الجماعات اليهودية المتطرفة تستهدف الوجود الفلسطيني

أبرز ملامحها النزعة الانتقامية والميل إلى العنف

الجماعات اليهودية المتطرفة تستهدف الوجود الفلسطيني
TT

الجماعات اليهودية المتطرفة تستهدف الوجود الفلسطيني

الجماعات اليهودية المتطرفة تستهدف الوجود الفلسطيني

يشرح حاخامات ورجال دين يهود متطرفون لأتباعهم الأكثر تطرفًا في ساحات المسجد الأقصى، ماهية «حجر الشرب»، فيقولون لهم بأنه يقع في مركز قبة الصخرة، حيث بدأ منه خلق العالم.
ثم يشرحون لهم أين كانت الأعمدة التي بناها الملك هيرودوس في الفترة الرومانية، وأين كان السنهدرين «مجلس الحكماء اليهودي» يجتمع في الطرف الجنوبي من «جبل البيت». ويقول المعلم لتلاميذه «هنا المكان الذي كتّف فيه إبراهيم ابنه إسحق (حسب المعتقدات اليهودية)، ومن ثم أمر الله الملك سليمان ببناء الهيكل الأول.. إنه (قدس الأقداس)، حيث لم يكن يُسمح سوى لرئيس الكهنة بالدخول. هذا المبنى دُمّر مرتين، فأعيد بناؤه بعد الدمار الأول، لكنه غير موجود منذ نحو ألفَي سنة. يوجد مكانه اليوم المسجد الأقصى».

تختصر المحاضرة القصيرة، أعلاه، الفكر الذي ينطلق منه غلاة التوراتيين اليهود لتبرير اقتحامات المسجد. إنه ليس مجرد دعوة للصلاة هناك فحسب، بل بداية حرب من أجل إعادة بناء الهيكل.
لطالما كان المسجد الأقصى على مدار عشرات السنوات الماضية هدفًا مستهدفًا من قبل جماعات يهودية متطرفة، لكن مع الحذر الشديد من إثارة غضب المسلمين. أما اليوم فإن المسّ بالأقصى يأخذ طابعًا مقبولاً بصورة متزايدة، رسميًا وشعبيًا، مع انتشار أكبر للجماعات اليهودية المتطرفة التي تتغلغل كذلك في المؤسسة الرسمية.
ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يقول بشكل شبه يومي بأنه ينوي الحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى منذ 50 سنة، (أي الصلاة للمسلمين فقط فيما يسمح لليهود بزيارته في أوقات محددة ضمن الأفواج السياحية الأخرى) وذلك خشية إشعال فتيل حرب دينية، فإنه لم يستطع منع وزراء وأعضاء كنيست ومستوطنين من الاستمرار في اقتحامات الأقصى بشكل مستفز، قد يفجّر في أي لحظة «انتفاضة ثالثة» أو يثير مواجهة أشمل إسلامية - يهودية.
هذا الضعف الذي يبديه نتنياهو أمام المتطرفين في الحرم القدسي ينسحب على ضعف عام يبديه أمام تغوّل من يسميهم مفكّرون وكتاب إسرائيليون «الإخوان اليهود»، إذ كُتب في موقع «ماكو» الإسرائيلي الشهير «يبدو في السنة الأخيرة أن اليهودية نجحت في التغلغل في كل زاوية في حياتنا، واتخذت مكانتها في قلوب التيار العام في إسرائيل».
ويتلمس الإسرائيليون «التشدّد اليهودي» يتغلغل يوميا بينهم، فهناك مَن يرسل دليلاً روحانيًا إلى المدارس، وآخر يعظ كل جندي إسرائيلي من خلال الحاخامية العسكرية، وثالث يبصق على فتيات يلبسن قمصانًا تظهر اليدين فقط. بل ثمة من يعتدي على رجال يركضون من دون قمصان علوية، ومَن يستهدف سيارات تتحرّك يوم السبت، ويغلق المحال التجارية بالقوة. وحتى من جيل الشباب، هناك الآن من يرفض أن يتلقى العلوم والرياضيات ويصرّ على دراسة التوراة فقط، ناهيك ممّن يقتحم الأقصى يوميًا من أجل بناء الهيكل. فما هي أهم الجماعات اليهودية المتطرفة الحديثة والقديمة؟
فيما يلي عرض بأبرز هذه الجماعات:

