«الحر» يؤكد وجود «مرتزقة أفارقة» يقاتلون مع النظام في ريف اللاذقية

الطائرات الروسية تقصف تدمر.. و{الأميركية} تستهدف الرقة

دبابة تابع للمعارضة تقصف موقعا لقوات النظام في قرية حربل بريف حلب أمس (غيتي)
دبابة تابع للمعارضة تقصف موقعا لقوات النظام في قرية حربل بريف حلب أمس (غيتي)
TT

«الحر» يؤكد وجود «مرتزقة أفارقة» يقاتلون مع النظام في ريف اللاذقية

دبابة تابع للمعارضة تقصف موقعا لقوات النظام في قرية حربل بريف حلب أمس (غيتي)
دبابة تابع للمعارضة تقصف موقعا لقوات النظام في قرية حربل بريف حلب أمس (غيتي)

جدّد طيران النظام السوري قصفه لمدينة دوما في الغوطة الشرقية صباح أمس، ما أدى إلى مقتل 6 مدنيين بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة العشرات بجروح، في وقت تصاعدت فيه وتيرة القصف الجوي لأنحاء في سوريا شاركت فيها طائرات روسية وأخرى أميركية ورد أنها ضربت أهدافا لتنظيم داعش.
وبينما تتواصل وتيرة المعارك في الشمال، كشف مصدر بارز في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»، أن «المعارضين رصدوا وجود مقاتلين أفارقة يقاتلون في صفوف قوات النظام». وأكد المصدر أن «هذا المعطى الجديد يشكّل أحدث المشاهد في موضة مرتزقة النظام، بعد المقاتلين الإيرانيين والأفغان ومقاتلي حزب الله اللبناني». ورأى أن ذلك «يعطي مثالاً صارخًا على أن هذا النظام انتهى بالمعنى العسكري، وبات يستعين بمقاتلين مأجورين من كل أصقاع الأرض ليمكن من الاستمرار أيامًا إضافية في السلطة».
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن ريف اللاذقية الشمالي «شهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والميليشيات الموالية لها من جهة، وفصائل المعارضة المسلّحة، من جهة أخرى، أسفرت عن مقتل ثمانية عناصر من قوات النظام في محيط قرية غمام». وأشار إلى أن «الفصائل تمكنت من تحقيق تقدم ميداني وسيطرة كاملة على البلدة المذكورة».
من جهته، أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أن مدنيًا قتل وأصيب آخرون، ظهر أمس، جراء استهداف الطيران الحربي الروسي مدينة معرة النعمان الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف إدلب الجنوبي. ونقل المكتب عن الناشط الإعلامي المعارض من ريف إدلب محمد نور الدين، أن الطيران الحربي الروسي «استهدف بغارتين السوق الرئيسية وسط المدينة، وأخرى استهدفت منازل سكنية وسط الحي الغربي، أسفرت عن مقتل امرأة وإصابة ما لا يقل عن 20 مدنيًا، معظمهم أطفال ونساء بينهم ستة بحالة حرجة، نقلوا على إثرها إلى المشافي الميدانية»، مشيرًا إلى أن الغارات «تسببت بدمار أربعة مبان سكنية بشكل كامل وبالمحال التجارية والممتلكات الخاصة والعامة». وأكد نور الدين أن الطيران الروسي «استهدف بالقنابل العنقودية أطراف مدينة سراقب الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف إدلب الشرقي، حيث سقطت القنابل بأرض زراعية، من دون أن تؤدي لسقوط ضحايا بين المدنيين، بحسب المصدر».
بدورها، تعرضت بلدة التمانعة الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف مدينة خان شيخون جنوب مدينة إدلب، لقصف مدفعي من قبل القوات النظامية المتمركزة في مدينة مورك، استهدفت منازل سكنية وسط البلدة، حيث تركزت أضرارها على المادية فقط، بسبب نزوح سكانها بوقت سابق.
وفي حمص، وغداة سيطرة تنظيم داعش على بلدة مسيحية، أفاد ناشطون بتنفيذ سلاح الجو الروسي ضربات ضد أهداف التنظيم في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، في وقت تواصلت فيه المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي «داعش» في تلك المنطقة.
وفي سياق الحرب ضد «داعش»، قال الجيش الأميركي إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن عشر غارات على أهداف لتنظيم داعش في سوريا أول من أمس. وذكرت قوة المهام المشتركة في بيان أن المقاتلات شنّت ست غارات على مقربة من مدينة المعرة دمرت ثلاثة مواقع قتالية ومخزن ذخيرة وثلاثة مبان تابعة للتنظيم المتشدد. كما أشار البيان إلى أن غارتين استهدفتا مركبة وثلاثة من مقاتلي التنظيم قرب معقله في الرقة في حين استهدفت كل غارة مقاتلين قرب الهول والحسكة. وزاد التحالف عدد غاراته في سوريا في مطلع الأسبوع ونفّذ 26 غارة منذ يوم الجمعة مقارنة بغارتين فقط في الأسبوع الماضي.
كما تواصلت المعارك في ريف حلب الجنوبي، حيث قال ناشطون إنه كان هدفًا للطيران الحربي النظامي الذي نفذ غارات على قرية مكحلة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة وفصائل المعارضة من جهة أخرى، وقد امتدت هذه الاشتباكات إلى محيط بلدة الحاضر، حيث تمكنت الفصائل المقاتلة من استعادت السيطرة على أجزاء واسعة من جبل البنجيرة قرب بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، وذلك بعد 24 ساعة من سيطرة النظام عليها.
أما في ريف حماه الشمالي، فاستهدفت الفصائل المقاتلة عربة «شيلكا» لقوات النظام في حاجز المصاصنة بصاروخ موجه ما أدى إلى تدميرها وإصابة من بداخلها. وفي المقابل قصف الطيران الحربي قرى لحايا ومعركبة ولطمين ومحيطها بريف حماه الشمالي، ما أدى إلى إصابة عدد من مقاتلي المعارضة بجراح في قرية لطمين، كما جددت قوات النظام قصفها لمناطق في بلدة اللطامنة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».