على الرغم من تأكيد مصادر عدّة، تابعة للنظام السوري والمعارضة استهداف الطيران الروسي يوم أمس منطقة تدمر الأثرية بريف حمص الشرقي، حيث سيطرة تنظيم داعش، نفت وزارة الدفاع الروسية على لسان المتحدث باسمها الأمر. وقال الجنرال إيغور كوناشنكوف كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية: «كل معلومات وسائل الإعلام الأجنبية عن أن مقاتلات روسية شنت غارات جوية على مدينة تدمر عارية تماما عن الصحة»، مضيفا «طائراتنا في سوريا لا تضرب مناطق مأهولة.. ولا سيما تلك التي تضم آثارا».
وكانت مواقع معارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان إضافة إلى التلفزيون الرسمي السوري، قد أكدت أن الطائرات الروسية شنّت ضربات جوية استهدفت مدينة تدمر الأثرية، وقال المرصد إن «الضربات استهدفت أيضا منطقتي دير حافر والباب في محافظة حلب والريف الشرقي لمدينة الرقة»، وأكدت مصادر في المعارضة استهداف «جيش أسود الشرقية» في منطقة البترا بالقلمون الشرقي، الفصيل المعارض المعروف بقتاله «داعش».
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله إن «القوات الجوية لروسيا الاتحادية بالتعاون مع القوات الجوية السورية استهدفت أوكار تنظيم داعش في مدينة تدمر ومحيطها، مما أدى إلى تدمير عشرين عربة مصفحة وثلاثة مستودعات ذخيرة وثلاث منصات صواريخ».
وأتت الضربات على تدمر، بعد الإعلان عن تفجير التنظيم الأحد قوس النصر الأثري الشهير في المدينة المدرجة على قائمة منظمة يونيسكو للتراث العالمي. وسيطر تنظيم داعش في 21 مايو (أيار) على مدينة تدمر في محافظة حمص (وسط) وتمكن من التوسع في ريف المحافظة الشرقي والسيطرة على مناطق عدة.
ولفت المرصد إلى تنفيذ الطائرات الحربية الروسية عدة ضربات على مناطق في قرية النقير بريف إدلب الجنوبي وضربتين أخريين، على مناطق في بلدتي كنصفرة وكفر عويد بأطراف جبل الزاوية.
وأعرب الائتلاف الوطني عن إدانته لقيام ما وصفه بـ«طيران الاحتلال الروسي» يوم الأحد الماضي، باستهداف مناطق أثرية في بلدة سرجيلا بجبل الزاوية في ريف إدلب، تعود للحقبة السريانية قبل ألفي عام، مؤكدا أن عملية القصف تمت لمواقع خالية تمامًا من أي وجود لتنظيم داعش الإرهابي، وتزامنت مع هجمات وحشية ضد تجمعات مأهولة في ريفي حمص وحماة.
وحث الائتلاف الوطني منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) والمنظمات الإقليمية على إدانة سلوك قوات الاحتلال الروسية، والتحرك العاجل لتوثيق تلك الجرائم، وحماية المواقع التاريخية والأثرية في سوريا من أي محاولة لتدميرها أو المسّ بها.
ونقلت «شبكة الدرر الشامية» عن مصادر في منطقة القلمون بريف دمشق، أن الطائرات الروسية قصفت معسكرًا لـ«جيش أسود الشرقية» في منطقة البترا بالقلمون الشرقي، أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وهو ما أكده مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» لافتا إلى أن هذا الفصيل كان هدفا لتنظيم داعش مرات عدّة، وهو تابع لما يعرف بـ«جبهة الأصالة والتنمية». وكان «جيش أسود الشرقية» قد تشكَّل بعد سيطرة «داعش» على دير الزور، وشارك في غرفة عملية القتال ضدّ التنظيم إلى جانب «جيش الإسلام» و«أحرار الشام».
وفي سياق متّصل، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» يوم أمس، عن مصادر حكومية في الولايات المتحدة أن المقاتلات الروسية التي تحارب الإرهاب في سوريا تستهدف مواقع فصائل معارضة مدعومة من قبل «سي آي إيه».
وذكرت المصادر أن السلطات الأميركية استنتجت في الأيام القليلة الماضية أن التوجه الروسي لاستهداف المعارضة المسلحة المرتبطة بوكالة الاستخبارات المركزية «يعد حركة متعمدة». وقال مسؤول أميركي للصحيفة: «في اليوم الأول، كان بإمكاننا أن نقول إنه مجرد خطأ. ولكن في اليومين الثالث والرابع، لم تعد هناك شكوك حول الطابع المتعمد لهذه الغارات. إنهم (الروس) يعلمون ماذا تستهدف ضرباتهم».
وفي تقريره، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إلى استمرار الطائرات الحربية الروسية بقصف المناطق السورية بشكل يومي منذ نحو أسبوع، حيث نفذت هذه الطائرات ما لا يقل عن 34 ضربة خلال الـ24 ساعة الأخيرة واستهدفت عدة مناطق في مدينة تدمر ومحيطها وأطرافها بريف حمص الشرقي، ومناطق أخرى في ناحية الكرامة ومحيطها بالريف الشرقي لمدينة الرقة، وأسفرت هذه الضربات عن مقتل 19 عنصرًا على الأقل من تنظيم داعش 4 منهم قتلوا خلال الضربات التي استهدفت الرقة والتي أسفرت كذلك عن تدمير آليتين ومستودع أسلحة للتنظيم، في حين قتل 15، خلال ضربات الطائرات الروسية على مدينة تدمر ومحيطها، والتي نجم عنها أيضًا تدمير عدة مراكز للتنظيم، ونحو 10 آليات لها بالإضافة لمستودع أسلحة.\
الضربات الروسية تستهدف تدمر وفصيلاً يقاتل ضد «داعش» في القلمون الشرقي
النظام السوري يؤكّد عبر تلفزيونه استهداف المدينة الأثرية.. وموسكو تنفي
الضربات الروسية تستهدف تدمر وفصيلاً يقاتل ضد «داعش» في القلمون الشرقي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة