يكثف الحوثيون من نشاطهم وتحركاتهم الدبلوماسية، قبيل انطلاق المشاورات المقررة أواخر الشهر الحالي في جنيف، بين الأطراف اليمنية، برعاية من الأمم المتحدة، وكشفت وزارة الخارجية الروسية عن استقبال ميخائيل بوغدانوف المبعوث الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين ونائب وزير الخارجية الروسية لعدد من ممثلي التنظيمات السياسية اليمنية ومنها «أنصار الله» والحراك الجنوبي والحزب الاشتراكي اليمني.
وقالت مصادر الخارجية الروسية إن «اللقاء تطرق إلى مجمل تطورات الوضع الراهن في اليمن، وإن الجانبين خلصا إلى ضرورة الاعتراف بأنه لا حل آخر للأزمة الراهنة سوى التسوية السياسية للقضايا العالقة في الساحة اليمنية».
وأشارت المصادر إلى أن اللقاء تركز بالدرجة الأولى حول الاعتراف بأهمية الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل تحقيق التسوية السياسية للأزمة من أجل سرعة التوصل إلى استئناف الحوار الوطني الواسع الإطار على أساس مشاركة كل القوى السياسية الرئيسية في العمل من أجل تحديد شكل النظام في البلاد. وأعربت الخارجية الروسية في بيان أصدرته بهذا الشأن عن الأمل في عقد الجولة التالية للمشاورات اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة وأن تضع هذه المشاورات حدا للعنف وتفتح الطريق أمام تحقيق السلام والوفاق في الجمهورية اليمنية وسرعة استعادة اليمن لوحدة أراضيها وإعادة بناء اقتصادها وحل كل القضايا الإنسانية الحادة بما يساهم في إحلال الرخاء والازدهار لكل اليمنيين.
وذكرت مصادر سياسية يمنية أن الوفد الحوثي، الذي زار موسكو، اليومين الماضيين، سلم إلى نائب وزير الخارجية الروسي، رسالة من رئيس ما تسمى «اللجنة الثورية العليا»، التي شكلها الحوثيون في فبراير (شباط) الماضي، عقب انقلابهم على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، موجهة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبحسب ذات المصادر، فقد أكد وفد لجنة الحوثيين العليا على «الانفتاح الكامل على الحلول السياسية»، غير أن مراقبين في الساحة اليمنية، أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن الوفد الحوثي حمل مطالب حوثية بدعم دبلوماسي روسي وبتدخل أكبر في الوضع القائم في اليمن، خاصة بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا.
ولم يستبعد المراقبون أن يطلب الحوثيون من موسكو مدهم بأسلحة وذخائر وخبراء، خاصة أن السلاح اليمني في معظمه روسي وقد توقفت عمليات صيانته منذ مغادرة كافة الخبراء الروس والأجانب اليمن، إبان اندلاع الحرب والمواجهات، وأشار المراقبون إلى أن الطائرات الروسية سبق أن حطت في مطار صنعاء عدة مرات في أوج النزاع المسلح، دون قيود من دول التحالف.
إلى ذلك، أكد خالد محفوظ بحاح، نائب الرئيس، رئيس الوزراء اليمني، خلال لقائه، أمس، بالعاصمة السعودية الرياض، السفير الروسي لدى السعودية أوليغ أوزيروف ترحيب الحكومة اليمنية بأي مسار يفضي إلى السلام وإيقاف نزيف الدم والدمار ويضمن عودة الدولة وينهي ممارسات الانقلابيين من جماعة الحوثي وصالح ويعيد الأمن والاستقرار إلى كافة أرجاء الوطن.
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، فقد جرى، خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات ومناقشة تطورات الأحداث على الساحة اليمنية.
ونقلت الوكالة الرسمية عن السفير الروسي بالرياض تأكيده «وقوف بلاده مع مخرجات مؤتمر الحوار وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار رقم 2216»، وقوله إن «بلاده نقلت للحوثيين أنهم ارتكبوا عددًا من الأخطاء التي أوصلت اليمن إلى هذه المرحلة»، كما «ثمن السفير الروسي ما تقوم به الحكومة من أجل السلام والوصول باليمن إلى بر الأمان وعودة الأمن والاستقرار إلى كافة المحافظات وإيقاف معاناة أبناء الشعب اليمني».
بحاح يلتقي السفير الروسي بالرياض.. ومبعوث بوتين يستقبل وفدًا حوثيًا في موسكو
مراقبون لا يستبعدون طلب المتمردين دعمًا دبلوماسيًا وعسكريًا من روسيا
بحاح يلتقي السفير الروسي بالرياض.. ومبعوث بوتين يستقبل وفدًا حوثيًا في موسكو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة