في حديقة التويلريز، قدم إيلي صعب اقتراحاته لربيع وصيف 2016. ورغم أن كريس كارداشيان، الأم، كانت من بين الحضور فإن المصمم لم يتوجه لها بهذه الأزياء كما تبادر إلى الذهن قبل بداية العرض، بل إلى جيل ابنتها كيندل جينر، والعارضة جيجي حديد، اللتين شاركتا فيه.
فقد ظهرت كيندل جينر في الإطلالة الرابعة بفستان قصير من الدانتيل باللون الأسود فوقه جاكيت قصير منقوش بتصميم «سبور» وصندل يغطي الساق مستوحى من أحذية مصارعي اليونان القدامى، في إشارة واضحة إلى أن دار «إيلي صعب» تدخل عهدا جديدا يتطلبه التسويق والسوق.
مثل غيره، قرأ التغيرات الاجتماعية والاقتصادية جيدا، واستخلص أن زبونات الـ«هوت كوتير» الجديدات في عمر الزهور، وبالتالي هن الحاضر والمستقبل الذي عليه أن يستثمر فيه على المدى البعيد. في تشكيلته الجاهزة هاته كان هذا التوجه واضحا، حيث أخضع أسلوبه لعملية تجميل أضفت عليه الكثير من الشبابية رغم أن الرومانسية والأنوثة لم تغيبا تماما، بل يمكن القول إنهما حضرتا في معظم القطع، وكل ما قام به أنه شذب بعض التفاصيل التي كانت تخاطب امرأة ناضجة وخففها مع إضافة قطع «سبور».
بمعنى آخر، فإن أسلوبه في العمق لم يتغير، وكل ما قام به أنه لعب على الصورة النهائية من خلال تطعيمها بقطع، يستعملها لأول مرة، مثل الجاكيت السبور والشورتات القصيرة، حتى يحصل على مظهر حيوي يروق للشابات. والأهم من هذا حتى تظهر الصورة لماعة ومغرية في الـ«إنستغرام» ووسائل التواصل الأخرى، التي بات معظم المصممين الكبار يغازلونها سواء اعترفوا بذلك أم لا.
ألبير إلبيز، مصمم «لانفان»، عبر عن هذه النقطة بصراحة بعد عرضه قائلا: «كنا في السابق مصممين، أما الآن فنحن صناع صورة». فالمطلوب حاليا ليس أزياء أنيقة في أرض الواقع فحسب، بل يجب أن تبدو كذلك في الصور، وهذا يعني أنها تحتاج إلى ألوان حية وتصاميم لافتة. إيلي صعب لم يخرج عن هذه القاعدة، فرغم أن الأزياء أنيقة جدا، تحمل بصماته الرومانسية بدءا من استعماله السخي للدانتيل والموسلين والأسود بغموضه وسحره، فإن الألوان والنقوشات كانت بنفس القوة، كذلك المزج بين كلاسيكياته والأسلوب الشبابي. نظرة واحدة إلى مقاعد الصفوف الأمامية تؤكد أيضا هذه الحقيقة، حيث غابت وجوه قديمة، أو تراجعت إلى الصفوف الخلفية، لتأخذ مكانها فتيات في مقتبل العمر نشطات في مواقع الإنترنت والمدونات والـ«إنستغرام». وغني عن القول أن اللغة التي يستعملنها تحتاج إلى ألوان متوهجة ونقشات واضحة حتى تأتي الصورة متناسقة ومقنعة تجذب الأنظار وتستقطب زبونات جديدات.
لم يُصرح المصمم بهذا الأمر أو يعترف به، لأن تفسيره كان مختلفا وهو أنه أراد في هذه التشكيلة أن يمزج الراقي بالعملي الذي يمكن ارتداؤه بشكل يومي، وهو ما جسده في الدانتيل والجلد المقصوص باللايزر على شكل ورود، وفساتين قصيرة وأخرى طويلة لا بد أن تجعل كل امرأة تحلم، أيا كان عمرها، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن التنسيق والمزج بين الراقي والـ«سبور» كان له مفعول السحر، كما أن قطعا ظهرت بها كيندل جينر يمكن، بتنسيقها بشكل مختلف ومع قطع أخرى، أن تناسب أمها كريس، التي كانت تتابع العرض بإعجاب وفخر كلما ظهرت ابنتها على منصة العرض.
إيلي صعب يعود إلى مرحلة الصبا بروح «سبور»
تشكيلته لربيع وصيف 2016 ترقص على نغمات شبابية
إيلي صعب يعود إلى مرحلة الصبا بروح «سبور»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة