رئيس الحكومة المغربية: حزب العدالة والتنمية ليس خطرا على مؤسسات الدولة

ابن كيران يوجه رسائل غزل لحزب الاستقلال الذي فك ارتباطه بأحزاب المعارضة

رئيس الحكومة المغربية: حزب العدالة والتنمية ليس خطرا على مؤسسات الدولة
TT

رئيس الحكومة المغربية: حزب العدالة والتنمية ليس خطرا على مؤسسات الدولة

رئيس الحكومة المغربية: حزب العدالة والتنمية ليس خطرا على مؤسسات الدولة

قال عبد الاله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية ، ذي المرجعية الإسلامية، إن حزبه لا يشكل أدنى خطر على مؤسسات الدولة. واضاف صباح أمس (الثلاثاء)، خلال لقاء تواصلي داخلي مع برلمانيي حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان) ومجلس المستشارين (الغرفة الثانية) أن الخطر يكمن في "الحزب المعلوم"؛ في إشارة لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، مشيرا الى انه "يحمل نزوعات الهيمنة منذ تأسيسه، وما زال يسعى للهيمنة ليس فقط في المجال السياسي بل حتى في مجال كرة القدم".
واعلن ابن كيران استعداد حزبه لمواجهة الخطر المحدق بالمؤسسات "ولو تطلب الأمر أن نضحي بأنفسنا لأجل الوطن"، واعترف ابن كيران امام 123 برلمانيا من الغرفتين بمخاطر مواجهة ما وصفه ًبـ"الخطر"، مؤكدا قدرته على "تحمل تبعات السير في هذا الطريق".
ونوه ابن كيران بثقة الشعب في حزبه والتي بوأته المرتبة الأولى فيما يتعلق بعدد الأصوات المحصل عليها خلال الانتخابات البلدية التي جرت في 4 سبتمبر (ايلول) الماضي ، مؤكدا أن النتائج كانت مبهرة ، وعبرت عن تطور الشعب في فهم اللعبة.
وأوضح ابن كيران ان تصويت الشعب لحزبه ليس انتصارا فقط لفريقه ولتوجهات حكومته "بل تعبير عن سخط عارم اتجاه الحملة البائسة التي شنت ضد حزبه وحكومته والتي كادت لولا لطف الله أن تحقق أهدافها" .
ووجه ابن كيران رسائل غزل لحزب الاستقلال الذي قرر فك ارتباطه بأحزاب المعارضة، موضحا "لم أقل يوما سوء في حزب الاستقلال، وأقول للاستقلاليين اليوم التحكم ليس خطرا فقط على (العدالة والتنمية)، وإنما خطر على كل الأحزاب السياسية".
في سياق ذلك، وافق ابن كيران على تقليص النصاب القانوني المتعلق بتشكيل الفرق البرلمانية بالغرفة الثانية الى ستة اعضاء بعدما كانت محددة في 12 عضوا وفق النظام الداخلي المعمول به .
وكشفت مصادر مطلعة أن رئيس الحكومة كان مع خيار تحديد نصاب الفريق في ثمانية، لكن إجماع الكتل الحزبية واتحادات العمال ورجال الاعمال على ستة أشخاص جعله يخضع للإجماع.
وقدم رئيس مجلس المستشارين مساء امس خلال اول جلسة علنية، مقترح تعديل النظام الداخلي للغرفة الثانية التي انتخبت في 2 أكتوبر( تشرين الاول) الحالي؛ حيث جرت الموافقة بالإجماع على إحالة التعديل المتعلق بالنصابين القانوني للفرق البرلمانية على لجنة العدل والتشريع للمصادقة عليه قبل إحالته على المحكمة الدستورية لمراقبة مدى مطابقته للمقتضيات الدستورية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».