السومة وجمهور الأهلي معرضان للعقوبة.. وباخشوين ينجو

مصدر لـ«الشرق الأوسط»: لاعبان في الفيصلي استفزا المدرج الأخضر

جانب من الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة الأهلي والفيصلي الأخيرة (تصوير: عدنان مهدلي)
جانب من الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة الأهلي والفيصلي الأخيرة (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

السومة وجمهور الأهلي معرضان للعقوبة.. وباخشوين ينجو

جانب من الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة الأهلي والفيصلي الأخيرة (تصوير: عدنان مهدلي)
جانب من الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة الأهلي والفيصلي الأخيرة (تصوير: عدنان مهدلي)

كشفت مصادر مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكم الدولي صالح الهذلول، الذي أدار مواجهة الأهلي والفيصلي الأخيرة ضمن الجولة التاسعة من دوري المحترفين السعودي، على «الجوهرة» بجدة، لم يتطرق في تقريره إلى محاولة التهجم من قبل لاعب الأهلي وليد باخشوين بعد نهاية المباراة على الرغم من الانفعالات والمشادات العنيفة التي حدثت بسبب الأخير.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الحكم قام فقط بتدوين تجاوزات جماهير الأهلي بعد رميها لقوارير المياه أثناء دخول الطاقم التحكيمي إلى غرفة الملابس.
وكان حكم المباراة الهذلول، ومقيم المباراة الدولي السابق ناصر الحمدان، دونا في تقريريهما جميع الأحداث والملاحظات، وتم إرسالهما يوم أمس إلى لجنة الحكام الرئيسية التي بدورها سترفعهما إلى لجنة الانضباط.
ويتوقع أن تفرض عقوبة الإيقاف مباراتين وغرامة 10 آلاف ريال بحق مهاجم الأهلي المحترف السوري عمر السومة، بعد أن اصطادته كاميرا الناقل الرسمي وهو يركل لاعب الفيصلي المحترف كامارا (دون كرة).
وتنص لائحة الانضباط وتحديدا المادة 47، بشأن سوء السلوك تجاه اللاعبين أو الأشخاص بخلاف مسؤولي المباراة، والذي يندرج تحت هذه المادة الفقرة 1/2، على الإيقاف مباراتين للسلوك المشين أو استخدام ألفاظ أو إشارات عدوانية بذيئة أو مهينة تجاه المنافس مع غرامة مالية قدرها 10 آلاف ريال. كما سيتم فرض عقوبة مالية مقدارها 100 ألف ريال بعد أن دون الحكم في تقريره رمي الجماهير قوارير المياه على الطاقم التحكيمي وفق لقطة الناقل الرسمي التي أظهرت ذلك خلال دخول الحكام إلى غرفة الملابس.
وكان تعادل الأهلي مع الفيصلي 1/1 ألقى بظلاله على أجواء النادي وسط انتقادات لحكم المباراة صالح الهذلول. وعمت حالة من السخط في أوساط جماهير النادي الأهلي عقب التعادل مع الفيصلي، إذ ترى أن عددا من لاعبي الفريق لم يظهروا بالصورة المطلوبة رغم التحذيرات التي أطلقها كبار شرفيي النادي بعدم الركون للانتصار على الجار والمنافس التقليدي الاتحاد.
وترى جماهير الأهلي أن السبب الأول في التعادل الذي خرج به فريقها أمام الفيصلي والذي وصفته بالمحبط يتحمله اللاعبون في المقام الأول ومن ثم مدرب الفريق غروس الذي لم يتعامل ويتفاعل مع أحداث اللقاء بصورة إيجابية من جهة تدخلاته الفنية والتغييرات المطلوبة التي كان من المفترض أن يقوم بها خصوصا بعد أن وجد جميع الطرق مغلقة أمام مهاجميه طوال مجريات الشوط الأول بغض النظر عن الأخطاء التحكيمية التي تعرض لها الفريق في المباراة.
وكان المركز الإعلامي بالنادي الأهلي بث تسجيلا عبر حسابه لم يتم عرضه عبر القناة الناقلة لمباراة الأهلي والفيصلي، وتحديدا قبل اللقطة التي لقيت جدلا كبيرا من قبل المهاجم عمر السومة واحتكاكه مع مهاجم فريق الفيصلي (كمارا) قبل تنفيذه لخطأ مباشر على حدود منطقة الجزاء. وتظهر اللقطة أن الأخير (كمارا) هو صاحب شرارة الأحداث بعد أن قام بحركة لا أخلاقية تجاه مهاجم الأهلي السومة (ضربه بمنطقة حساسة).
وعلمت «الشرق الأوسط» أن القناة الناقلة للدوري السعودي (mbc) تبرأت من اقتصاص اللقطة التي صاحبها الجدل، ورمت باللائمة على الشركة المنتجة والمتعاقد معها خصوصا بعد موجة الغضب الجماهيري التي صاحبت إظهار اللقطة من قبل مسؤولي النادي الأهلي وانتقاد الجماهير الحاد للقناة واتهامها بتعمد إخفائها وعدم إظهار جميع اللقطات والحقائق التي تصاحب المباريات.
وكان السومة أكد تعرضه للضرب والشتم طوال المباراة من لاعبي الفيصلي في تصرف لم يجد له تفسيرا، فيما حكم المباراة لم يحرك ساكنا. وقال السومة: «رغم تنبيهي له في عدة مرات فإنه كان يرد علي: أنا أرى كل شيء». وواصل: «لم يحدث لي مثل هذا الأمر طوال مسيرتي الرياضية، وهو أمر مستغرب، فأنا أحرص على اللعب النظيف وأحترم جميع زملائي في الفرق المنافسة، ولكن ما واجهته في لقاء الفيصلي لم أواجهه منذ لعبي كرة القدم». وأضاف: «لم يوجه لي أي أمر مسيء أو يسجل علي مثل هذا الأمر سواء منذ انضمامي لصفوف الأهلي الموسم الماضي أو أثناء تمثيلي لفريق القادسية الكويتي ولثلاثة مواسم متتالية، ولكن ما حدث أراه خارجا عن إطار لعبة كرة القدم. لقد كانت هناك ألعاب تتعمد إلحاق الضرر بي أثناء المباراة».
من جانبه، رمى مهاجم فريق الأهلي مهند عسيري باللائمة على الجهاز الفني وكريستيان غروس تحديدا بعد تعادل الفريق. وقال عقب المباراة: «إضاعتي لفرصة الهدف أمر طبيعي في ظل ابتعادي عن المشاركة في المباريات لفترة طويلة، وافتقادي لحساسية المباريات والذي يتحمله مدرب الفريق»، مضيفا أنه سبق أن اجتمعت بالمدرب وشرحت له هذا الأمر ومدى تأثيره السلبي دون فائدة.
وقال عسيري: «أنا لا أطالب باللعب بشكل أساسي في كل مباراة، بل أطالب بمنحي على الأقل فرصة للمشاركة في أي مباراة حتى لو لربع ساعة حتى لا أفقد حساسية اللعب». وأشار إلى أنه في حالة تقدم فريقه الأهلي بالنتيجة في أي مباراة «أعرف أنني لن أشارك في المباراة إطلاقا، بعكس الأمر عندما يكون الفريق خاسرا، حيث أجد المدرب يستعين بي، ولكن في ظل ابتعادي لفترات طويلة عن المشاركة لا بد أن يتأثر مستواي الفني، وأتمنى أن أكون في صورة أفضل خلال المباريات المقبلة، وأن أجد فرصة المشاركة مع بقية زملائي اللاعبين».
من جهة ثانية، التزم الجهاز الإداري لفريق الأهلي الصمت مع محاولات «الشرق الأوسط» استيضاح ما حدث عقب صافرة نهاية المباراة، خصوصا أن الأحداث كانت أمام دكة بدلاء الفريق. وقال مصدر مقرب من الإدارة إن ما حدث لم يصل لدرجة الاشتباك كما يحاول البعض تصويره، مشيرا إلى أن جميع الأحداث مصورة ويمكن الرجوع إليها، حيث كانت بدايتها حركات استفزازية من قبل لاعبين من الفيصلي تجاه مدرج الأهلي لتأجيج الجماهير مع محاولة اللاعبين تنبيه حكم اللقاء لهذه التصرفات غير الرياضية. وتابع: «ما حدث هو مناقشات ساخنة بين اللاعبين، وكانت حادة بعض الشيء دون إساءة لأي أحد، وانتهت في الوقت ذاته».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».