حلت ذكرى ميلاد قائد فريق مانشستر يونايتد واين روني أمس وقبل يوم واحد من الديربي رقم 170 ضد مانشستر سيتي الذي يقام اليوم، فيما تشير إحصائيات كثيرة إلى أنه سيترك أثرًا لا يمحى على الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) وغيره من البطولات في السنوات القادمة.
ومع حلول عيد ميلاده الثلاثين، يحكي روني عن مصدر سعادته الأعظم في ممارسة اللعبة التي يعشقها. ويستمد اللاعب الإنجليزي الذي يمتلك واحدة من أعظم المسيرات الكروية في جيله متعته الأكبر من الروح الجماعية للفريق. ويقول: «لو تتبعت مسيرتي عبر السنين، ستجد أنني كنت دومًا لاعبًا جماعيًا - وذلك ما سأواصل فعله. لا يوجد أفضل من نجاح الفريق الواحد، والاستمتاع به مع اللاعبين والمدربين الذين تعمل معهم. إنه شعور رائع». هذه الفلسفة تزيد من روعة السجل التهديفي في الدوري الإنجليزي (البريميرليغ) لقائد مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي الذي بلغ سن الثلاثين أمس السبت. وعندما يقود لاعبي فريقه اليوم ضد السيتي بملعب أولد ترافورد في ديربي مانشستر رقم 170. سيحمل روني في جعبته 187 هدفًا، بزيادة 11 هدفًا عن حصيلة آلان شيرر في نفس سنه، و13 هدفًا عن تيري هنري و35 هدفًا عن روبي فاولر، صاحب المركز الرابع في سجل أهداف اللاعبين عند سن الثلاثين.
كما يبين عدد الهجمات التي صنعها روني الجماعية التي يفخر اللاعب بأنه يجسدها. ويمتلك روني نحو ضعف التمريرات المساعدة (صانعة الأهداف) التي حققها شيرار في نفس عمره بواقع 90 تمريرة مقابل 46 للأخير. أما تيري هنري فقد صنع 74 تمريرة مساعدة، أي أقل من روني بواقع 16 تمريرة. أما أندرو كول - الذي تضعه أهدافه الـ136 في المركز السادس في سجل أهداف اللاعبين عند سن الثلاثين. - فيأتي خلف هنري بـ49 تمريرة مساعدة. وتشكل هذه الإحصائيات الأساس الذي يقوم عليه تصنيف واين روني كواحد من عظماء اللاعبين في البريميرليغ. وتقدم الكؤوس والجوائز الشخصية التي أحرزها أدلة قوية أيضًا على هذه المكانة. وفاز روني 5 مرات بلقب البريميرليغ، ولقب واحد في دوري أبطال أوروبا (الشامبيونز ليغ)، ولقبين في كأس رابطة المحترفين، ولقب واحد في كأس العالم للأندية، علاوة على جائزة أفضل لاعب من رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين ورابطة الكتاب الإنجليز. كما فاز بلقب أفضل لاعب شاب في الدوري الإنجليزي، واختير في سن الثامنة عشرة ضمن التشكيلة المثالية في بطولة كأس أوروبا عام 2004، علاوة أنه حصل على لقب أفضل لاعب في إنجلترا في الموسم 3 مرات.
