في رابع مناظرة تلفزيونية لمرشحي الحزب الجمهوري لخوض سباق الرئاسة الأميركية 2016، تركزت النقاشات حول القضايا الاقتصادية وموقف كل مرشح من قضية تخفيض الضرائب، وأزمة الهجرة والإصلاح المالي، والإنفاق العسكري، وتحديد الحد الأدنى للأجور، بالإضافة إلى برامج الرعاية الصحية، وعمليات إنقاذ البنوك من الإفلاس، وسياسات البنك الفيدرالي الأميركي. بينما تناولت بعض الأسئلة السياسة الخارجية للبلاد، وكيفية التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واشتبك مرشحو الرئاسة من الجمهوريين بشدة حول قضايا الهجرة ما بين مؤيد لمبدأ ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، الذين يبلغ عددهم 11 مليون مهاجر غير شرعي في الولايات المتحدة، وبين معارض للترحيل. كما سعى كل مرشح لعرض خططه الخاصة لتقليل الضرائب، وتبسيط قوانينها، وخلق فرص للعمل، وإصلاح الموازنة التي تعاني من ديون تبلغ 18 تريليون دولار.
وأدارت شبكة «فوكس نيوز» الاقتصادية، وجريدة «وول ستريت» مساء أول من أمس المناظرة التي احتضنتها مدينة ميليوكي بولاية ويسكونسن، وعرفت اختلاف مواقف المرشحين الجمهوريين حول كيفية التعامل مع التصرفات العسكرية الروسية، والأزمة السورية، وحول قضية إنشاء منطقة حظر طيران في سوريا لحماية السوريين، حيث أوضح دونالد ترامب أنه ينوي الجلوس مع الرئيس بوتين للتفاوض معه، موضحا أنه لا ينوي التدخل لإنهاء الأزمة السورية، بل أيد التدخل الروسي فيها، موضحا أن مشكلة كوريا الشمالية والصين تعد بنظره أكبر من المشكلة مع روسيا، موضحا أنه لا يمكن أن تكون الولايات المتحدة رجل الشرطة في العالم، وتنفق الأموال للدفاع عن الآخرين.
من جهتها، قالت كارلي فيورينا إنها سترد على بوتين بتكثيف الوجود الأميركي العسكري في شرق أوروبا وفي ألمانيا، وتعهدت بتعزيز دفاعات الأسطول السادس وتسليح الأكراد في سوريا، وتوفير المزيد من الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. بينما أيد كل من جيب بوش، وماركو روبيو، وجون كاشيك، وتيد كروز، إنشاء منطقة حظر طيران في سوريا، فيما وصف بوش التطرف «الإسلامي» بأنه أكبر خطر يواجه العالم.
من جانبه، انتقد حاكم أوهايو السابق جون كاشيك سياسات إدارة أوباما، موضحا أنها ترسل إشارات كثيرة سلبية إلى دول الشرق الأوسط. بينما حذر السيناتور ماركو روبيو من حظر تزايد نفوذ تنظيم داعش، وتغلغله داخل دول أخرى كليبيا وأفغانستان وباكستان.
أما بن كارسون فقد أيد قرار الرئيس أوباما إرسال 50 من القوات الخاصة الأميركية إلى سوريا، موضحا أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تدمير تنظيم داعش، وخصوصا في العراق.
وظهرت الفجوة واضحة بين المرشحين الجمهوريين فيما يتعلق بالحد الأدنى للأجور، حيث عارض كل من بن كارسون، ودونالد ترامب بشدة رفع الحد الأدنى للأجور الذي يبلغ حاليا ما بين 8 و9 دولارات للساعة، بينما تطالب المنظمات العمالية برفعه إلى 15 دولارا. لكنهما لم يقدما أي مقترحات لمساعدة الفقراء والطبقة العاملة.
وبينما أيد السيناتور تيد كروز رفع الحد الأدنى، أخذ السيناتور ماركو روبيو موقفا معتدلا، وطالب بالاهتمام بالتعليم والتدريب المهني. أما جيب بوش فقد هاجم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي اتهمها باتخاذ سياسيات لفرض مزيد من الضرائب، واعدا ببذل الجهد لخفضها، وتشجيع النمو الاقتصادي ليصل إلى 4 في المائة.
من جهته، قدم راند بول خطة لخفض الضرائب وتحقيق توازن في الموازنة، عن طريق خفض الإنفاق الحكومي، مع الإبقاء على الإعفاءات الضريبية فيما يتعلق بتمويل العقارات والأعمال الخيرية. بينما أيد بن كارسون دفع نسبة مئوية موحدة للضرائب على الدخل، وإلغاء كل الإعفاءات الضريبية، بينما أيد ترامب فكرة أن يقوم الأغنياء بدفع ضرائب أكثر.
وتأتي المناظرة الرابعة قبل أقل من ثلاثة أشهر من اجتماعات الحزب الجمهوري في ولاية إيوا لتحديد المرشح الممثل للحزب في سباق الرئاسة. وقد أوضح بعض المحللين أن المناظرة كانت الأفضل والأكثر موضوعية حتى الآن، مقارنة بالمناظرة السابقة التي نظمتها شبكة «سي إن بي سي»، والتي واجهت الكثير من الانتقادات، مؤكدين تقدم مكانة السيناتور ماركو روبيو، الذي قدم موقفا محافظا للقيم الأسرية، واقترح تخفيضات ضريبية للعائلات، وشدد على أهمية زيادة الإنفاق العسكري الأميركي، مؤيدا فكرة إنشاء منطقة حظر طيران في سوريا.
واعتبر المحللون أداء السيناتور راند بول بأنه كان الأفضل، وأشادوا أيضا بالأداء الهادي لبن كارسون، خاصة فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية، وبسيدة الأعمال كارلي فيورينا، التي أثبتت قدرتها على مناقشة عدد من القضايا المتنوعة. أما دونالد ترامب فقد تراجع في تحليلات الخبراء بسبب إجاباته السيئة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، ومداخلاته التي اتسمت بالتبسيط وعدم الواقعية، وهجومه العشوائي على سيدة الأعمال كارلي فيورينا. ورغم ذلك استبعد المحللون أن يؤدي ذلك إلى تراجع حظوظه في استطلاعات الرأي.
المرشحون الجمهوريون لسباق الرئاسة الأميركية يختلفون حول الضرائب وبرامج الرعاية الصحية
تراجع دونالد ترامب في رابع مناظرة تلفزيونية
المرشحون الجمهوريون لسباق الرئاسة الأميركية يختلفون حول الضرائب وبرامج الرعاية الصحية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة