في دوري أبطال أوروبا.. باريس سان جيرمان يفتقر إلى «شراسة العمالقة»

خبراء قالوا إن على الفريق أن يدرك أن العظمة لن يحققها تكرار الفوز بلقب الدوري الفرنسي في ظل غياب المنافسة أو تواضعها

كافاني انفرد بحارس ريال مدريد أكثر من مرة ولم يستطع هز الشباك، إبراهيموفيتش نجح محليا وفشل أوروبيا، لوران بلان مدرب سان جيرمان (أ.ف.ب)
كافاني انفرد بحارس ريال مدريد أكثر من مرة ولم يستطع هز الشباك، إبراهيموفيتش نجح محليا وفشل أوروبيا، لوران بلان مدرب سان جيرمان (أ.ف.ب)
TT

في دوري أبطال أوروبا.. باريس سان جيرمان يفتقر إلى «شراسة العمالقة»

كافاني انفرد بحارس ريال مدريد أكثر من مرة ولم يستطع هز الشباك، إبراهيموفيتش نجح محليا وفشل أوروبيا، لوران بلان مدرب سان جيرمان (أ.ف.ب)
كافاني انفرد بحارس ريال مدريد أكثر من مرة ولم يستطع هز الشباك، إبراهيموفيتش نجح محليا وفشل أوروبيا، لوران بلان مدرب سان جيرمان (أ.ف.ب)

