لبنان: «حرب صواريخ» سورية المصدر تستهدف بلدات بقاعية حدودية

«داعش» تبنت استهداف اللبوة.. والطيران النظامي رد بقصف عرسال

لبنان: «حرب صواريخ» سورية المصدر تستهدف بلدات بقاعية حدودية
TT

لبنان: «حرب صواريخ» سورية المصدر تستهدف بلدات بقاعية حدودية

لبنان: «حرب صواريخ» سورية المصدر تستهدف بلدات بقاعية حدودية

استمرت «حرب الصواريخ» بين النظام والمعارضة السورية على الأراضي اللبنانية أمس، وتحديدا باتجاه بلدات في منطقة البقاع الحدودية.
إذ تكرر أمس، لليوم الثاني على التوالي، استهداف منطقة اللبوة (ذات الغالبية الشيعية)، بصواريخ كاتيوشا، تبنتها في وقت لاحق «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - ولاية دمشق (داعش)، مما أدى إلى أضرار في عدد من المنازل المدنية. وأفادت، في تغريدة على حسابها على موقع «تويتر»، بأنها أطلقت صواريخ الكاتيوشيا ردا على مشاركة حزب الله بمعارك يبرود.
وأفاد مصدر أمني بـ«سقوط ثلاثة صواريخ في بلدة اللبوة مصدرها الأراضي السورية مما تسبب في إصابة مواطن بجروح وبتحطم زجاج منزله».
وأصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانا، أعلنت فيه عن سقوط ثلاثة صواريخ في اللبوة مصدرها الجانب السوري، مشيرة إلى أن وحداتها تكشف على أماكن سقوطها، واتخاذ التدابير الميدانية المناسبة.
وبعد أقل من ساعتين، رد الطيران السوري النظامي بإطلاق إحدى مروحياته خمسة صواريخ على وادي الأرنب وصاروخين على وادي الرعيان في بلدة عرسال (ذات الغالبية السنية) والمؤيدة للمعارضة السورية.
وكانت ثمانية صواريخ سقطت على بلدة بريتال المجاورة، أول من أمس، تبنت جبهة النصرة إطلاقها وأدت إلى إصابة أربعة أشخاص، ورد بعدها الطيران السوري بقصف غرود بلدة عرسال بـ12 صاروخا، فيما أدى القصف الجمعة الماضي، على مخيمات للاجئين في عرسال، إلى مقتل طفلين سوريين نازحين وإصابة خمسة أشخاص.
وشهدت المنطقة توترا مساء أمس، إذ تجمع عشرات الأشخاص من سكان اللبوة عند مدخل بلدتهم، المؤدي إلى عرسال وقطعوا الطريق بالحجارة والعوائق ومنعوا السيارات من الخروج من البلدة أو الدخول إليها.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن مسلحين ما لبثوا أن انتشروا بكثافة في المكان على بعد أمتار من حاجز للجيش اللبناني. وأن بعض المتجمعين كانوا يحملون العصي التي راحوا يحطمون بها زجاج كل السيارات العابرة من عرسال وإليها.
وقال أشخاص غاضبون للصحافيين إن الصواريخ التي سقطت مصدرها «منطقة وادي الرعيان في غرود عرسال لا الأراضي السورية»، بينما منع المسلحون المصورين من التقاط الصور.
ومساء، أقدم الحشد على إقفال الطريق تماما عبر إقامة ساتر ترابي ضخم، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ويزيل الساتر ويعيد فتح الطريق.
وكان مصدر أمني أفاد مع حلول مساء أمس بقصف نفذته مروحيات سورية على غرود عرسال. ولعرسال حدود واسعة مع سوريا، لا سيما مع منطقة القلمون في ريف دمشق. ويسكنها أصلا أربعون ألف شخص، إلا أن آلاف النازحين السوريين انتقلوا إليها من الجانب الآخر من الحدود عبر معابر وعرة غير قانونية، هربا من الحرب. وتقول السلطات المحلية فيها إن البلدة باتت تستضيف نحو ستين ألف نازح، مما يشكل عبئا كبيرا عليها.
وتحيط بعرسال قرى شيعية محسوبة إجمالا على حزب الله، الذي يقاتل في سوريا إلى جانب قوات النظام. وشهدت العلاقات بين عرسال ومحيطها توترات عدة منذ بدء النزاع السوري.
وطريق اللبوة هي الطريق الوحيدة التي تربط عرسال بمحيطها.
ويشكو أهالي عرسال غالبا من أنهم يعانون «حصارا» من جانب القرى الشيعية، متهمين الجيش بالمساهمة فيه عبر حواجزه المكثفة على مداخل عرسال.
وضبط الجيش اللبناني أخيرا سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات، قالت تقارير أمنية إنه تم تفخيخها في منطقة القلمون السورية، وكانت خارجة من عرسال وتقودها امرأة من البلدة تم توقيفها.
واستهدفت مناطق يتمتع فيها حزب الله بالنفوذ خلال الأشهر الأخيرة بإطلاق صواريخ وتفجيرات معظمها انتحارية تبنت عددا كبيرا منها مجموعات جهادية قالت إنها رد على تدخل حزب الله العسكري في سوريا.
وتعرضت أطراف عرسال مرارا منذ بدء النزاع السوري لقصف من قوات النظام التي تقول إنها تسعى إلى منع تسلل مسلحين ومهربين بين لبنان وسوريا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».