رئيس مفوضية الانتخابات الليبية يؤكد أن استقالته ليست سياسية

نوري العبار : لست من تيار الإسلام السياسي والبلاد بحاجة للحوار

رئيس مفوضية الانتخابات الليبية  يؤكد أن استقالته ليست سياسية
TT

رئيس مفوضية الانتخابات الليبية يؤكد أن استقالته ليست سياسية

رئيس مفوضية الانتخابات الليبية  يؤكد أن استقالته ليست سياسية

شدد نوري العبار، رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، الذي قدم استقالته للمؤتمر الوطني (البرلمان) يوم أول من أمس، على حاجة بلاده الملحة إلى الحوار بين جميع الأطراف، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من ليبيا، إن سبب الاستقالة ليس سياسيا، وإن الهدف هو إفساح المجال للأجيال الجديدة، وأضاف أنه لا علاقة له بتيار الإسلام السياسي من قريب أو بعيد، وذلك بعد أن ترددت أنباء عن أنه ربما يتقدم لترشيح نفسه لرئاسة الحكومة بدعم من جماعة الإخوان المسلمين، لخلافة الدكتور علي زيدان، رئيس الحكومة الحالي. وقال العبار ردا على سؤال بشأن ما إذا كان يفكر في الترشح لرئاسة الحكومة: «لا أحسب أن سبب الاستقالة هو الترشح للحكومة المؤقتة، وإنما الاستقالة كانت لأسباب وطنية صرفة تقتضيها مصلحة المفوضية وليس لها علاقة بأي أسباب سياسية»، مشددا على حاجة بلاده إلى الحوار للخروج من المأزق الذي تواجهه، وأصبح يؤثر على حياة الليبيين.
وعما إذا كان محسوبا على جماعة الإخوان المسلمين، قال العبار: «لم أكن من جماعة الإخوان المسلمين، ولست في أي حزب سياسي، ولست من تيار الإسلام السياسي». وأضاف أنه تقدم بالاستقالة بشكل رسمي للمؤتمر الوطني العام، لكنه قال إن «المؤتمر ينبغي أن يبت فيها. صحيح أن تقديمي للاستقالة لا يعني قبول الاستقالة، ولكن فعليا جرى تقديمها بشكل رسمي للمؤتمر الوطني».
وأكد العبار أن «الإعلان الدستوري ينص على إعادة تشكيل المفوضية العليا للانتخابات، بعد إجراء انتخابات الهيئة التأسيسية التي انتهت بالفعل أخيرا». وأوضح أنه توجد أيضا حاجة إلى «وضع آلية لإمكانية الإحلال الجزئي للجنة المفوضية حتى تتولى دماء جديدة إدارتها، بحيث يجري التداول على إدارتها بشكل جيد. وأعتقد أنه حان الوقت لإعطاء الفرصة لكفاءات وطنية أخرى لتولي هذه المهمة».
وانتهت انتخابات الهيئة التأسيسية لوضع الدستور، لكن ظلت عدة مقاعد شاغرة بسبب غياب استكمال إجراءاتها نظرا للظروف الأمنية في البلاد. وقال العبار إن بعض المقاعد «جرى حجب النتائج عنها لأسباب متعددة، لكن في يد المؤتمر معالجة هذا الموضوع، إلا أنه، عمليا، تعد الانتخابات قد اكتملت».
وعما إذا كانت لديه أي ملاحظات على العملية الانتخابية للهيئة التأسيسية، أوضح أن هذه الانتخابات «اكتملت بمعناها الفني»، مشيرا إلى أن «المقاعد الشاغرة التي لم يجرِ إعلان النتائج عنها، من المفترض أن يجري استعاضتها، ولكن كعملية متكاملة، فإنها انتهت بإعلان النتائج الأولية، وفي انتظار إعلان النتائج النهائية». وتابع قائلا: «أما عن نزاهة وشفافية العملية الانتخابية فهي نزيهة وشفافة بشهادة المراقبين المحليين والدوليين والعرب ومن الاتحاد الأوروبي والأفريقي وغيرهم ممن راقبوا هذه العملية، بالإضافة إلى الإعلاميين».
وعن تقييمه للحالة التي تمر بها ليبيا في الوقت الحالي، قال إنه «لا شك أن جزءا من الإشكال يكمن في غياب حوار وطني حقيقي». وأضاف أن هناك تجاذبا حادا بين التيارات السياسية المختلفة، وأن ليبيا تحتاج إلى حوار وطني «يجلس فيه الجميع على طاولة واحدة، ويتشارك فيه الجميع اتخاذ القرار حتى لا يجري إقصاء أحد». إلا أنه أضاف قائلا: «لكن يبدو أن الكل يشد من طرف، ولا يقبل الحوار مع الآخر، وبالتالي حدث هذا الانسداد في العملية السياسية وانعكس ذلك بكل تأكيد على مجرى الحياة الليبية، وعلى الأمن والاقتصاد والتنمية وحل مشاكل البطالة وغيرها».
وعن الطريقة التي ينظر بها لقرار المؤتمر الوطني التمديد لنفسه رغم انتهاء مدته القانونية، قال العبار إن «هذا لا علاقة له بإدارة هيئة الانتخابات»، التي قال إن أحد أسباب نجاحها ابتعادها عن تجاذب التيارات السياسية.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».