الانتخابات المصرية: 29.83 % نسبة المشاركة في المرحلة الثانية

حزبا «المصريين الأحرار» و«مستقبل وطن» أبرز منافسي الإعادة.. و«النور» يواصل التقهقر

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس فنزويلا نيكولاس مادورو يستعرضان حرس الشرف في القصر الرئاسي بكاراكاس أمس (أ.ب.ب)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس فنزويلا نيكولاس مادورو يستعرضان حرس الشرف في القصر الرئاسي بكاراكاس أمس (أ.ب.ب)
TT

الانتخابات المصرية: 29.83 % نسبة المشاركة في المرحلة الثانية

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس فنزويلا نيكولاس مادورو يستعرضان حرس الشرف في القصر الرئاسي بكاراكاس أمس (أ.ب.ب)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس فنزويلا نيكولاس مادورو يستعرضان حرس الشرف في القصر الرئاسي بكاراكاس أمس (أ.ب.ب)

قال المستشار أيمن عباس، رئيس اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية في مصر، أمس، إن نسبة المشاركة في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب بلغت 29.83 في المائة بإجمالي أصوات (8412011) ناخبا، معلنا فوز تحالف «في حب مصر»، أحد أبرز الكتل المؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، بقائمتي المرحلة الثانية، لتستحوذ بذلك على كل المقاعد المخصصة للقوائم (120 مقعدا)، بينما سيطرت «الإعادة» على غالبية نتائج المنافسات الفردية.
وأجريت انتخابات المرحلة الثانية يومي السبت والأحد الماضيين في الخارج، ويومي الأحد والاثنين الماضيين في الداخل داخل 13 محافظة، هي القاهرة والسويس، وكفر الشيخ ودمياط والغربية، والإسماعيلية وبورسعيد، وجنوب سيناء وشمال سيناء، والمنوفية والقليوبية، والشرقية والدقهلية.
ويتألف مجلس النواب المقبل من 568 عضوا ينتخبون بالاقتراع العام السري المباشر، بينهم 448 يفوزون في منافسات فردية و120 يفوزون من خلال قوائم، إضافة إلى نسبة 5 في المائة من الأعضاء يعينهم الرئيس المصري.
وتتشكل قائمة «في حب مصر» من 10 أحزاب على رأسها حزبا «المصريين الأحرار» و«الوفد»، إضافة إلى رجال دولة سابقين وشخصيات عامة، منهم عسكريون وضباط شرطة متقاعدون. غير أنها توجه إليها الاتهامات دائما بأنها تلقى دعما من قبل مؤسسات الدولة، باعتبارها مؤيدة بشكل قوي للرئيس السيسي، وهو الأمر الذي نفته الحكومة والسيسي.
ومن أبرز الشخصيات التي ضمتها القائمة، اللواء سامح سيف اليزل، وأسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق، ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي الحالي، وطاهر أبو زيد وزير الرياضة الأسبق. وفي مؤتمرها، أمس، لإعلان نتائج الانتخابات، بدأت اللجنة بالوقوف دقيقة حداد على القاضيين اللذين قتلا في تفجير العريش، أول من أمس، المستشار عمر محمد حماد وكيل مجلس الدولة، ووكيل النيابة عمرو مصطفى حسني، وأعرب رئيس اللجنة العليا عن تمنياته بشفاء المصابين في هذه الأحداث.
وقال عباس إن الإرهاب لن يثني القضاة عن أداء دورهم التاريخي، وإنهم ماضون في الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق حتى النهاية، مضيفا أن زمن التزوير أو التخطيط له قد مضى، وجاء زمن احترام إرادة الناخبين، مضيفا أن عدد الأصوات الباطلة بلغ 572400 صوت بنسبة 6.8 في المائة، وأن عدد الأصوات الصحيحة 7839611 صوتا بنسبة 93.20 في المائة، وأوضح أن أعلى المحافظات في المشاركة كانت جنوب سيناء بنسبة 41.6 في المائة، ثم كفر الشيخ 36.82 في المائة، ثم الدقهلية بـ36 في المائة، بينما كانت أقل المحافظات مشاركة هي السويس 18.01 في المائة، والقاهرة 19.96 في المائة. ومن المقرر أن تجرى جولة الإعادة للفردي يومي 1 و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وسيطر حزب «المصريين الأحرار»، الذي أسسه رجل الأعمال البارز نجيب ساويرس، وحزب «مستقبل وطن» الوليد، الذي ارتبط اسمه بدعم الرئيس السيسي، على معظم منافسات الإعادة، يليهما حزب الوفد العريق.
وقال الدكتور عصام خليل، القائم بأعمال رئيس حزب «المصريين الأحرار»، إن مرشحي الحزب في جولة الإعادة بلغ 40 مرشحًا، بينما أكد حزب «مستقبل وطن» أنه سيخوض الجولة بـ50 مرشحًا من أصل 87، بينما قال معتز صلاح الدين، المستشار الإعلامي لحزب «الوفد»، إن الحزب نجح خلال الجولة الثانية من انتخابات مجلس النواب في حصد 5 مقاعد، وأن هناك 43 مرشحًا وفديًا يخوضون جولة الإعادة حتى الآن.
وفي المقابل، واصل حزب «النور» (السلفي) تقهقره، حيث لم يدخل من مرشحي الحزب الإعادة سوى 8 أعضاء، بينهم سيد مصطفى خليفة، نائب رئيس الحزب ورئيس الكتلة البرلمانية ببرلمان 2012، رغم منافسة الحزب بـ72 مرشحًا في تلك الجولة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».