الثورة أو (تمرّد):

أحدث الجماعات اليهودية على الإطلاق، وهدفها لا يقتصر على الانتقام من الفلسطينيين، بل يطمح أفرادها أيضًا إلى إقامة «خلافة يهودية» بعد تدمير الدولة العبرية. ومنذ نحو سنة بدأت عين «الشاباك» (الأمن العام الإسرائيلي) ترصد منذ قرابة عام جماعة متطرفة من نوع آخر، تسعى إلى تقويض الدولة العبرية تمهيدا لإقامة «ملكوت القُدس». ولقد أعلم جهاز «الشاباك» الصحافيين الإسرائيليين، خلال الأسابيع الأخيرة فقط، بأن أسلوب منفذي عملية إضرام النار القاتلة في قرية دوما، حيث قتل الرضيع علي دوابشة، يتطابق مع أسلوب هذه الجماعة المتطرفة، التي تعد «جماعة إرهابية متمردة لا يترأسها قائد ولا تجلس في مقرٍّ ثابت، بل هي تتكوّن من شباب مؤدلج، معاد للصهيونية، يجول ويصول في الضفة الغربية ويهدّد المجتمع الإسرائيلي برمّته».
وبحسب مسؤول في «الشاباك» فإن أعضاء هذه الجماعة «يريدون إشعال المنطقة وتأجيج الحرب بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. وهم يأملون بإسقاط النظام الصهيوني الذي (يعوّق الخلاص).. ولا توجد سلطة دينية ولا زعيم ديني يفرض سلطته على أفراد هذه الجماعة، فهم لا يخضعون لإملاءات أحد، ما يجعل نشاطهم من دون رادع».
هذه الجماعة، وفق المعلومات المتوافرة، تتألف من عشرات الشباب اليهودي، بعضهم قصّر، وآخرون تصل أعمارهم 23 سنة. وهؤلاء يأتون من جميع أنحاء إسرائيل قاصدين البلدات الاستيطانية في الضفة الغربية بعدما قذفتهم الأطر الاجتماعية والتربوية حيث ترعرعوا، وهم لا يستقرون في مكان ما، بل يتنقلون من بقعة إلى أخرى. أما «عقيدتهم» فتظهر في وثيقة ليهودي يدعى موشيه أورباخ من مدينة بني براك، اسمه متصل بالمجموعة التي أقدمت على إضرام النار في كنيسة الطابغة (كفرناحوم) بالقرب من طبريا. ويظهر في الوثيقة أن غايتهم هي «ضرب الأماكن الحساسة في المجتمع الإسرائيلي بُغية توليد الفوضى ومن ثم الدمار. وقد علّموا 5 نقاط تخدم هذه الغاية وهي: إشعال خلاف في مسجد الأقصى، وطرد الأغيار (أي غير اليهود)، والقضاء على الوثنية (حرق الكنائس والمساجد بالنسبة لهم)، وإكراه ديني وتقويض سلطة القانون».
أبرز قياديي الجماعة مئير أتينغر (23 سنة)، وهو حفيد الحاخام مئير كاهانا الذي أسس حركة «كاخ» العنصرية المناهضة للعرب والذي اغتيل العام 1990. ولقد اعتقل أتينغر بعد حادثة حرق الطفل علي دوابشة البالغ من العمر 18 شهرًا، لكن من دون أن يتضح أي علاقة بينه وبين عملية الحرق.

فتيان التلال:

أسّس هذه الجماعة قبل نحو 10 سنوات شبّان تركوا بعضهم منازل أهلهم في القدس، وانتقلوا للعيش مع أبناء سنّهم في مناطق معزولة بهدف الاستيطان خارج الخط الأخضر. وبحسب المصادر الأمنية و«الشاباك»، فإنهم «متماسكون جدًا وجميعهم من العازبين المنتمين إلى النواة الصلبة لأعضاء اليمين المتطرّف. وهم يديرون في السنوات الأخيرة حربًا متواصلة ضدّ القوى الأمنية الإسرائيلية التي تحاول طردهم من المكان، الذي يقيمون فيه بصورة غير قانونية».
هؤلاء غالبًا من الشبّان الذين لم ينجحوا في أيّ إطار تربوي، وطُردوا من كلّ مكان، أحيانًا حتّى من بيوتهم. وهم يؤمنون بـ«أرض إسرائيل الكبرى» ويرفضون أي إخلاء للمستوطنات في الضفة الغربية، ولا يقبلون بأي سلطة، ولا حتى سلطة الحاخامات من اليمين المتطرف. ومن حيث الملبس والمظهر: «يعتمرون قلنسوات كبيرة ويرخون سوالف شعر لكن الله غائب عن قلوبهم»، كما يقول بنحاس فالرشتين، أحد مؤسسي «غوش ايمونيم» (مجموعة المؤمنين)، وهي حركة النشطاء اليمينية المتطرفة الأصولية التي أسست عام 1975 لإقامة مستوطنات يهودية في الضفة الغربية، ونفذت هجمات ضد فلسطينيين ومنهم انطلقت نواة جماعة «تدفيع الثمن».

تدفيع الثمن:

تضم هذه الجماعة نفس أفراد «فتيان التلال» وبعض المنشقين عنهم، وبدأوا في 2008 باستهداف ممتلكات الفلسطينيين ردًا على إخلاء الجيش الإسرائيلي بؤرًا استيطانية عشوائية في الضفة. وعلى مدار السنوات اللاحقة، نفذ أفراد الجماعة أبشع الاستهدافات التي طالت مساجد وكنائس ومنازل وسيارات وأراضي الفلسطينيين. ويقول آفي ديختر، الرئيس السابق لجهاز «الشاباك» عن أفراد الجماعة «ليسوا مجموعة منظمة لها تسلسل هرمي.. بل هناك أشخاص لا يقبلون سلطة أحد، ويتصوّرون كيانًا قائمًا على الشريعة اليهودية حيث يعطي الله فقط التعليمات». ويقدر ديختر عدد هؤلاء ببضع مئات. ويقول عنهم آخرون بأن لهم دوافع كثيرة، انتقامية ودينية. وتوضح مالي شخوري بيتون، أستاذة علم الجريمة في جامعة آريئيل الاستيطانية في الضفة الغربية، أن «البعض منهم تخلّفوا عن الدراسة وجعلوا من الآيديولوجية المتطرفة والقيم الدينية المفترضة هدفًا في حياتهم معتقدين أنهم ينفذونها».

جماعة «غوش إيمونيم»:

أسسها الحاخام المتطرف موشي ليفينغر في مايو (أيار) عام 1974م، وتعدّ من إفرازات حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973م. كلمتا «غوش إيمونيم»، تعنيان بالعربية «كتلة الإيمان»، وتطلق على نفسها أيضًا مسمى «حركة التجديد الصهيوني». إنها حركة جماهيرية دينية متطرفة، تستمد تعاليمها من المفكر الصهيوني راف كوك، الذي يعتبر أن التعاليم الدينية هي المرجع الوحيد لليهود، وأن الخروج عن ذلك يحرم اليهودي من الراحة، وكوك هذا اشتهر بقوله: «إن دعوة اليهودية إلى فلسطين الموعودة وتوطين اليهود فيها، وإنشاء الأرض هي بداية الخلاص». وبعد موته في عام 1935 ظلت تعاليمه متداولة.
تسعى «غوش إيمونيم» للاستيطان في مختلف أنحاء الضفة وقطاع غزة، وتدعو إلى هدم الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، وتؤمن الجماعة بالعنف لتحقيق ذلك، وهي ترفع شعار «يهودية الدولة والاستيطان في كل أرجاء إسرائيل»، وتدعو إلى طرد العرب من فلسطين بالقوة.