هناك أيضًا جماليات اللعب التي يتمتع بها روني. إننا أمام مهاجم يستشعر فرص إحراز الأهداف ويستغل مهاراته العالية في صنعها. من يسعه أن ينسى هدفه من لعبة مقصية رائعة في مباراة ديربي مانشستر بملعب أولد ترافورد عام 2011؟ وإذا كان روني قد تمكن من تحقيق هذه المستويات الرائعة على مدار سنوات لاعبه المختلفة، فإن ذلك يمثل دليلاً إضافيًا على تفوقه واستمراريته. وبالنسبة إلى انجلترا، فإن روني تغلب لتوه على سجل السير بوبي تشارلتون مع منتخب بلاده، وأحرز هدفه الخمسين علاوة على 18 تمريرة مساعدة في 107 مشاركات مع الفريق الوطني. ويبلغ مجموع الأهداف التي أحرزها روني بقميص فريق مانشستر يونايتد 236 هدفًا، علاوة على 119 تمريرة مساعدة. كما جمع 17 هدفًا و8 تمريرات مساعدة في 77 مشاركة مع فريقه القديم إيفرتون، ليبلغ إجمالي الأهداف التي سجلها في مسيرته الكروية 303 أهداف في 674 مشاركة علاوة على 145 تمريرة مساعدة.
هذه بالتأكيد أرقام متميزة. وعلى مدار 13 موسمًا في مسيرة روني الكروية التي بدأت في 17 أغسطس (آب) 2002 عندما اختاره ديفيد مويز ليبدأ مباراة إيفرتون أمام توتنهام هوتسبور التي انتهت بالتعادل الإيجابي بنتيجة هدفين لكل فريق، لعب قائد المنتخب الإنجليزي في كافة المراكز بخطي الوسط والهجوم. إن اللاعب الشامل النموذجي، كما أثبت قبل التعادل الذي حققه فريقه في مباراة دوري أبطال أوروبا ضد فريق سيسكا موسكو يوم الأربعاء الماضي، هو اللاعب الجماعي النموذجي.
وأنهى شيرر مسيرته الكروية الرائعة في صدارة هدافي البريميرليغ بـ260 هدفًا. ويعني ذلك أنه أحرز 84 هدفًا بعد بلوغه سن الثلاثين. وبالهدف الذي أحرزه في مباراة فريقه ضد إيفرتون يوم السبت الماضي، عادل روني رقم كول النهائي الذي يبلغ 187 هدفًا، أحرز منها 51 هدفًا بعد عيد ميلاده الثلاثين. وعلى عكس هنري، الذي ترك آرسنال لينضم إلى فريق برشلونة الإسباني قبل شهرين من بلوغه الحادية والثلاثين والذي أضاف هدفًا واحدًا فقط إلى سجله في البريميرليغ، ظل كول يلعب في البطولة حتى سن السابعة والثلاثين. ورغم الانتقادات التي توجه أحيانًا إليه بسبب اهتمامه بعملية الإحماء، تمكن روني من تحاشي التعرض لإصابات الركبة والساق المعطلة والتي يخشاها جميع اللاعبين. صحيح أنه تعرض لإصابات في مشط القدم والكاحل، لكنه لم يعان من مشاكل خطيرة في أربطة الركبة أو ربلة الساق أو الفخذ - وهذا يمنح روني مزيدًا من التفاؤل بالمستقبل. ويقول اللاعب المخضرم «أمامي سنوات كثيرة في اللعب. لم أعان من أي إصابات خطيرة في العضلات».
لقد اعتزل شيرر اللعب في سن الخامسة والثلاثين، وابتليت مسيرته الكروية بالإصابات الخطيرة، وهو ما يعزز الإعجاب بإنجازاته. وفي ظل رغبة روني في الاستمرار بالملاعب، وقدرته على شغل أكثر من مركز، علاوة على سجله الحميد من الإصابات، فإن بوسع اللاعب أن يواصل مسيرته الكروية حتى نفس سن شيرر، على أقل تقدير. ويعني ذلك أن اللاعب الذي ولد في ليفربول مؤهل للتفوق على شيرر وتحقيق رقم قياسي جديد في عدد الأهداف المسجلة في البريميرليغ. ولكي يتصدر روني قائمة أصحاب أكبر عدد من التمريرات المساعدة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، يحتاج إلى 73 تمريرة مساعدة أخرى لكي يتجاوز رقم نجم مانشستر يونايتد السابق ريان غيغز البالغ 162 تمريرة. لقد صنع روني 90 تمريرة مساعدة خلال مشواره في البريميرليغ بمعدل 7.5 تمريرة في الموسم الواحد - رغم أنه ما زال أمامه ثلثا الموسم الحالي - وهو معدل يؤهله لتجاوز غيغز إذا استمر في الملاعب حتى سن الأربعين كما فعل اللاعب الويلزي.