أثبت فريق باريس سان جيرمان من جديد أنه ما زال بعيدًا في مسيرته المتواصلة نحو الصعود إلى قمة كرة القدم الأوروبية، ومرة أخرى يخرج خالي الوفاض بعد الخسارة أمام ريال مدريد والتي لا تعود إلى تدنٍ كبير في المستوى مقارنة بالفريق الملكي، ولكنها ناتجة عن الافتقار إلى تلك التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق على الصعيد الذي يخوضه. لقد قدم أبناء لوران بلان أداء مبهرًا خلال فترات طويلة من المباراة التي شهدها استاد البرنابيو، وخلقوا كثيرا من فرص التهديف الممتازة واصطدمت كراتهم بالعارضة في مناسبتين، لكن رغم أنهم بذلوا أقصى جهدهم في المباراة، خرجوا يجرون أذيال الخيبة مع إطلاق الحكم صافرته معلنا نهاية المواجهة.
ما زال هناك شيء مفقود. لقد تغلب باريس سان جيرمان على برشلونة بنتيجة 3 أهداف مقابل هدفين عندما زار الفريق الفائز بالبطولة ملعب بارك دي برانس في مرحلة المجموعات الموسم الماضي، وهو الانتصار الذي كان ينبغي من الناحية النظرية أن يعزز ثقة الفريق بنفسه، الذي وبدا وكأنه على موعد مع الكبار عندما أطاح بتشيلسي في دور الـ16 في مباراة قدم خلالها أداء يتسم بالتألق والنضج، واستطاع أن يتغلب على النقص العددي بعد تلقي زلاتان إبراهيموفيتش بطاقة حمراء مثيرة للجدل في الشوط الأول، ويفوز رغم أنه لعب معظم التسعين دقيقة من مباراة الإياب بملعب ستامفورد بريدج بـ10 لاعبين وفي ظل تأخره مرتين بفارق هدف عن المنافس وإدراكه التعادل مع ضيق الوقت. فهل حانت أخيرا لحظة باريس سان جيرمان؟ كثير من النقاد الجيدين شككوا في ذلك، إلا أن الفريق الفرنسي تأثر بشدة بإصابات لاعبيه وإيقاف إبراهيموفيتش عندما واجه برشلونة في دور الثمانية، ورغم أن ليونيل ميسي لم يسجل في لقائي الذهاب والإياب، لكن نيمار ولويز سواريز صالا وجالا وعوضا العقم التهديفي للنجم الأرجنتيني. إن الحكم على باريس سان جيرمان من هاتين المباراتين لن يكون منصفًا في ضوء حجم الإصابات التي كان يعاني منها الفريق، لكن يمكن رصد نمط يتشكل في الأجواء. لقد مني الفريق بهزيمة سهلة عندما زار كامب نو في مباراته الأخيرة بدوري المجموعات. وكان النادي الفرنسي ليتصدر المجموعة لو أنه تجنب الهزيمة التي كان في سبيله إلى تفاديها عندما منحه إبراهيموفيتش التقدم في الدقيقة الخامسة عشرة من عمر المباراة، إلا أن لاعبي الفريق أخفقوا في تحقيق الهدف المنشود والاستفادة من انكشاف المنافس. وكانت خاتمة الموسم كفيلة بأن تنسي الجماهير أداء برشلونة دون المستوى قبل حلول الكريسماس.
بالتأكيد يمتلك برشلونة في جعبته لاعبين أفضل من باريس سان جيرمان، وقد يكون ذلك هو المهم في الموضوع. فالقضية منتهية، وعليك المضي قدما فليس هناك ما تنظر فيه هنا. لكن النادي الفرنسي فرض سيطرته في أكثر من مناسبة أمام هذه النوعية من المنافسين المتفوقين، لكنه يدعهم يفلتون في نهاية المطاف، كما لو أن ذلك الفريق عالي المستوى يعاني من خلل عقلي ما يمنعه من الاستفادة القصوى من مواهبه المتنوعة. لقد حدث ذلك عندما وضع برشلونة في موقف لا يحسد عليه في 2013، ثم عاد واستسلم أمام فريق احتاج إلى ليونيل ميسي المصاب لينهض متعثرًا من فوق مقعد البدلاء ليصنع هدف الفوز لزميله بيدرو رودريغيز، وحدث أيضًا عندما أهدر لاعبو باريس سان جيرمان تقدمًا بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد أمام تشيلسي في 2014. السبب الجذري وراء هذه الحالة قد يكون أي شيء من قبيل التشكك في القدرات الذاتية أو الخضوع للخوف. وقد يعود ذلك إلى أن اللاعبين ما زالوا مصابين بالوعي الذاتي، أي الرغبة الملحة في أن يثبتوا للفرق الثقيلة أنهم ينتمون إلى زمرتهم، فيما تشبه قليلاً حالة مانشيستر سيتي. ويدرك فريق باريس سان جيرمان أن العظمة لن يحققها تكرار الفوز بلقب الدوري الفرنسي الممتاز في ظل غياب المنافسة أو تواضعها. هناك شيء آخر ربما لا يستطيع باريس سان جيرمان التحكم فيه، وهو توقيت الإصابات. إن الفريق بوسعه الفوز ببطولة الدوري الفرنسي «ليغ1» دون أدنى مجهود، لكن تفوقه المالي يقلص من أهمية هذا الإنجاز المحلي ويضع ضغوطًا إضافية على أداء لاعبيه في أوروبا، ما يجعل ضمان وصولهم إلى قمة اللياقة والأداء مع انطلاق مرحلة التصفيات عملية موازنة صعبة.
السيناريو الآخر هو أن اللاعبين ببساطة ليسوا بالكفاءة المطلوبة، ولا داعي إذن للمبالغة والدفع بأن ثمة خطبا ما في صلب هذا الفريق. لكن إذا كانت هناك نقطة ضعف واضحة في فريق باريس سان جيرمان أمام الفرق الكبرى، فهي على الأرجح مهاجموه، إذ يفتقر إبراهيموفيتش وإدينسون كافاني إلى الشراسة اللازمة في المباريات التي تتحول فيها الفرص الضائعة إلى عقاب ينزل بالفريق في الجانب المقابل لمرمى المنافس. مما لا شك فيه أن اللاعبين يتمتعان بمواهب رائعة، لكن منتقدي إبراهيموفيتش (أجل، معظمهم من أنصار الأندية الإنجليزية) لطالما أشاروا إلى سجله المتقلقل في إنهاء الهجمات بدوري الأبطال، بينما قد تكون اللمسة الأخيرة لكافاني هشة وضعيفة.
إبراهيموفيتش وجه بدوره في تسديدة مبكرة رائعة لكنها ذهبت بعيدًا عن مرمى ريال مدريد - لا يسعك إلا أن تعجب بالابتكار والرؤية، لكنها أخطأت المرمى في النهاية - أما كافاني فكان ينبغي عليه أن يسجل عندما أهداه أنخيل دي ماريا المنضم حديثا إلى الفريق تمريرة وضعته في مواجهة كيلور نافاس، لكنه سددها ضعيفة في البداية ثم باءت محاولته للحاق بالكرة وتجاوز حارس مرمى ريال مدريد بالفشل. وزاد الطين بلة الخطأ الفادح الذي ارتكبه حارس مرمى باريس سان جيرمان كيفين تراب الذي سمح لناتشو بإحراز هدف المباراة الوحيد بعدما خرج من مرماه عقب تسديدة توني كروز التي اصطدمت بأحد مدافعيه وحولت اتجاهها. خسارة باريس سان جيرمان بنتيجة هدف دون رد تعني أنه سيحل في المرتبة الثانية خلف ريال مدريد، مما يصعب مهمته على الأرجح في دور الستة عشر، وعليه أن يعتبرها فرصة ضائعة. ريال مدريد بدوره لم يكن في أفضل حالاته وما زال هكذا... دعونا نكُن مترفقين ونقُل إن كريستيانو رونالدو ما زال يجري عملية الإحماء في ظل قيادة المدير الفني رافاييل بينيتز. لقد افتقد العمالقة الإسبان جهود لاعبين مهمين عندما سافروا إلى باريس، وبدلاً من أن ينتهز باريس سان جيرمان الفرصة ويفوز بالمباراة، بدا أن فكرة الانتصار على مدريد العظيم قد أرعبت أصحاب الأرض الذين لم يصنعوا سوى محاولات قليلة على المرمى وسط حالة من العجز المخيب للآمال.
استبعاد باريس سان جيرمان من المنافسة قد ينطوي على بعض التهور في ضوء أنه يبدو الفريق الأقوى خلف المرشحين التقليديين، برشلونة وبايرن ميونيخ ومدريد (مانشيستر سيتي قد يكون له عن جدارة رأي آخر، لا سيما بعد انتصاره على إشبيلية). ويمتلك الفريق دفاعًا صلدًا عندما يكون ديفيد لويز في كامل لياقته الذهنية. ورغم الشكوك التي تحوم حول القدرة التهديفية لإبراهيموفيتش وكافاني، يظلان اثنين من أفضل المهاجمين في العالم ولا بد أنهما سوف يتألقان مع تمريرات دي ماريا الرائعة. باريس سان جيرمان لم يبذل الجهد الكافي لهزيمة مدريد، لكن هناك أسبابا كفيلة بأن تشعره بالتفاؤل إزاء فرصه في الفوز على النادي الملكي في حال التقاه لاحقًا في المنافسة الأوروبية. إنه فريق مؤهل لإحراز البطولة لو استطاع لاعبوه اكتساب ذهنية الصياد القاتل.
وبالعودة إلى مواجهات الجولة الرابعة بدوري أبطال أوروبا، يتعين علينا أن نرفع القبعة لنادي جنت الصغير والهمام والذي أنعش آماله في وصول غير متوقع إلى مرحلة الإقصائيات بعدما حقق أول انتصار في تاريخه على فالينسيا في البطولة الأوروبية بنتيجة هدف دون رد، بفضل ضربة الجزاء التي أحرزها لاعبه سفين كوم في الشوط الثاني من المباراة. ومع تبقي جولتين في منافسات دوري المجموعات، يقبع النادي البلجيكي على بعد نقطتين فقط خلف الفريق الإسباني ليحتفظ بحظوظه في حجز مقعد في دوري الستة عشر. وفي حال تمكن من تحقيق ذلك، فقد تكون القصة الأهم في الدورة حتى الآن. وبعدما أنقذ نفسه من هوة مالية في نهاية تسعينات القرن الماضي، أصبح جنت منذ ذلك الحين نموذجا للنادي الصغير صاحب الإدارة الناجعة. وفي عام 2013 ترك النادي ملعبه القديم وانتقل إلى غيلامكو أرينا، في خطوة أدت إلى زيادة متوسط حضور الجماهير بنحو الضعف ليصل إلى 18500 متفرج، ما أسفر عن طفرة هائلة في إيرادات المباريات. في غضون ذلك، حقق المدير الفني للفريق هاين فانهايزبروك معجزات بتحويله مجموعة من اللاعبين متوسطي المستوى إلى أبطال الدوري المحلي، متفوقًا على الأندية البلجيكية الكبرى مثل أندرلخت وكلوب بروغ، ثم يبقى الفريق في دائرة المنافسة بدوري الأبطال.
وأيضًا في الجولة الرابعة بدوري الأبطال.. فرغم صعوبة الثناء على فريق يتفاخر بهذا العدد الكبير من المشجعين غير الجذابين، لا يسع المرء إلا أن يشعر بالانبهار أمام السهولة التي تمكن بها زينيت سان بطرسبرغ في التأهل إلى مرحلة الإقصائيات قبل مباراتين من انتهاء دوري المجموعات، وبعد أربعة انتصارات في أربع مباريات. ومن المقرر أن يترك مديرهم الفني أندريه فياس بواس الفريق مع نهاية الدوري الروسي. وقد حقق المدرب البرتغالي نجاحًا كبيرًا في روسيا منذ تولى مهمة تدريب الفريق في مارس (آذار) 2014، لكنه رفض توقيع عقد جديد مع النادي في بداية هذا الموسم، والذي أعلن أنه سيكون الأخير مع النادي. وكرر فياس بواس يوم الأربعاء الماضي قراره، مُصرًا على أن الحياة في روسيا، بعيدا عن أسرته، بدأت تؤثر في معنوياته. وبينما يعاني فياس بواس من بعض النقائص في مجال التعاطي مع البشر على غرار مواطنه مورينهو، إلا أنه من الواضح أن المدرب البرتغالي يمتلك موهبة الإدارة الفنية. ورغم أنه لم يكن هناك ما يشعره على وجه الخصوص بأنه مرغوب من قبل المشجعين أو اللاعبين أو الصحافة خلال تجربتين سابقتين في الدوري الإنجليزي «البريمييرليغ»، لكن مما لا شك فيه أنه سيكون إضافة قوية لأي نادٍ طموح في حال قرر أن يعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.
وا أسفاه يا آرسنال.. في ظل تشكيلته التي تضم هذا العدد من اللاعبين ذوي الأسماء الرنانة وأصحاب الخبرات السابقة في البريميرليغ مثل براون إيديي وبيجتيم قاسمي، يتقدم فريق أوليمبياكوس اليوناني بست نقاط على الآرسنال وقبل مباراتين من انتهاء دوري المجموعات. ونعتقد أن أرسين فينغر المعروف بقصر نظره لم يرَ أو يتوقع حدوث ذلك. وهكذا تذهب جائزتنا لأحسن لاعب هذا الأسبوع إلى لاعب الفريق اليوناني فيليبي باردو.
لقد نهض الكولمبي من فوق مقاعد البدلاء ليسجل هدفين في الانتصار الذي حققه الفريق بعدما كان متأخرا أمام دينامو زغرب، ليعمق أحزان مشجعي الآرسنال الذين صعقهم مشهد «المدفعجية» يقطعون إربًا على يد فريق بايرن ميونيخ يوم الأربعاء الماضي.



مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)
TT

مدرب العراق: مباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس (الشرق الأوسط)
كاساس (الشرق الأوسط)

قال الإسباني خيسوس كاساس، مدرب العراق، إنه سيحلل الأخطاء التي أدت لهزيمة فريقه 2 - صفر أمام البحرين، اليوم الأربعاء، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) بالكويت، استعداداً لمواجهة السعودية.

وقال كاساس، في المؤتمر الصحافي عقب المباراة: «مباراة السعودية لن تكون سهلة على الإطلاق. سنحاول تحليل أخطائنا وإيجاد أكبر عدد من اللاعبين اللائقين بدنياً للعب المباراة وسنفعل كل ما يجب علينا فعله، لكن بكل حال، لن تكون المباراة سهلة».

وأكد أن مواجهة البحرين «لم تكن سهلة ولا بد أن نهنئ البحرين على الفوز والتأهل».

وأضاف: «ظهر علينا الإرهاق وغياب بعض اللاعبين أثر علينا».

وأكد أنه فضّل اليوم الدفع بلاعبين يتمتعون بالحيوية وليسوا مرهقين نظراً لأنه لاحظ إرهاق بعض عناصر الفريق.

وأضاف أن العراق لم يكتفِ بالتأمين الدفاعي في الشوط الثاني، وإنما كان الأكثر هجوماً، موضحاً: «لكنني بالتأكيد لست سعيداً بالأداء ولا أشعر بالرضا عنه».

وقال كاساس: «هناك شيء إيجابي اليوم وهو وجود عدد من اللاعبين صغار السن وهذا سيساعدهم في المستقبل لأنهم يكتسبون الخبرة من هذه البطولة. البحرين تفوقت علينا في الالتحامات اليوم، وهذا ساعدهم في الفوز لكن لاعبينا الصغار اكتسبوا خبرة وهذا أمر إيجابي».