جماعة أمناء الهيكل:

جماعة أمناء الهيكل أيضًا حركة توراتية يمينية متطرفة، أسست إثر حرب يونيو (حزيران) عام 1967م، أما مؤسسها وزعيمها فهو غيرشون سولومون، وهو محاضر في الدراسات الشرق أوسطية، ومتخصص في تاريخ الحركة القومية الكردية. المقر الرئيسي لهذه الجماعة في مدينة القدس المحتلة، إلا أن لها فرعًا في الولايات المتحدة الأميركية، يقوم من خلاله مسيحيون متطرّفون من كاليفورنيا بتقديم الدعم المالي لها.
وتؤمن هذه الجماعة بأن على اليهود إعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى، وذلك للتحضير لمجيء المسيح. ولقد حاولت هذه الحركة غير مرّة إرساء حجر الأساس للهيكل المزعوم بعد تجهيزه وفق مواصفات توراتية، لكن محاولاتها فشلت حتى الآن. وللعلم، يوجد عشرات من الجماعات الشبيهة بـ«أمناء الهيكل» تدعو لهدم الأقصى وبناء الهيكل أعضاؤها رأس حربة الاقتحامات الحالية.

حركة «كاخ» (عصبة الدفاع اليهودية):

«كاخ» هي كلمة عبرية تعني «هكذا»، وهو اسم جماعة صهيونية سياسية إرهابية؛ صاغت شعارها على النحو التالي: يد تمسك بالتوراة، وأخرى بالسيف. وتضم حركة «كاخ» مجموعة من الإرهابيين ذوي التاريخ الحافل بالتطرّف والعنصرية. ومائير كاهانا أهم شخصيات الحركة.
التوجُّه السياسي لجماعة كاخ هو «توجُّه مشيحاني» يرى أن «خلاص الشعب اليهودي المقدَّس بات قريبًا، ولكنه لن يتحقق إلا بعد ضم المناطق المحتلة، وإزالة كل عبادة غريبة، من جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى)، وإجلاء جميع أعداء اليهود من أرض فلسطين».
انشقت الحركة بعد مقتل كاهانا (في نيويورك عام 1990 على يد مواطن أميركي من أصل مصري) إلى قسمين: احتفظ الأول باسم «كاخ»، والثاني أطلق على نفسه تنظيم «كاهانا حيّ» الذي يرأسه ابن مائير كاهانا، وهذا أقل شأنًا من تنظيم «كاخ» الأساسي، وإن كان يقوم بنفس النشاطات الإرهابية العلنية والسرية.

«كاهانا حيّ»:

هي حركة إرهابية يمينية متطرفة، لا تختلف عن حركة «كاخ» من حيث الآيديولوجية، ويقيم معظم أفرادها في مستوطنة كفار تبوح، بشمال الضفة الغربية. ويرى المنتسبون لهذه الحركة - ومعظمهم من يهود الولايات المتحدة - أن «الشعب اليهودي مقدّس»، وأن «أرض إسرائيل مقدسة».

* «لهافا»:
منظمة يهودية متطرّفة ضد اختلاط الأعراق في الأراضي المقدسة.

* فاتورة حساب:

هي منظمة يهودية متطرفة، سمت نفسها باسم عبارة يستخدمها منتسبوها من مستوطني الضفة الغربية؛ للدلالة على أن هدفها تنفيذ هجمات انتقامية ضد الفلسطينيين؛ وذلك للرد على تحرك الحكومة الإسرائيلية لإخلاء مستوطنات شيّدت دون تراخيص بالضفة، وللرد على الهجمات التي ينفذها الفلسطينيون.
يشتبه بتنفيذها إحراق مسجد في منطقة الجليل، وتعريض مدافن متجاورة لمسلمين ومسيحيين في مدينة يافا للتدنيس.

«حي فاكيام» (الحي القيوم):

لا يُعرف بالتحديد تاريخ ظهور هذه الحركة. ويعيش معظم أعضائها الذين يقدر عددهم بالمئات في مستوطنة غوش عصيون، وهم في الغالب ضباط من وحدات مختارة. خطّطت هذه الحركة عدة مرات لنسف المسجد الأقصى، واعتقل أفواج من أعضائها أكثر من مرة.

«هتحيا» (النهضة):

حركة سياسية يمينية، تظهر توجّهات غير دينية، تعدّ من أكثر الحركات الإرهابية تطرفًًا وعنصرية في إسرائيل. يعود تاريخ ظهورها إلى يوليو (تموز) عام 1979؛ تسعى للسيطرة على منطقة المسجد الأقصى؛ لأنها تعتقد أن ذلك يحقق لإسرائيل السيادة والقوة.

مجموعة «حشمونائيم»:

عرف أعضاء هذه الجماعة باللجوء إلى العنف الشديد وبتمتعهم بالخبرة العسكرية العالية. قامت هذه المجموعة بمحاولة تفجير قبة الصخرة في يوليو 1982. غير أن المحاولة فشلت؛ عندما تم اكتشاف الشحنات الناسفة قبل انفجارها.

منظمة الـ«بيتار» (منظمة الشباب التصحيحيين):

وهي منظمة شبابية ورياضية صهيونية قديمة وغنية ترتبط بـ«اليمين التصحيحي» أسست عام 1923. ولها فروع في عدد من الدول، إضافة إلى إسرائيل، وهي تهتم بإقامة الصلوات اليهودية في ساحة الأقصى.

حركة «تسوميت» (مفترق الطرق):
حركة قومية متطرفة، أنشأها رفائيل «رفول» إيتان، حين كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في أكتوبر 1983. وعرف عن إيتان أنه كان من أشد القادة الإسرائيليين تشددًا في استعمال العنف ضد العرب حين كان رئيسًا للأركان. تصر الحركة على بقاء القدس الموحّدة عاصمة لإسرائيل تحت سيادتها، وترفض الانسحاب من الضفة، وتدعو إلى تكثيف الاستيطان فيها.

هيكل القدس:

مؤسسها ستانلي غولدفوت الذي انشق عن جماعة «أمناء الهيكل». وتضم هذه الجماعة في هيئتها الإدارية خمسة من المسيحيين الإنجيليين المتشددين منهم الفيزيائي الأميركي لاغرت دولفين الذي حاول مع غولدفوت التحليق فوق المسجد الأقصى وقبة الصخرة لتصويرها بأشعة «إكس» بواسطة جهاز الاستقطاب المغناطيسي، الذي ابتكره دولفين لتصوير باطن الأرض؛ وذلك لكي يثبت للعالم أن الأقصى شيّد في موضع الهيكل.

«يشفيات إتريت كوهانين»:

يعني اسم هذه الجماعة «التاج الكهنوتي» وتعود جذورها إلى الحاخام أبراهام يتسحاق كول. ويؤمن أتباعها بأنهم طلائع الحركة التي ستبدأ المسيرة في الهيكل.

حركة إعادة التاج لما كان عليه:

يتزعم هذه الجماعة يسرائيل فويختونفر، الذي يحرّك مجموعة عنيفة من الشباب المتعصبين للاستيلاء على بيوت ومبان عدة في القدس.

حركة الاستيلاء على الأقصى:

أعضاء هذه الجماعة يدعون علانية إلى هدم المسجد الأقصى وإلى طرد جميع المسلمين من (أرض إسرائيل). ومن أهداف هذه الحركة: تهويد مدينة الخليل، والاستيلاء على المسجد الإبراهيمي الذي أطلقوا عليه اسم «كنيس ماكفير».

حركة «أمنا»:

أي «الأمانة» أو «الميثاق»، وهي تنظيم استيطاني تضم زعامته عددا من الشباب المتدينين اليهود من خريجي المدارس الدينية، وهم يسعون إلى بث مفاهيم اجتماعية بين اليهود. تعتمد على الإيمان الديني بقرب الخلاص بظهور المسيح، وتدعو إلى التمرّد على المؤسسات القائمة.

منظمة نابلس واحدة:

هذه الجماعة عبارة عن منظمة متطرفة صهيونية تعمل من أجل السيطرة الكاملة على قبر يوسف، وتعُدّ مدينة نابلس، بكل ما فيها من مستوطنات، وحدة واحدة.