روني أعلن نفسه في 19 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2002 خلال مباراة استثنائية ضد آرسنال في ملعب غوديسون بارك أنهى خلالها مسيرة الفريق الخالية من الخسائر على مدار 30 لقاء متوالي في البريميرليغ. وبلمسة حريرية التقط روني الكرة من الهواء قبل أن يستدير ويتقدم، وبرباطة جأش لاعب في السادسة والعشرين وليس في السادسة عشرة الذي كان عمره آنذاك، وجه تسديدة رائعة بقدمه اليمنى لتصطدم بالعارضة وتسقط داخل مرمى ديفيد سيمان المتعثر الذي لم تكن لديه أي فرصة في إنقاذها. وقد جعلت هذه التسديدة الناجحة من روني أصغر لاعب يسجل هدفًا في تاريخ البريميرليغ. كما أثارت معلق المباراة كليف تيلديسلي ليقول إن «واين روني، وقبل 5 أيام من عيد ميلاده السابع عشر، نضج لتوه». كما أنها دفعت أرسين فينغر ليصرح لاحقًا «يفترض أنه في السادسة عشر. وفي هذه السن، روني أصبح بالفعل لاعب كرة قدم مكتمل. الشاب يمكنه اللعب حقًا. إنه أفضل لاعب إنجليزي تحت سن العشرين أراه منذ قدمت إلى هنا (في 1996)، يمكنه التلاعب بالناس، إنه ماهر وصاحب أداء طبيعي، يمتلك بنية جاسكوين مع مركز ثقل منخفض. كما يمكنه المراوغة - أحب المهاجمين الذين يجيدون المراوغة». وبعد عامين في بطولة أوروبا عام 2004، وفي سن الثامنة عشرة فقط، كان روني في أوج شبابه المفعم بالنشاط. فقد أرهب دفاعات المنتخبات المنافسة وأثار حماسة خبراء الكرة عندما أصبح أصغر لاعب يسجل في البطولة، منهيًا مسيرته فيها بأربعة أهداف فيما كان يبدو مصرًا على أن يصبح الأسطورة القادمة في عالم لعبة كرة القدم.
لكن مشاركة روني في بطولة أوروبا انتهت بإصابة في مشط القدم خلال مباراة ربع النهائي ضد البرتغال وأنهت على آمال إنجلترا في الدورة، وعلى فرصة مشاهدة اللاعب يشن الهجمات والمراوغات بكامل قوته في واحدة من البطولات المهمة. كما ابتليت مشاركته في كأس العالم عام 2006 بإصابة أخرى في مشط القدم، هذه المرة قبل الوصول إلى الأدوار النهائية للبطولة. وقدم روني أيضًا عروضًا باهتة في دورتي كأس العالم عام 2010 و2012 وبطولة أوروبا عام 2012. فينغر صرح أيضًا بعد هدفه الافتتاحي في البريميرليغ عام 2002 بأنه «إذا اتخذ هنري مثلاً أعلى له، فإنه سيمضي بعيدًا في مسيرته الكروية». وقد كان وما زال بالفعل. ويتبقى أن ننتظر الآفاق التي سيصل إليها روني من الآن وحتى 24 أكتوبر 2020، عندما يحتفل بعيد ميلاده الخامس والثلاثين.
روني في سن الثلاثين يواصل مهمة تحطيم الأرقام القياسية
تخطى النجوم الكبار.. وأعلن نفسه في مباراة استثنائية أمام آرسنال وهو في 16 من عمره
روني في سن الثلاثين يواصل مهمة تحطيم الأرقام القياسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة