تركيا قصفت مقاتلين أكرادًا في سوريا بعد عبورهم {الخط الأحمر}

منظمة حقوقية سورية تتهم الأكراد بانتهاكات في الحسكة

تركيا قصفت مقاتلين أكرادًا في سوريا بعد عبورهم {الخط الأحمر}
TT

تركيا قصفت مقاتلين أكرادًا في سوريا بعد عبورهم {الخط الأحمر}

تركيا قصفت مقاتلين أكرادًا في سوريا بعد عبورهم {الخط الأحمر}

قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن بلاده قصفت مقاتلين أكرادا في سوريا مرتين بعد أن تحدوا تحذيرات من العبور إلى غرب نهر الفرات، هذا في الوقت الذي اتهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قوات الإدارة الذاتية الكردية بـ«ارتكاب جرائم قتل وتهجير بحق المكونات العربية والأشورية والتركمانية، وتدمير منازلهم في محافظة الحسكة السورية».
وتخشى تركيا من أن يؤدي تقدم وحدات حماية الشعب الكردية - التي يدعمها الجناح السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي - على الجانب السوري من الحدود التي تمتد 900 كيلومتر بين البلدين إلى إذكاء التطلعات الانفصالية لدى الأكراد الأتراك الذي يعيشون في جنوب شرقي تركيا.
وقال داود أوغلو لتلفزيون «أهابر (الخبر)» الليلة الماضية، دون أن يعطي تاريخا محددا للواقعة «قلنا على حزب الاتحاد الديمقراطي ألا يعبر إلى غرب الفرات وسنضربه فور أن يفعل ذلك.. ضربناه مرتين».
وقال مسؤولان كبيران لـ«رويترز»، إن أنقرة أبلغت الولايات المتحدة وروسيا هذا الشهر بأنها لن تسمح بسيطرة القوات الكردية على أراض في شمال غربي سوريا بالقرب من حدودها.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية في بيانات نشرت في مطلع الأسبوع، إن الجيش التركي هاجم مواقعها مرتين قرب بلدتي تل أبيض وكوباني الحدوديتين.
وانتزعت قوات حماية الشعب الكردية بلدة تل أبيض من تنظيم داعش، في يونيو (حزيران)، مدعومة بضربات جوية تقودها الولايات المتحدة. وفي الأسبوع الماضي أعلن مجلس قيادة محلي أنها تتبع إدارة الحكم الذاتي التي أعلنها الأكراد. وأشعل هذا غضب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي اتهم يوم السبت الجماعات الكردية بمحاولة السيطرة على شمال سوريا كله وصرح بأن أنقرة لن تسمح بذلك.
وأعلن أكراد سوريا ثلاث مناطق للحكم الذاتي (كانتونات) في شمال البلاد. وهم ينفون سعيهم لإقامة دولة خاصة بهم.
إلى ذلك، اتهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قوات الإدارة الذاتية الكردية بـ«ارتكاب جرائم قتل وتهجير بحق المكونات العربية والأشورية والتركمانية، وتدمير منازلهم في محافظة الحسكة السورية»، وطالبت بإحالة هذه الجرائم على المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأصدرت الشبكة السورية بحثًا موسعًا، وثقت فيه ما أسمتها «أبرز الانتهاكات التي قامت بها قوات الإدارة الذاتية الكردية في محافظة الحسكة بحق المكون العربي والتركماني والآشوري، ما بين شهري فبراير (شباط) وأغسطس (آب) الماضيين».
وأكد التقرير أنه «لا يمكن لقوات الإدارة الذاتية أن تبرر الانتهاكات المنهجية والواسعة بأنها تحارب تنظيم داعش، على غرار تبريرات النظام السوري عبر الادعاء المتكرر أنه يحارب الإرهابيين». وأوضح أنه «بسبب وجود عائلة أو منزل داعم لتنظيم داعش، تقوم قوات الإدارة الذاتية الكردية بتدمير وتشريد أحياء وقرى بكاملها، في عملية استثمار واضحة لوجود (داعش) لتحقيق أهداف تحمل صبغة عرقية».
ويقول التقرير «إن قوات الإدارة الذاتية الكردية في محافظة الحسكة قتلت ما لا يقل عن 47 مدنيًا، بينهم 9 أطفال، و8 سيدات وشخص واحد بسبب التعذيب، خلال 6 أشهر، وذلك بسبب عمليات القصف العشوائي والقنص، كما اعتقلت ما لا يقل عن 612 مدنيًا بشكل تعسفي، بينهم 19 طفلاً، و8 سيدات». كما تحدث عن رصد كثير من «عمليات حرق وتدمير قرى بشكل شبه كامل، ضمن ممارسات واسعة تهدف إلى تشريد السكان بشكل قسري، تسبب كل ذلك بنزوح قسري لعشرات الآلاف من سكان تلك المناطق».
ورد المتحدث العسكري باسم وحدات حماية الشعب الكردي ريدور خليل على ما ورد في التقرير، نافيا الاتهامات الموجهة للأكراد بالمطلق، معتبرًا أنها وجهت إلى المكان الخطأ. وأشار إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان «سبق ووجهت رسالة إلى الإدارة الذاتية، طلبت فيها استفسارات عامة عن التهجير وإفراغ القرى، وقد رحبنا بها وأبدينا استعدادنا للتعاون معها، لكنهم لم يحضروا ولم يحققوا».
وقال خليل في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خاطبنا كل جمعيات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية، وناشدناهم أن يزوروا المنطقة ويراقبوا وضعها باستثناء بعض المواقع العسكرية التي لها خصوصية أمنية».
وإذ أقرّ بإخلاء بعض المدنيين من مناطق الخطر، «تجنبًا لاستهدافهم وتعرضهم للخطر»، أوضح أن هؤلاء أعيدوا جميعًا إلى منازلهم فور عودة الهدوء إلى مناطقهم. وأضاف: «كل الذين هجرتهم (داعش) من مدن وقرى مختلفة مثل تل أبيض وغيرها، أعيدوا إلى مناطقهم».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.