منظمة «ألمغور»:

منظمة متطرفة تعمل على رعاية العائلات الإسرائيلية التي قتل أحد أفرادها في هجمات المقاومة الفلسطينية. وتعهّدت منظمة «ألمغور»، في الماضي، في بيان وزعته على وسائل الإعلام الإسرائيلية، بتقديم التماس للمحكمة العليا الإسرائيلية لإيقاف صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

«ريغافيم»:

منظمة يمينية متطرفة تسعى لإيجاد ما تسمى «قنوات قانونية لتنفيذ مذكرات الهدم التي تصدرها السلطات الإسرائيلية ضد البيوت والمنشآت الفلسطينية». ويعتبر آري بريغز، وهو مدير الدائرة الدولية في الجماعة، من أبرز نشطائها.

حركة «عيرت كوهانيم»
(تاج الكهنة):
تستمد هذه الحركة مبادئها وتعاليمها من الدراسات التلمودية وتعاليم الحاخام حافتس شائيم. تعد هذه الحركة أتباعها لدراسة الطقوس الكهنوتية التلمودية التي كانت متّبعة في هيكل سليمان؛ إذ قامت استراتيجية هذه الحركة على بناء ثقافة آيديولوجية قائمة على التضييق على السكان المقدسيين المحيطين بالحرم القدسي من أجل ترك منازلهم أو بيعها لهذه الحركة، وذلك للسيطرة على محيط الحرم القدسي وتهويده.
* مراجع: مركز
المعلومات الوطني الفلسطيني



«حزب الله» العراق... صورة حول الفرات بأهداف تتجاوز الأصل اللبناني

أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)
أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)
TT

«حزب الله» العراق... صورة حول الفرات بأهداف تتجاوز الأصل اللبناني

أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)
أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)

ارتبط مسمى «حزب الله» بنوعين؛ أعلام صفراء في لبنان، وحسن نصر الله أمين عام حزب الله، لبنان، لكن النوع العقائدي الأكبر خطورة يسير في دماء العراق، حزب هو بذات الاسم، عقائديون أكبر أثراً في سفك الدماء، حيث يرعون الأمر أكبر من مجرد حزب أصفر له الضاحية الجنوبية في لبنان؛ مسكن ومقر ومشيعون.
بين دجلة والفرات، حزب يسمى كتائب «حزب الله العراق»، له أكثر من 13 عاماً وهو في تشكيله الحالي، ليس بالهين عوضاً عن ميليشيات «الحشد الشعبي» التي أخذت كل الوهج الإعلامي كونها مرتبطة بنظام إيران، لكن «حزب الله العراق» وكتائبه تمر في أزقة السواد وبأخطر من دور ميداني تمارسه «الحشد الشعبي»، لأن العقائدية ونشرها أشد خطورة من ميدان يتقهقر فيه الأضعف، نظراً للضربات الآمنة التي يقودها الحلفاء أولو القوة من غرب الأرض لوقف تمدد النزيف، دائماً ما يكون مصنع الوباء يمر بحزب الله العراق.

