في فصل جديد من فصول كارثة سقوط طائرة «بوينغ - 777» الماليزية داخل الأراضي الأوكرانية صيف عام 2014، كشفت التحقيقات التي أجراها الجانب الهولندي عن إصابة الطائرة بصاروخ من منظومة الدفاع الجوي «بوك»، الذي انفجر على مسافة متر واحد من الجزء اليساري من حجرة القيادة، وهو الأمر الذي أكدته شظايا معدنية وأخرى زجاجية عُثر عليها خلال تشريح جثث أفراد طاقم طائرة البوينغ، وفق ما جاء في تقرير صادر عن مجلس الشؤون الأمنية الهولندي، عرض النتائج التي توصلت إليها التحقيقات حول ملابسات سقوط الطائرة. إلا أن روسيا لم تقبل بكل ما جاء في التقرير، لتقدم بديلا عنه استنتاجات توصلت إليها عبر تحقيقاتها الخاصة.
وكانت طائرة «بوينغ - 777» تابعة للخطوط الجوية الماليزية قد سقطت في جنوب شرقي أوكرانيا صيف العام الماضي، ما أدى إلى مصرع 283 راكبًا، غالبيتهم من حملة الجنسية الهولندية، و15 من أعضاء الطاقم كانوا على متنها.
ومنذ الساعات الأولى لهذه الكارثة تبادلت موسكو وكييف الاتهامات، وحمل كلاهما الآخر المسؤولية عن هذه الكارثة. وبينما أصرت روسيا على أن منظومة دفاع جوي يمتلكها الجانب الأوكراني هي التي أطلقت صاروخا تسبب في سقوط البوينغ، دون أن تستبعد احتمالا آخر بأن مقاتلات أوكرانية قامت بإسقاط الطائرة الماليزية، أصر الجانب الأوكراني على تحميل منظومات دفاع جوي روسية، تعمل إما في شرق أوكرانيا أو على الحدود الروسية الأوكرانية المسؤولية عن إسقاط الطائرة.
واستمر تبادل الاتهامات بين روسيا من جانب، وأوكرانيا ومعها بعض الدول الغربية من جانب آخر، في الوقت الذي استمرت فيه المواجهات في جنوب شرقي أوكرانيا بالقرب من منطقة سقوط الطائرة، وهو ما تسبب في تأخير بدء عمليات التحقيق في مكان الكارثة، ومن ثم رفع الحطام لمواصلة التحقيقات. وبعد شهرين على الكارثة أصدر مجلس الشؤون الأمنية الهولندي تقريرًا أوليًا حول نتائج التحقيقات، لم يحدد فيه الجهة التي تتحمل مسؤولية الكارثة. لكن التقرير النهائي الذي صدر عن مجلس الشؤون الأمنية الهولندي ترك هو الآخر نقطة الخلاف الرئيسية معلقة، ولم يعط إجابات واضحة حول الجهة التي يرى المحققون أنها قامت بإطلاق الصاروخ على الطائرة الماليزية وتسبب بسقوطها.
واكتفى التقرير الجديد بتحديد مساحة تمتد على 320 كلم في جنوب - شرق أوكرانيا، وقال إن الصاروخ أُطلق منها، حيث لم يتمكن المحققون الهولنديون من تحديد الجهة التي كانت مسيطرة على المنطقة التي انطلق منها الصاروخ، لأن التحقيق في تلك المنطقة لا يدخل ضمن صلاحيات هؤلاء المحققين.
من جانبه، لم ينتظر الجانب الروسي طويلا، ورد فورا على الاستنتاجات الهولندية، لا سيما لجهة نوع الصاروخ المستخدم وكذلك الجهة التي قامت بإطلاقه وتسببت بكارثة البوينغ، حيث أعلنت شركة «ألماز - أنتي» الروسية عن تحقيق أجرته، يؤكد أن الصاروخ المستخدم ليس «بوك»، وإنما منظومة مثيلة لكنه من جيل قديم. وأوضح يان نوفيكوف مدير «ألماز - أنتي» أن شركته أجرت تحقيقات ومحاكاة لكارثة سقوط الطائرة أظهرت أن «صاروخا من طراز (9إم 38 إم آي) أصاب الطائرة، وأُطلق من جهة منطقة زاريشينكوي السكنية شرق أوكرانيا»، وأن هذه المنطقة خاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية.
ومنذ بدايتها أخذت كارثة طائرة البوينغ الماليزية طابعا سياسيا، وأصبحت أسيرة الأزمة بين روسيا والغرب حول الوضع في أوكرانيا. وهذا ما يوضح جانبا من أسباب التباين في استنتاجات لجان التحقيق المختلفة، حسب بعض المحللين، حيث تصر روسيا على اتهام أوكرانيا، بينما تصر أوكرانيا على تحميل روسيا المسؤولية عن الكارثة.
وعقب عرض تقرير مجلس الشؤون الأمنية الهولندي، وتقرير شركة «ألماز - أنتاي» الروسية، قالت أوكرانيا إن التحقيقات التي أجرتها تدل على أن صاروخا روسي الصنع أُطلق من منطقة غير خاضعة للسلطات الأوكرانية تسبب في سقوط طائرة البوينغ، وقد انضمت الولايات المتحدة إلى هذا الموقف، عندما أكد البيت الأبيض أن موقفه إزاء الكارثة لم يتغير، وأن صاروخا أطلق من المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في جنوب - شرق أوكرانيا تسبب في وقوع الكارثة.
وفي أول رد فعل للسلطات الهولندية، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي إنه «يتعين على جميع الدول»، بما فيها روسيا، أن تساعد في العثور على المسؤولين عن إسقاط الطائرة الماليزية فوق شرقي أوكرانيا العام الماضي. وأضاف روتي في مؤتمر صحافي بعد الإعلان عن التقرير النهائي لمجلس السلامة الهولندي حول أسباب سقوط الطائرة «إن أولوياتنا الآن تتمثل في العثور على مرتكبي الحادث وتقديمهم إلى المحاكمة». وتابع مشيرا إلى التحقيق الجنائي حول الحادث بقيادة هولندا والذي لا يزال جاريا «إنني أدعو السلطات الروسية لاحترام هذا التقرير وأن تتعاون بشكل كامل فيما يتعلق بالتحقيق الذي يجريه المدعون العموميون».
وفي أوكرانيا، أعلن رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك أن إسقاط الطائرة الماليزية بصاروخ أطلق من شرق أوكرانيا كان «عملية للاستخبارات الروسية»، مضيفا في مستهل جلسة مجلس الوزراء «لا أشك في أنها كانت عملية خططت لها الاستخبارات الروسية لإسقاط» الطائرة الماليزية.
وأكد ياتسينيوك أن إطلاق الصاروخ «تم من أراض يسيطر عليها متمردون موالون لروسيا. وليس هناك أي شك في أن المتمردين لا يعرفون كيفية تشغيل أنظمة بي يو كي، ما يعني أن هذه الأنظمة يشغلها عسكريون روس فقط».
7:57 دقيقة
تحقيقات كارثة {البوينغ الماليزية} تفشل في تحديد المتهمين
https://aawsat.com/home/article/473686/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D9%8A%D9%86%D8%BA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%81%D8%B4%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%87%D9%85%D9%8A%D9%86
تحقيقات كارثة {البوينغ الماليزية} تفشل في تحديد المتهمين
هولندا تؤكد إصابتها بصاروخ.. وكييف تتهم الاستخبارات الروسية.. وموسكو ترفض النتيجة
- لندن: «الشرق الأوسط»
- موسكو: طه عبد الواحد
- لندن: «الشرق الأوسط»
- موسكو: طه عبد الواحد
تحقيقات كارثة {البوينغ الماليزية} تفشل في تحديد المتهمين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة