ميليشيا الحوثي تنفذ حملات اعتقال موسعة في تهامة

قطعت الاتصالات لعزل الإقليم.. وترقب لعودة القيادات العليا

ميليشيا الحوثي تنفذ حملات اعتقال موسعة في تهامة
TT

ميليشيا الحوثي تنفذ حملات اعتقال موسعة في تهامة

ميليشيا الحوثي تنفذ حملات اعتقال موسعة في تهامة

تترقب القيادات العسكرية الميدانية في اليمن نتائج المباحثات التي تجريها القيادة العليا للقوات المسلحة مع قيادات قوات التحالف، حول الأوضاع الراهنة في بعض الجبهات وآلية التنسيق في المرحلة المقبلة، وفي مقدمتها مأرب وصرواح، واستراتيجية المواجهة لتحرير صنعاء، فيما شنت ميليشيات الحوثي وحليفه علي صالح حملات اعتقال موسعة لرموز سياسية في إقليم تهامة، بعد أقل من 24 ساعة من استهداف المقاومة الشعبية في الإقليم لقيادات عسكرية تابعة للميليشيا، وفرضت الميليشيا سيطرتها على وزارة الاتصالات في الإقليم، وحجبت الكثير من المواقع المعارضة لوجودها وقطعت الاتصالات والإنترنت، في خطوة لعزل الإقليم عن العالم الخارجي.
وقال عبد العزيز كوير، مسؤول الجيش الوطني في محافظة مأرب، إن القيادة الميدانية تنتظر التوجيهات الرسمية من القيادة العليا للقوات المسلحة، حول آلية التقدم نحو مديرية «الخولان» ومن ثم إلى صنعاء، موضحا أن المقاومة الشعبية والجيش الوطني يعيد ترتيب وحداته الميدانية بعد المواجهات الأخيرة مع ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح، وتزويد الجيش ما يحتاج إليه من أسلحة للمرحلة المقبلة.
وأضاف كوير أن القيادات الميدانية تنتظر عودة القيادات العليا إلى مأرب لطرح عدد من المطالب الملحة للمرحلة المقبلة، في مقدمتها احتياج أفراد المقاومة الشعبية في المحافظة إلى دعم لوجيستي، ومساواتهم بنظرائهم في عدد من المواقع، إضافة إلى بعض الأمور الجانبية المتعلقة بترحيل الأسرى الحوثيين إلى مواقع آمنة.
في المقابل، شنت ميليشيا الحوثي وحليفه علي صالح حملات اعتقال موسعة على رموز سياسية في إقليم تهامة، بعد يوم من استهداف المقاومة الشعبية في الإقليم لقيادات عسكرية تابعة للميليشيا، وطالت حملات الاعتقال أعيان الحديدة، ومنهم «أحمد علي يحيى موسى» من أعيان قرية المنقم، واقتادته الميليشيا إلى جهة غير معلومة بحسب الشهود الذين أكدوا أن الميليشيا داهمت منزله ونهبت كل ما بداخل المنزل، إضافة إلى الناشط أحمد عبد الله عكيم الذي أخذوه من منزله، والشيخ أحمد جابر زيد شيخ قبيلة الجحبا العليا بمديرية الدريهمي.
ويبدو، بحسب مصادر حقوقية، أن الأيام المقبلة ستشهد حملة كبرى تنفذها الميليشيا لاعتقال أكبر عدد من الناشطين الحقوقيين الذين يرصدون العمليات الإجرامية التي تنفذ ضد الشعب اليمني، خاصة أن الميليشيا قامت باختطاف أكثر من 10 حقوقيين، كما استهدفت الميليشيا العاملين في البرامج التنمية والجمعيات الخيرية، وكان آخر ذلك اعتقالهم أحمد بلعوص عتيق مدير جمعية الجربة التنموية.
وتقوم الميليشيا أثناء عملية الدهم في الأحياء السكينة بإطلاق النار بشكل عشوائي في عملية لترهيب السكان وتفريقهم، ليتسنى لها الدخول إلى المنازل والقبض على الشخصيات المعارضة لوجودها في إقليم تهامة، حيث قامت الميليشيا بإطلاق نار كثيف أثناء دخولها إلى مديرية القناوص، وقامت بعملية اعتقال موسعة لعدد من أعيان المديرية.
وفي خطوة لعزل إقليم تهامة عن العالم الخارجي، قامت ميليشيا الحوثي بفرض سيطرتها على وزارة الاتصالات في الإقليم، وقامت بحجب الكثير من المواقع المعارضة لوجودها، كما قطعت الاتصالات والإنترنت في عدد من مديريات الإقليم، بهدف فرض وسائل محددة تابعة للميليشيا لتبث أخبارها على الشبكة العنكبوتية، وهو ما دفع الكثير من الصحف اليمنية إلى استحداث عدد من الوسائل تمكنها من العودة لنشر أخبارها.
ميدانيا، قال عبد الحفيظ الخطامي، صحافي وناشط اجتماعي، إن المقاومة الشعبية في إقليم تهامة شنت سلسلة هجمات عنيفة خلال الساعات الـ24 الماضية، استهدفت ميليشيا الحوثي وحليفه علي صالح، في الحديدة، حيث هاجم رجال المقاومة سيارة صالون كان على متنها عناصر من ميليشيات الحوثي والحرس الجمهوري في منطقة دوار الربصة المطار.
وأضاف الخطامي أن المكتب الإعلامي للمقاومة الشعبية في إقليم تهامة أعلن أمس عن استهداف اثنين من عناصر الميليشيات الحوثية في شارع صنعاء بالقرب من جولة المواصلات وسط مدينة الحديدة، كما تبنت المقاومة الشعبية في إقليم تهامة استهداف علي شوعي الملحاني، أحد قيادات الحوثيين، وهناك أنباء تؤكد مصرعه أثناء تنقله بين مديريتي باجل والضحي بمحافظة الحديدة. كما استهدف مسلحو المقاومة الشعبية لإقليم تهامة أحد عناصر الميليشيات الحوثية أمام بوابة جمعية الغرقان في مديرية الضحي شمال مدينة الحديدة.
وأشار الخطامي إلى أن المقاومة قامت خلال الساعات الـ24 الماضية بأعمال نوعية استهدفت عددا من مراكز تجمع الحوثيين، لافتا إلى أن شهود العيان نقلوا أنهم رصدوا عددا من مركبات الحوثيين وهي تنقل أعدادا كبيرة من المصابين التابعين لها من أمام مؤسسة الفرقان التي يحتلها الحوثيون من جهتهم، بعد عملية نوعية نفذتها المقاومة الشعبية، قتل فيها عدد كبير من الميليشيا.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.