ترامب وكراسون يتراجعان في مناظرة الحزب الجمهوري.. وجيب بوش أبرز الخاسرين

حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية تسلط الضوء على الضرائب والدين العام

مرشحو الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية خلال المناظرة الثالثة التي استضافتها جامعة ولاية كولورادو ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)
مرشحو الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية خلال المناظرة الثالثة التي استضافتها جامعة ولاية كولورادو ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

ترامب وكراسون يتراجعان في مناظرة الحزب الجمهوري.. وجيب بوش أبرز الخاسرين

مرشحو الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية خلال المناظرة الثالثة التي استضافتها جامعة ولاية كولورادو ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)
مرشحو الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية خلال المناظرة الثالثة التي استضافتها جامعة ولاية كولورادو ليلة أول من أمس (أ.ف.ب)

خلال المناظرة الثالثة لمرشحي الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية التي استضافتها جامعة ولاية كولورادو ليلة أول من أمس الأربعاء، فقدَ كثير من المرشحين بريقهم وقدرتهم على جذب أنظار الناخبين.
وحسب بعض المراقبين فقد تراجع المرشحون، الذين هيمنوا على النقاش في المناظرة الأولى والثانية للحزب، مثل دونالد ترامب، وبن كارسون، وكارلي فيورينا، بينما برز مرشحون آخرون بأدائهم المميز خلال المناظرة مثل ماركو روبيو، وتيد كروز، وكريس كرستي. أما جيب بوش فقد تراجع كثيرا، وكان الأقل حماسا خلال المناظرة.
وركزت المناظرة التي استمرت ساعتين، والتي شارك فيها عشرة مرشحين رئيسيين من الحزب الجمهوري، على القضايا الاقتصادية بشكل رئيسي، مثل الضرائب، وخطط كل مرشح لتخفيضها، وتحقيق معدلات نمو اقتصادية أفضل، وكذا ديون طلبة الجامعات.
وناقش منظمو المناظرة من مذيعي شبكة «سي إن بي سي» مع المرشحين أسئلة لمحاولة إحراج المرشحين العشرة، لكنهم واجهوا انتقادات لاذعة من اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، ومن الناخبين الجمهوريين، كما أبدى المرشحون أنفسهم استياءهم من الأسئلة، خصوصا تلك التي طرحت حول أبرز عيوب كل مرشح، ولماذا لا يستقيل ماركو روبيو، ولماذا تراجعت أرقام جيب بوش، وأسئلة أخرى تمحورت حول الرياضة والإجازات الوطنية والقمار. وقد ثار حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كرستي من أسئلة حول كرة القدم، وقال لمذيع شبكة «سي إن بي سي»: «لدينا دين حكومي يبلغ 19 تريليون دولار وعدد كبير من العاطلين عن العمل، وأنت تريد أن تسألني عن كرة القدم؟!... هذا نسميه في نيوجيرسي وقاحة».
وساند الجمهور جراح الأعصاب بن كارسون حينما سأله المذيع عن صورة له في ملصق لشركة روجت لحقوق المثليين، فأوضح كارسون بامتعاض بأنه لم يعط الإذن للشركة باستخدام صورته، بينما عبر مدير حملة جيب بوش عن انتقاداته لطريقة إدارة المناظرة بقوله: «لقد كان الوقت الممنوح لنا قليلا جدا، والنقاش دار بشكل سيئ».
من جهته، قال السيناتور تيد كروز إن الأسئلة التي طرحت في النقاش «توضح لماذا لا يثق الشعب الأميركي في وسائل الإعلام»، وتساءل بغضب: «لماذا لم يتم الحديث عن القضايا الجوهرية للبلاد؟».
وتراجع دونالد ترامب أمام جراح الأعصاب بن كارسون، الذي تقدم في استطلاعات آراء الناخبين الجمهوريين واحتل المركز الأول في استطلاعات الرأي، بينما تألق السيناتور ماركو روبيو في إجاباته حول ما يحتاج إليه الحزب للفوز على هيلاري كلينتون، وخلال حديثه تحول إلى كفاح أسرته المهاجرة ودعمه للطبقة المتوسطة. أما حاكم نيوجيرسي كريس كرستي فقد نال كثيرا من التصفيق أثناء هجومه على مذيع شبكة «سي إن بي سي» حينما سأله سؤالا رياضيا، وشدد على أهمية مناقشة مشكلات الدين الحكومي ومكافحة البطالة بدلا من ذلك. كما تراجع كل من جيب بوش وراند بول كثيرا في جذب الأنظار خلال المناظرة.
وحاول جون كاسيك، حاكم ولاية أوهايو، جذب الأنظار حينما شن هجوما على كل من ترامب وكارسون، منتقدا خطط الرعاية الطبية التي اقترحها كارسون، ومقترحات تنظيم الهجرة غير قانونية التي اقترحها ترامب، ووصفهما بأنهما «يفتقران إلى الخبرة في المناصب العامة».
ووجه المرشحون هجوما على الحزب الديمقراطي وسياسات الرئيس أوباما في ما يتعلق بالتأمين الصحي، ورفع معدلات النمو، وإجراءات التحفيز الاقتصادي، وخفض معدلات البطالة، كما هاجم المرشحون مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، إذ قال حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كرسيتي إنه سيقف إذا كسب ترشيح الحزب فإنه أمام كلينتون، وسيمنعها من الاقتراب من البيت الأبيض، بينما امتدح مايك هاكيبي، حاكم ولاية أركانسو السابق، منافسه دونالد ترامب، وقال إنه سيكون رئيسا أفضل بكثير من هيلاري كلينتون.
أما كارلي فيورينا، الرئيسية السابقة لشركة الكومبيوتر «إتش بي»، فقد قالت إنها ستكون الكابوس المزعج الأسوأ لهيلاري كلينتون، ووصفتها بالنفاق في ادعائها مساندة المرأة، وقالت إن هيلاري كلينتون اتخذت سياسات خلال عملها أضرت بالمرأة العاملة.
وفي ما يتعلق بالمسائل الجوهرية تبارى المرشحون في تقديم اقتراحات تهدف إلى الحد من التنظيمات، وخفض الضرائب على الدخل، حيث أيد كثيرون منهم فرض ضريبة وحيدة نسبية.
وستجري المناظرة الرابعة لمرشحي الحزب الجمهوري في العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، وستنظمها شبكة «فوكس نيوز».



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.