في خضم الحراك الدولي والإقليمي حول الأزمة السورية وفي وقت لا يزال الخلاف الأساسي فيه يرتكز على مصير الرئيس السوري بشار الأسد ودوره في المرحلة الانتقالية، ربط الأخير الحلّ السياسي وإجراء الانتخابات الرئاسية بالقضاء على «التنظيمات الإرهابية»، ونقل نائب روسي عنه استعداده لتنظيم انتخابات والمشاركة فيها إنما بعد «تحرير» سوريا من «تنظيم داعش».
موقف الأسد الذي أتى بعد موقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف متحدثا عن ضرورة إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، رأى فيه رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة دليلا على عدم نضوج الظروف للوصول إلى حلّ سياسي ولا يعدو كونه محاولات من روسيا والأسد لتعطيل العملية السياسية التي سبق أن انطلقت مع «جنيف 1» بمشاركة موسكو والولايات المتحدة الأميركية، لا سيّما أن الجميع يعلم أن المرحلة الانتقالية ستطول وآخر خطوة فيها هي الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وقال صبرة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» «كل ما يحاول الأسد قوله ومن خلفه روسيا، هو إشارة لرغبتهم بتجاوز العملية السياسية رغم أنها كانت قد قطعت أشواطا بانعقاد جنيف 2. وبالتالي فإن كل ما يقدّم خارج هذا الإطار هو مضيعة للوقت». وفيما وصف صبرة الحراك الدولي حول سوريا اليوم بـ«الأكثر جدية»، أكّد أن دول أصدقاء سوريا لا تزال متمسكة بموقفها الرافض لأدي دور للأسد في المرحلة الانتقالية وهو ما تؤكده التصريحات التي تلت الاجتماع الرباعي في فيينا، إضافة إلى الاجتماعات الثنائية التي تحصل في اليومين الأخيرين، كذلك دعوة الرياض وواشنطن إلى «تعبئة» دبلوماسية دولية لإيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا لا يكون الأسد جزءا منه.
ورأى صبرة أن الحوار الدولي والإقليمي، رغم جديته، لا يزال في بدايته والدليل على ذلك عدم وصول اجتماع فيينا قبل يومين إلى نتيجة، لكنه اعتبر في الوقت عينه أن «هذا الحراك الجدي سيستمر في الأيام المقبلة وقد ينتج عنه نتائج إيجابية في قمة دول العشرين التي ستعقد الشهر المقبل في أنطاليا بتركيا حيث نتوقع أن تظهر معالم للحل». وأضاف: «نعلم أن أي اتفاق قد يتم التوصل إليه سيراعي المصالح الدولية والإقليمية، لكننا نؤكد أنه لا يمكن تنفيذ أي اتفاق بعيدا عن مطالب الشعب السوري وأولئك الذين يواجهون قوات الأسد ومن معه على الأرض»، مشددا «أي حل سيكون للأسد دور فيه لن يجد طريقه إلى التطبيق».
وكان الأسد أعرب خلال لقائه وفدا روسيا يضم نوابا وشخصيات أخرى في دمشق، عن «تقديره للمواقف الروسية الداعمة للشعب السوري والتي تجلت أخيرا في دعم القوى الجوية الروسية للقوات المسلحة السورية في حربها ضد الإرهاب».
وأكد أن «القضاء على التنظيمات الإرهابية من شأنه أن يؤدي إلى الحل السياسي الذي نسعى إليه في سوريا وروسيا ويرضي الشعب السوري ويحفظ سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها»، وفق ما نقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).
وبعد لقاء استمر ساعة ونصف الساعة مع الرئيس السوري، قال أحد أعضاء الوفد النائب الكسندر يوشتشنكو لوكالة «الصحافة الفرنسية» إن الأسد «مستعد لتنظيم انتخابات بمشاركة كل القوى السياسية التي تريد ازدهار سوريا»، ولكن فقط حين «تتحرر» بلاده من تنظيم داعش. وأضاف يوشتشنكو أن الأسد ينوي المشاركة في الانتخابات «إذا لم يكن الشعب معارضا» لذلك.
ووصل الوفد الروسي إلى دمشق صباح الجمعة بعد أيام من زيارة مفاجئة قام بها الأسد لموسكو حيث أجرى محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وتأتي تصريحات يوشتشنكو غداة إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه آن الأوان للتحضير لانتخابات في سوريا.
لكن المعارضة السورية اعتبرت دعوة موسكو غير واقعية. وقال القيادي في الائتلاف السوري المعارض سمير نشار لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» «يتجاهل الروس واقعا حقيقيا على الأرض مع نزوح ولجوء الملايين في سوريا وخارجها، وحيث المدن تدمر يوميا، ما هي الانتخابات التي يتحدثون عنها في ظل أوضاع كهذه؟».
كذلك وصف أحمد السعود، المتحدث باسم الفرقة 13، الانتخابات بأنها «كذبة كبيرة».
وتلقى الأسد هدية رمزية من الحزب الشيوعي الروسي، قدمها ألكسندر يوشينكو عضو البرلمان الروسي عن الحزب الشيوعي، والهدية عبارة عن نسخة من «راية النصر»، وهي العلم الأحمر الذي رفعه الجيش السوفياتي فوق دار الحكومة الألمانية في برلين سنة 1945، إضافة إلى ميدالية يوبيلية صكت بمناسبة الذكرى الـ70 للنصر في الحرب الوطنية العظمى التي أحيتها روسيا في مايو (أيار) الماضي، وبطاقة تحية موقعة بقلم غينادي زيوغانوف زعيم الحزب الشيوعي الروسي.
وقال يوشينكو في تصريحات صحافية إن الأسد أكد أنه «يرى في الحزب الشيوعي الروسي وريثا للحزب الشيوعي السوفياتي الذي ساعد في إحياء الأمن والاقتصاد في سوريا حقبة السبعينات من القرن الماضي».
نائب روسي: الأسد يؤكد استعداده للانتخابات «إذا لم يكن الشعب معارضًا»
«الشيوعي الروسي» أهدى الأسد «الراية الحمراء» في زيارته إلى دمشق
نائب روسي: الأسد يؤكد استعداده للانتخابات «إذا لم يكن الشعب معارضًا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة