37 شخصية عربية تحتفل مع «بيربري» بمعطفها الأيقوني

انطلاق حملتها العالمية من الشرق الأوسط إشارة واضحة إلى تنامي هذه المنطقة

الشيخة لولوة الصباح  -  ريا الخليفة  -  أمينة العباسي  -  المخرج علي مصطفى  -  سامي خريبي ومعطف أسود
الشيخة لولوة الصباح - ريا الخليفة - أمينة العباسي - المخرج علي مصطفى - سامي خريبي ومعطف أسود
TT

37 شخصية عربية تحتفل مع «بيربري» بمعطفها الأيقوني

الشيخة لولوة الصباح  -  ريا الخليفة  -  أمينة العباسي  -  المخرج علي مصطفى  -  سامي خريبي ومعطف أسود
الشيخة لولوة الصباح - ريا الخليفة - أمينة العباسي - المخرج علي مصطفى - سامي خريبي ومعطف أسود

الساعات الفخمة ليست المنتج المرفه الوحيد الذي وجد له حضنا دافئا في منطقة الشرق الأوسط هذا الأسبوع، فدار «بيربري» البريطانية أيضا توجهت إلى المنطقة بأحلى وأغلى ما عندها من إرث: ألا وهو المعطف الواقي من المطر.
فهذا المعطف هو الذي بنت عليه الدار إرثها، وتعتمد عليه في تصدير منتجاتها للعالم، تماما كما تصدر دار «شانيل» الجاكيت الأسود و«ديور» فساتين السهرة الدرامية الفخمة. لكن ما يُميز المعطف البريطاني، أنه لكل المناسبات والمواسم والبيئات، لأن الدار لم تبدأ مثل دار «هوت كوتير»، بل بهذه القطعة الموجهة أساسا للجنود لحمايتهم من برد ووعورة الخنادق. وهذا يعني أنها أكثر ديمقراطية من غيرها بتوجهها للكل. فقد لبسته الملكة إليزابيث الثانية، والرئيس شيراك، ونجوم من أمثال براد بيت وأوما ثورمان، كما تقبل عليه فتاة صغيرة تطمح للأناقة وقطعة كلاسيكية عصرية تبقى معها طويلا. وربما هذا ما تلمسه في هذه الحملة التي قامت بها الدار واختارت لها 37 شخصية عربية تعمل في مجالات مختلفة، تصورت به في أماكن عملها أو هي تقوم بحياتها اليومية.
الحملة بعنوان «ذي آرت أوف ذي ترانش» أو «فن الترانش»، والمقصود به هنا ليس فنية تصاميمه المتنوعة التي لا يزال مصمم الدار الفني، كريستوفر بايلي يتحفنا بها موسما بعد موسم فحسب، بل أيضا فنية طرق ارتدائه، حيث تلخص كل صورة وكل شخصية لقطة من حياة صاحبها، والأهم من هذا كيف يمكن أن يناسب نزهة عادية في الأسواق، أو لقاء عمل رسمي أو حتى دعوة غداء، لأن كثيرا من هذه الصور التقط في الخارج وخلال قيام هذه الشخصيات بأعمالها اليومية بشكل طبيعي. ولا شك أن هذا ما كانت تستهدفه الدار، وهو تسليط الضوء على تنوع المعطف وأوجهه المتعددة كأنها قطعة سهلة وأنيقة في الوقت ذاته. قطعة قد تغني عن فستان أو تايور عندما تكون بقماش خفيف وألوان طبيعية، ويمكن أن ترافق صاحبها في كل الفصول أيضا.
لكن يجب ألا ننسى أن هذه الحملة هي منصة رقمية أولا وأخيرا، وهو ما نتوقعه من دار كانت رائدة في دخول عالم الإنترنت، وكانت أول من بث عروضها بثا مباشرا عدا عن نشاطها في كل وسائل التواصل الاجتماعي من «إنستغرام» و«تامبلر» و«فيسبوك»، و«يوتيوب»، و«بنترست»، و«سينا» و«ويبو» وغيرها.
ولن تقتصر الحملة على المنطقة بل ستُبث في كل أنحاء العالم، ولعدة أشهر من خلال عدة أنشطة تستهدف تسليط الضوء على المعطف من خلال أبطالها في الوقت ذاته.
لهذا استغرقت عملية اختيار هذه الشخصيات فترة طويلة، وكان أهم شرط أن تكون متألقة في مجال عملها، ومؤثرة على وجه منطقة الشرق الأوسط وخريطتها، حتى وإن كانت من المواهب الصاعدة. فهذا عز الطلب بالنسبة لـ«بيربري» التي تدعم الفنون، وتحديدا الموسيقيين الشباب.
بهذه الطريقة المبتكرة، فإنها تضمن تغطيات مهمة على وسائل التواصل الاجتماعي، على غرار ما حققته حملتها المشابهة في عواصم أخرى.
الجدير بالذكر أن الدار تقوم بهذه الحملة منذ عام 2009 تقريبا، وتخص بها عاصمة من عواصم العالم، لكنها باختيارها منطقة الشرق الأوسط، هذه المرة، فإنها ترسل إشارة واضحة إلى تنامي أهمية هذه المنطقة بالنسبة لها، وأيضا رغبتها في الحصول على ودها وربط علاقة حميمة معها.
أجمل ما في الصور التي وزعتها الدار أن الـ37 شخصية تم تصويرها في الأماكن التي تعمل أو تعيش فيها، مثل الإمارات، وقطر والبحرين ولوس أنجليس ولندن. من الأسماء المشاركة في هذه الحملة، العارضة المصرية إليسا سيدناوي، والفنان يوسف نبيل، واللبناني علي جابر، والمذيعة ريا أبي راشد، والمخرجة السعودية هيفاء المنصور، والكويتية الشيخة لولوة الصباح، وسيدة الأعمال القطرية خليفة المسند، والبحرينية دانا الخليفة وهلم جرا من الأسماء المبدعة.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.