نبيل العربي: لا طريق سوى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني

عريقات والأمين العام للجامعة العربية يبحثان التطورات في الأراضي الفلسطينية

نبيل العربي: لا طريق سوى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني
TT

نبيل العربي: لا طريق سوى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني

نبيل العربي: لا طريق سوى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني

أكد نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه لا سبيل ولا طريق سوى الاتفاق على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. جاء ذلك خلال لقائه مع صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكبير المفاوضين الفلسطينيين. وقد بحث المسؤولان تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ضوء تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى وضد أبناء الشعب الفلسطيني، وما يدور في هذا الشأن، من اتصالات ومشاورات على المستوى العربي والدولي، وما أسفرت عنه اللقاءات التي أجراها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري.
وقد تحدث الأمين العام عن اجتماع مجلس الأمن الذي حضره بتاريخ 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وشاركت فيه ستون دولة، حيث حظي موضوع توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، باهتمام كبير من قبل أغلبية الدول المعنية. كما قامت الإدارة القانونية في الأمم المتحدة، بتعميم الدراسة التي سبق أن طالب بإعدادها الرئيس محمود عباس عام 2014، حول سبل توفير الحماية الدولية، وما قامت به الأمم المتحدة من مهمات سابقة لتوفير أشكال مختلفة من الحماية في حالات معينة، من بينها الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994، كما حرص سامح شكري، وزير الخارجية المصري، بدوره، على لقاء صائب عريقات صباح أمس، حيث تناول معه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير في القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة، والاتصالات الإقليمية والدولية الحالية للتوصل إلى تهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأفاد المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، عقب اللقاء، بأن كبير المفاوضين الفلسطينيين حرص على إحاطة وزير الخارجية بنتائج اللقاءات التي عقدت في عمان أخيرا، بين الولايات المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية والجانب الفلسطيني، واستهدفت التوصل إلى تهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ومنع تكرار الاعتداءات ضد المسجد الأقصى والمواطنين الفلسطينيين، ووضع حد للمواجهات بين الجانبين، واستعادة الوضع القائم في الحرم الشريف بما يكفل حقوق المسلمين وإشراف الأردن على الحرم القدسي. وأضاف المتحدث باسم الخارجية، قائلا بأن حديث عريقات، عكس قدرًا كبيرًا من القلق تجاه مستقبل العملية السلمية، وانتقادًا لغياب الرؤية الواضحة والإرادة السياسية لتفعيل حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقًا لحدود 1967، محملاً المجتمع الدولي مسؤولية توفير الحماية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. وأكد الوزير سامح شكري خلال اللقاء، على دعم مصر الكامل للقضية الفلسطينية، والتزامها بالعمل من خلال الاتصال بكافة القوى الدولية والإقليمية المؤثرة، من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة. وأنه بات ضروريًا وملحًا، أن ينخرط الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في مفاوضات مباشرة وفقًا لإطار زمني محدد وأهداف متفق عليها، وتحت رعاية دولية، بما يضمن تحقيق حل الدولتين على أساس حدود 67، واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وأفاد بأن الجانبين المصري والفلسطيني اتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق خلال الفترة المقبلة، لمتابعة الجهود الإقليمية والدولية لنزع فتيل الأزمة الحالية، وخلق مناخ داعم لبدء مفاوضات جادة، كما تم التأكيد على ضرورة اتخاذ إسرائيل إجراءات على الأرض لبناء الثقة، وفي مقدمتها وقف الاستيطان وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بينها وبين الجانب الفلسطيني.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».