بدأت أجهزة الأمن اليمنية وقوات التحالف في ضبط المتسللين الأفارقة إلى اليمن، الذين كشفت معلومات رسمية عن أنهم مقاتلون مرتزقة، يستقدمهم الحوثيون.
وقالت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الرابعة بعدن لـ«الشرق الأوسط» إن قوات التحالف العربي المرابطة في المياه الإقليمية اليمنية في بحر العرب وخليج عدن ضبطت عشرات المتسللين الأفارقة، الذين يصلون إلى السواحل اليمنية عبر زوارق وسفن صيد تقوم بتهريبهم من القرن الأفريقي إلى سواحل محافظات عدن ولحج وأبين وشبوة، جنوب اليمن.
في غضون ذلك، حذر نشطاء حقوقيون وسياسيون من استمرار تدفق اللاجئين الأفارقة إلى اليمن، في ظل أوضاع الحرب المستعرة في البلاد، وما ترتب عليها من تفاقم للحالة الإنسانية.
وقال الناشط الحقوقي، شفيع العبد، لـ«الشرق الأوسط» إن تدفق اللاجئين الأفارقة على اليمن، في ظل حالة الحرب التي تعيشها وتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، يثير غبار الأسئلة المحملة بالمخاوف من ازدياد أعدادهم وأن يتم استغلالهم كبنادق للإيجار، واستخدامهم من قبل الميليشيات المتعددة الرايات.
وأضاف العبد أن مئات اللاجئين الأفارقة وصلوا إلى محافظة شبوة، شرق اليمن، عبر سواحلها المفتوحة، مؤكدا أن كل الوافدين الجدد هم من فئة الشباب، ومن إثيوبيا، وتساءل عن «الدافع الحقيقي لهؤلاء ليتوجهوا إلى بلد غارق في أتون حرب وفوضى، وليس هناك فرص للعيش ولا للعمل»، ومجيبا على سؤاله: «الفرصة الوحيدة المتاحة أمامهم بكل سخاء هي الحرب لا سواها».
وأشار إلى أن السنوات الماضية، وقبل اندلاع الحرب مطلع هذا العام، كان اللاجئون من القرن الأفريقي يصلون عادة إلى ميناء بلحاف (قنا التاريخي) بمحافظة شبوة، ومعظم هؤلاء من الصومال، ومن مختلف الفئات العمرية، أطفال ونساء وشيوخ ورجال، لافتا إلى أن القادمين الجدد معظمهم من فئة الشباب فقط وجميعهم من إثيوبيا، مشيرا إلى أنهم ما إن يصلوا إلى الساحل اليمني حتى يسألوا عن رداع وبيحان والحسين، معتقدين أن الحسين مدينة أسوة بمدينتي رداع وبيحان التابعتين إداريا لمحافظتي شبوة والبيضاء، ويسيطر عليهما ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع. وجدد الناشط العبد التأكيد على أن الشباب القادم من إثيوبيا يتم نقلهم فور وصولهم إلى منطقة بلحاف الساحلية بمحافظة شبوة بسيارات إلى عاصمة المحافظة عتق، ومنها إلى بيحان الواقعة تحت سيطرة الميليشيات وتبعد نحو 200 كلم، وتساءل عن كيفية السماح لتدفق هذه الأعداد إلى الساحل اليمني من قبل قوات التحالف المسيطرة على المياه الإقليمية وتقوم بالرقابة والتفتيش لكل السفن المتجهة لليمن، وأفاد العبد بأنه، وبحسب علمه، لم تسجل حالة اعتراض أو وقف للعملية ومن أي جهة كانت.
وكانت «الشرق الأوسط» أول من كشف، قبل أيام، عن عمليات استقدام المتمردين الحوثيين لمرتزقة من دول القرن الأفريقي للقتال في صفوفهم في عدد من جبهات القتال.
في السياق ذاته، أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن نحو 70 ألفا من اللاجئين معظمهم من إثيوبيا والصومال وصلوا بالقوارب هذا العام، وأكثر من نصف هؤلاء الوافدين كانوا في البلاد منذ مارس (آذار) الماضي.
وقال المتحدث باسم المفوضية في جنيف أدريان أدوردز، أول من أمس الثلاثاء، إن السفر إلى اليمن ما زال خطرا للغاية، مضيفا أنه وقبل ثلاثة أسابيع انقلب قارب محمل بالمهاجرين واللاجئين في بحر العرب وهو في طريقه إلى اليمن، ومن بين ثمانية وستين راكبا، نجا فقط اثنان وثلاثون أنقذتهم سفينة عابرة، وتمكن واحد من السباحة إلى الشاطئ، وأوضح أنه قد تم تعليق العمل بمرافق الاستقبال لأولئك الذين يصلون على طول ساحل البحر الأحمر، بعد أن دمر هجوم قرية استضافة الوافدين الجدد في باب المندب الأسبوع الماضي، وتم نهب منشآت الاستقبال المتبقية.
وتابع أنه ونتيجة لهذا الهجوم قتل اثنان من الموظفين الشركاء الذين كانوا يعملون في مركز العبور، وهما مساعد طبي في الهلال الأحمر اليمني ولاجئ صومالي كان يعمل مترجما، وسجلت منظمة «مجتمع من أجل تضامن إنساني»، وهي منظمة شريكة للمفوضية، 88 حالة وفاة في عرض البحر بين القرن الأفريقي واليمن منذ بداية العام الحالي.
وفي سياق آخر يتعلق بالطفولة في اليمن، حذر آنتوني ليك، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، من أنه «قد يموت مزيد من الأطفال في اليمن بسبب نقص الأدوية والرعاية الصحية أكثر من أولئك الذين يقتلون بالرصاص والقصف».
وقال المسؤول الدولي، في بيان نُشر على موقع المنظمة الإلكتروني، مساء الثلاثاء، إن النقص الحاد في الوقود والأدوية والكهرباء والماء يهدد بمزيد من تعطيل الأعمال، مضيفا: «هناك خطر حاد ناجم عن أمراض يمكن الوقاية منها، كما أن عدد الأطفال المعرضين لخطر سوء التغذية المميت تضاعف ثلاث مرات ليصل إلى أكثر من نصف مليون طفل».
وأوضح في بيانه أن هناك «10 ملايين طفل في مختلف أنحاء البلاد، بحاجة إلى معونات إنسانية، ونناشد، مرة أخرى، كل الأطراف المعنية إلى احترام القانون الإنساني الدولي ووضع حد لهذه المأساة».
70 ألفًا من المرتزقة الأفارقة وصلوا إلى البلاد خلال عام.. والتحالف بدأ في اعتراضهم على السواحل اليمنية
اليونيسيف: نقص الأدوية يهدد حياة الأطفال أكثر من أولئك الذين يقتلونهم بالرصاص
70 ألفًا من المرتزقة الأفارقة وصلوا إلى البلاد خلال عام.. والتحالف بدأ في اعتراضهم على السواحل اليمنية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة