الإرهاب».
بدوره، عد عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار، محمد الكربولي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «العراق يحتاج بالفعل إلى مشاركة عربية لتحرير المحافظات التي يسيطر عليها (داعش) من منطلق أن الإرهاب لا يستهدف العراق فقط وإنما بات يستهدف الجميع»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «تشكيل قوات عربية للمساعدة في تحرير الأراضي قد يكون من المبكر الحديث عنه، لكن ما نحن بحاجة ماسة إليه وبسرعة هو المستشارون العرب، بالإضافة إلى من هم موجودون لدينا من مستشارين أجانب حاليا من أميركيين وإيرانيين، وذلك من أجل تقديم المشورة، بالإضافة إلى الحاجة إلى التسليح بمختلف أشكاله خصوصا أن الحكومة العراقية، وعلى الرغم من كل مناشدات أبناء تلك المناطق، تقاعست عن القيام بدورها على صعيد تسليح أبناء العشائر. لذلك فإن الطلب بالتسليح من المجتمع الدولي بات أمرا ضروريا بالنسبة لنا».
من جهته، وبينما تجنب الإشارة إلى المستشارين الإيرانيين في العراق، فإن صلاح عبد الرزاق، القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العراق ليس بحاجة إلى قوات أجنبية سواء كانت عربية أو إسلامية، بل كل ما يحتاج إليه هو التسليح والتدريب»، مشيرا إلى أنه «يوجد في العراق اليوم ثلاثة آلاف مستشار أميركي يتوزعون بين قاعدتي عين الأسد والحبانية، لم يتمكنوا حتى الآن من تدريب سوى 200 شخص من أبناء العشائر، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة الأميركية ليست جادة في القضاء على (داعش)، بل هي تريد احتواء (داعش) في العراق وسوريا». وأضاف عبد الرزاق أنه «من المستغرب أن يطرح الأميركيون الآن مثل هذا المقترح في وقت متأخر جدا، بينما كانت لدى أميركا والمجتمع الدولي معها فرصة منذ أكثر من سنة لهزيمة (داعش) من خلال تركيز الضربات الجوية ودعم وتسليح الجيش العراقي».
في السياق نفسه، أعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي والقيادي في التيار الصدري حاكم الزاملي رفضه للمقترح الأميركي. وقال الزاملي، في بيان أمس، إن «العراق يمتلك قدرات بشرية كبيرة متمثلة بقوات الجيش والشرطة والحشد والسرايا والمتطوعين، ولا حاجة له لتدخل أجنبي يقاتل بالنيابة عن شعبه»، عادا ذلك «مخططا خبيثا يراد منه زرع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي، وتشجيع المتطرفين بالقدوم إلى العراق لإذكاء التطرف وتقسيم البلاد». وهدد رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية بأن «العراق سيحارب أي قوة تدخل إلى أراضيه سواء كانت عربية أو إسلامية أو غربية، كما حاربنا (داعش)».
قيادي صدري: سنحارب أي قوة تدخل أرضنا
ردًا على مقترح أميركي بنشر قوات عربية لمقاتلة «داعش»
قيادي صدري: سنحارب أي قوة تدخل أرضنا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة