«فترة المساء» الأفضل لتناول أدوية الضغط
> لا يزال تحديد توقيت أخذ الأدوية الموصوفة من قبل الأطباء يتعرض لمناقشات وآراء تختلف من شخص لآخر. وعلميا، فإن توقيت تناول أي دواء يخضع لحقائق علمية ودراسات طبية معتمدة من الجمعيات والمجالس الطبية العالمية. ومثال على ذلك الأدوية الخافضة لضغط الدم المرتفع، هل الأفضل أن تؤخذ صباحا أم في منتصف النهار، أم ليلا؟
لقد وجد، مؤخرا، أن لأخذ العقاقير الخاصة بخفض ارتفاع ضغط الدم قبل الذهاب إلى الفراش للنوم، بدلا من أخذها في الصباح، فوائد أخرى إلى جانب تقليل ضغط الدم خلال النوم، ومنها أنه أيضا يقلل من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني. وقد أثبت ذلك بدراستين أخيرتين إسبانيتين، نشرت نتائجهما في عدد شهر سبتمبر (أيلول) 2015 من مجلة السكري الإسبانية «Diabetologia».
أجرى الباحثون من جامعة فيجو the University of Vigo، دراسة عشوائية على عدد 2012 شخصا مريضا بارتفاع ضغط الدم من غير المصابين بداء السكري، كان منهم 976 رجلا و1036 امرأة، وكان متوسط أعمارهم 53 عاما. وقد طلب من المرضى تناول كل ما لديهم من أدوية ارتفاع ضغط الدم المقررة لهم في جرعة يومية واحدة كاملة إما بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة أو عند وقت النوم.
وظل الباحثون في هذه الدراسة يتابعون المرضى المشاركين في الدراسة خلال فترة زمنية متوسطها 6 سنوات. ثم وجدوا أن 171 مريضا مشاركا أصيبوا بمرض السكري من النوع الثاني. كما وجدوا أن مخاطر الإصابة الجديدة بالنوع الثاني من مرض السكري في المجموعة، التي تناولت العلاج عند النوم، قد انخفضت بنسبة 57 في المائة. فكان هناك انخفاض أكبر في خطر الإصابة بمرض السكري عند المجموعة التي تناولت العلاج عند وقت النوم مقارنة مع الذين تناولوا علاجهم بعد الاستيقاظ صباحا.
كما أظهر مرضى مجموعة الجرعة الليلية انخفاضا في متوسط ضغط الدم خلال النوم، وتمتعوا بنوم مريح أطول مقارنة مع مجموعة الجرعة الصباحية للعلاج. وكان هناك انخفاض مقداره 10 في المائة في معدل انتشار المرض بين مرضى الجرعة الليلية مقارنة بضغط الدم النهاري.
واستنتج من هذه الدراسة أن تناول جرعة علاجية يومية واحدة من أدوية خفض الضغط عند النوم، بالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم فقط من دون مرض السكري، قد أدى إلى تحسن كبير في التحكم في مستوى ضغط الدم أثناء النوم، وكذلك الوقاية من الإصابة بمرض السكري، مقارنة بتناول الجرعة نفسها عند الاستيقاظ صباحا.
النساء ومشكلات النوم التنفسية
> تختلف الأمراض في نسبة انتشارها في العالم وفقا لعوامل كثيرة؛ منها الجغرافية والبيئية، ثم الفئة العمرية والجنسية والجنس..إلخ. ومن بين الأمراض التي اهتم العلماء بدراسة ارتباطها بالجنس المشكلات التنفسية خلال النوم بين الذكور والإناث.
وقد شهد المؤتمر الدولي للجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز التنفسيERS - European Respiratory Society، الذي عقد في شهر سبتمبر الماضي في مدينة أمستردام عاصمة هولندا – مناقشة مجموعة كبيرة من الدراسات والأبحاث الطبية في مجال الأمراض الصدرية. ومما تم تقديمه في هذا المؤتمر دراسة أظهرت أن النساء أقل في كثير من الأحيان تشخيصا أو معالجة من مشكلات التنفس التي تحدث أثناء النوم. وحلل باحثون سويديون الفروق بين الجنسين (في الرجال والنساء) بالنسبة لتشخيص وعلاج مشكلات النوم التنفسية مستمدة من قاعدة البيانات الخاصة بصحة الجهاز التنفسي في شمال أوروبا(the Respiratory Health in Northern Europe RHINE). وقد تم تجميع البيانات عن الشخير، والنعاس أثناء النهار، ومقياس كتلة الجسم BMI، والأمراض الجسدية الأساسية الأخرى مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم للأعوام (1999 - 2001)، وقاموا بمتابعة للمشاركين في الدراسة خلال الأعوام (2010 - 2012) لعينة عددها 5148 من الرجال و6113 من النساء، وكانت أعمارهم تتراوح ما بين 30 - 55 عاما عند بداية الدراسة.
وقد وجد أن أعراض مشكلات النوم التنفسية (مزيج من الشخير والنعاس أثناء النهار) كانت تمثل نسبة 7.4 في المائة عند الرجال و4.4 في المائة عند النساء في الأساس. وفي كلا الجنسين، وجد أن أعراض مشكلات النوم التنفسية ترفع من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري خلال فترة المتابعة بعد ضبط عوامل السن ومؤشر كتلة الجسم، وزيادة الوزن. ومن بين الذين كانوا يعانون من أعراض مشكلات النوم التنفسية في الأساس، تم تشخيص إصابة الرجال بهذه الأعراض أكثر من النساء (الرجال 25 في المائة والنساء 14 في المائة) كما تم تسجيل المعالجة من تلك الأعراض عند الرجال أكثر من النساء (الرجال 17 في المائة والنساء 11 في المائة)، أو الذين تم تركيب جهاز سي - باب CPAP لهم لعلاج حالات الشخير والاختناق التنفسي أثناء النوم (الرجال 6 في المائة، والنساء 3 في المائة) وذلك خلال فترة المتابعة.
ووفقا لتصريح فريق البحث في هذه الدراسة، فقد استخدم عدد من المؤشرات المستقلة لمعرفة الذين تلقوا علاجات لمشكلات النوم التنفسية مثل: السن، وكتلة الجسم BMI، وأعراض مشكلات النوم التنفسية في الأساس، ثم زيادة الوزن خلال فترة المتابعة. وفي الوقت نفسه، كان الجنس الأنثوي مرتبطا بفرص أقل من حيث تلقي أي علاج لتلك الأمراض سابقا.