احتجاز سفينة إيرانية تحمل أسلحة قرب بورتسودان

إسرائيل أكدت أن الوجهة كانت إلى غزة

احتجاز سفينة إيرانية  تحمل أسلحة قرب بورتسودان
TT

احتجاز سفينة إيرانية تحمل أسلحة قرب بورتسودان

احتجاز سفينة إيرانية  تحمل أسلحة قرب بورتسودان

هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إيران بشدة، متهما إياها، بتزويد الإرهاب في كل مكان في العالم، بأسلحة فتاكة من خلال عمليات سرية. وقال نتنياهو بعد ساعات من سيطرة البحرية الإسرائيلية على سفينة أسلحة «إيرانية» في البحر الأحمر، كانت في طريقها إلى قطاع غزة: «هذه هي إيران التي تبتسم للدول العظمى وتقول لهم كلاما ناعما، هي نفسها التي ترسل أسلحة فتاكة إلى المنظمات الإرهابية، من خلال شبكة واسعة من العمليات السرية التي تجرى في كل أنحاء العالم وترسل من خلالها الصواريخ وأسلحة فتاكة أخرى بغية ضرب المدنيين الأبرياء».
وأضاف: «هذه هي إيران الحقيقية ولا يجوز لهذه الدولة أن تحصل على الأسلحة النووية. سنواصل فعل كل ما يجب أن يتم فعله من أجل الدفاع عن مواطنينا».
وكانت وحدة المغاوير الإسرائيلية التابعة لسلاح البحرية، استولت فجر أمس، على سفينة محملة بالأسلحة في عرض البحر الأحمر كانت في طريقها من إيران إلى قطاع غزة على ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وقال الناطق بلسان الجيش، أفيخاي أدرعي «السفينة كانت محملة بقذائف صاروخية من طراز إم 302 سورية الصنع، ويبلغ مداها نحو 200 كيلومتر». وأضاف: «القذائف الصاروخية نقلت جوا من مطار دمشق إلى إيران وحملت في سفينة في ميناء بندر عباس، بعد إخفائها في أكياس للإسمنت».
وأكدت مصادر إسرائيلية أن الاستيلاء على السفينة تم إثر معلومات ومتابعة استخبارية حثيثة منذ فترة طويلة.
وتقول مصادر الجيش والاستخبارات الإسرائيلية، بأن السفينة التي يطلق عليها اسم «كلوس سي»، وكانت ترفع علم بنما، ويوجد على متنها 17 بحارا من جنسيات مختلفة، أبحرت من إيران إلى العراق، ومنه إلى ميناء بورتسودان السوداني، حيث استولى عليها جنود وحدتي سلاح البحرية الإسرائيلية «شييطيت 13» و«شييطيت 3» على الحدود بين إريتريا والسودان، على بُعد نحو 1500 كيلومتر من إسرائيل.
ويجري الآن جر السفينة إلى ميناء إيلات، ويتوقع أن تصل بعد يومين. وأكد اللفتنانت كولونيل في الجيش الإسرائيلي، بيتر ليرنر، خط سير السفينة، وقال: إن الصواريخ كانت في طريقها إلى الساحل الأفريقي كي تهرب على الأرجح برا من مصر إلى غزة.
وعرض الجيش الإسرائيلي فيديو يظهر جنودا يتفحصون مجموعة من الصورايخ، ورؤوس صواريخ، من فئات مختلفة من صواريخ إم 302. على ظهر السفينة، وكانت مخبأة في أكياس إسمنت من صنع إيراني (الأكياس).
كما عرض الجيش فيديو افتراضيا يظهر خط سير السفينة، وقال: إن شحنة الأسلحة ضبطت قبل عدة أشهر في مطار دمشق، ومن ثم شحنت إلى طهران، ومن هناك إلى ميناء بندر عباس ثم وضعت في أكياس إسمنت ونقلت إلى حاويات كبيرة، وحملت على ظهر سفينة لا يعرف طاقمها شيئا، قبل أن تتحرك إلى أم قصر في العراق، وتتوقف هناك خمسة أيام من أجل تحميلها بحاويات إضافية كي تعطي انطباعا بأن الحمولة مدنية، ثم تنطلق إلى بورتسودان.
وأكدت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو كان على اطلاع مباشر على تفاصيل العملية، وأعطى من واشنطن الضوء الأخضر للاستيلاء على السفينة بعد مشاورات أمنية مكثفة.
وقاد عملية الاستيلاء على السفينة، رئيس هيئة الأركان الجنرال بيني غانتز من غرفة العمليات في مقر هيئة الأركان في إسرائيل، إلى جانب قائد سلاح البحرية الميجر جنرال رام روتبيرغ، الذي أشرف على عملية الاستيلاء من على سفينة صواريخ كانت في عرض البحر.
واتصل نتنياهو بكل من وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق بيني غانتز ورئيس الموساد تامير باردو، وهنأهم على «المعلومات الاستخباراتية النوعية التي مكنت من تنفيذ العملية بشكل دقيق».
وقال نتنياهو «أود أن أهنئ جيش الدفاع والأجهزة الأمنية وطبعا قادة وجنود البحرية الذين اعترضوا سفينة أسلحة إيرانية سرية على وجه الكمال».
وأصدر يعالون بيانا، قال فيه «إن عملية الاستيلاء على سفينة الأسلحة تثبت مرة أخرى أن إيران هي أكبر الجهات التي تصدّر الإرهاب إلى جميع أنحاء العالم وتستغل لهذا الغرض المسارات البحرية وتنتهك القوانين الدولية».
وأضاف: «إن إيران تدرّب وتموّل وتسلّح المنظمات الإرهابية في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم في الوقت الذي يواصل النظام في طهران تضليل العالم». وتابع: «العملية تثبت أيضا أن حركة حماس هي كيان إرهابي يعمل تحت ولاية إيران بهدف ضرب عمق الأراضي الإسرائيلية».
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، بأن الصواريخ التي عثر عليها على متن السفينة، استخدمت سابقا ضد إسرائيل عبر حزب الله اللبناني خلال الحرب الأخيرة على لبنان في 2006. ونفت حماس على الفور علمها بسفينة الأسلحة، وعدت ذلك جزءا من «الفبركات الإعلامية» التي تسعى للتحريض على الشعب الفلسطيني. وقال القيادي في الحركة، صلاح البردويل «إن هذه المعلومات عارية عن الصحة تماما، وإن حماس لا علم لها بما تحدث عنه الجانب الصهيوني».
وأضاف: «هذا كلام لا مصدر له سوى الإسرائيليين، وهو يأتي في سياق حملة التحريض والاستعداء ضد غزة، والتي تشنها عدة أطراف».
كما وصف إسلام شهوان المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، خبر مصادرة السفينة المحملة بالسلاح بمحاولة لتبرير الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأضاف شهوان، في تصريح له عبر «فيس بوك»: «إننا ننظر بخطورة بالغة لتبرير الحصار بكافة أنواعه على قطاع غزة، زيادة على ما يقوم به القضاء المصري بحق المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة».
وتابع: «البحر كله مغلق ومحاصر من قبل البحرية الصهيونية ولا تستطيع أي سفينة الإبحار لأنها ستتعرض للاعتقال». من جانبه، نفى مسؤول عسكري إيراني، أن إيران أرسلت أسلحة متطورة إلى مجموعات فلسطينية مسلحة في غزة. وصرح المسؤول لقناة العالم التي لم تكشف هويته «إننا ننفي هذه المعلومات التي لا أساس لها على الإطلاق». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.