قبل أشهر، كان الحزب تعرض لواحدة من أعنف الغارات على مواقعه، بعد هجوم صاروخي استهدف قاعدة التاجي في العراق، وقتل فيها جنديين أميركيين وبريطانياً، وجاء الرد خلال ساعات قليلة بفعل غارات أميركية - بريطانية مشتركة، ضد منشآت لميليشيات حزب الله العراقي في محافظتي بابل وواسط ومنطقة سورية محاذية للحدود العراقية.
نظرة سريعة على حزب الله العراق، من التاريخ، كان عماد مغنية (قتل في 2008 بغارة إسرائيلية في دمشق) الإرهابي اللبناني التابع لإيران، وحزب الله لبنان، كان أحد صنّاع هيكل هذا الحزب في العراق، حيث بدأ في العمل وفقاً لتوجيهات وأوامر نظام الملالي في تكوين حزب يشبه حزب الله اللبناني، وهو ما يبدو أن الأوامر جاءته في تجويد هذا الحزب ليكون بذراعين: عسكرية وعقائدية، ويبدو أن مغنية تجاوز أخطاء عديدة في تشكيل ووهج حزبه اللبناني، فصنع بهدوء هيكلة مختلفة للحزب، جعلت كل المساجد والحسينيات وقوداً يضخ فيها البذور التي يرغبها أولو العمائم.
ظهر الحزب بحضوره الأول بقوام تجاوز 4 آلاف شخص، منتمين بعضويات عدة داخله، وتنامى العدد حتى قبل تصنيف الولايات المتحدة له كـ«تنظيم إرهابي»، لكنه جعل دوره التسويقي للحشد والتنظيم أكبر من مجرد عسكرة، بل فكرة أكثر ارتباطاً في نشر آيديولوجيا عبر مواقع عدة، ومنها تفريخ عناصر في قطاعات مهمة داخل العراق؛ منها وزارة التعليم ووضع لبنات التعاون مع أحزاب دينية؛ منها «الحزب الإسلامي» الذي يتغذى بمنهج الإخوان المسلمين.
ربما ما يدور أن الحزب هو جزء في تكوين «الحشد الشعبي» لكن ذلك يمر بتقاطعات، حيث يشير عبد القادر ماهين، المتخصص في شؤون التنظيمات الإرهابية، إلى أن الحزب يظهر كونها جزءاً من تكوين الحشد، لكنه جزء يصنع الكعكة الميليشياوية ويشارك في تسميمها ويعمل على توزيعها في المناطق المجاورة.
يشير ماهين في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إلى أنه لا أمين عاماً للحزب أسوة بحزب الله اللبناني، حيث يظهر فيه حسن نصر الله، مبرراً ذلك أن الفرق بين تكوين الحزبين هو الحاجة والدور، حيث يتمركز في جنوب العراق بعتاد عسكري، له هدف في وضع حضور طاغٍ يحاول تفخيخ الحدود، لأن الهدف يرتبط مع إمبراطورية إيران الكبرى الممتدة، ولا يظهر له الأثر السياسي كممثلين له كما هو الحزب اللبناني ليكون أثره في تشكيل الحكومات والبرلمانات.

إذن ما الدور الذي يلعبه الحزب؟

الحزب كما يرى ماهين، أنه ذو دور عسكري في الأصل، لكن الترتيبات ما بعد 2009 جعلته أكثر قدرة في تكوين فريق احتياط عسكري ليس أكثر وفق الحاجة، يدعم التوجهات والسياسات الإيرانية، لكن ما أخل بتلك القاعدة مشاركته المباشرة في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأصبح أكثر من 4 أو 5 آلاف جندي مشاركين في السيطرة على مدن سورية تحت إمرة إيران في سوريا التي تتشكل من 4 فصائل مسلحة.
الحزب ليس عسكرياً فقط؛ كان ولا يزال صاحب دور في الترويج العقائدي، وتصوير الحضور الإيراني بشكل إيجابي مزعوم، إضافة إلى عمله الاقتصادي، حيث يدخل عناصره الكبرى في مفاصل مهمة في الاقتصاد العراقي، من شركات اتصالات وشركات نفطية، وأخرى ذات علاقة بقطاع الطيران، وإدارة المطارات والمنافذ، وبعض الأشخاص أبرزهم هادي العامري الذي كان صاحب صولات وجولات حين حمل حقيبة وزارة النقل العراقية في وقت سابق، وكان أبرز مهددي الاستمرار الكويتي في بناء ميناء مبارك الكبير، حيث هددت كتائب الحزب الشركات من الاستمرار بالعمل، وحينها ظهر العامري بأن ذلك المشروع «يغلق القناة الملاحية لموانئ العراق».
مرحلة مختلفة ظهرت، حين عاودت الآلة العسكرية الحزبية لكتائب حزب الله العراق، بالعمل من خلف الصفوف، حيث كانت أبرز مهددي السفارات وأكثر ملغمي مسارات الحلول السياسية، بل ومن رمى بقادة العراق اليوم في تحدي أن يرضخوا أمام شعب بدأ في كراهية الحضور الإيراني، وكان الحزب أبرز علامات استهداف المتظاهرين في العراق في كل البلاد، بغية كسر حدة السيوف الشعبية لتصبح مجرد مقبض دون رأس حربة كي يحافظ الحزب على الوجود الإيراني، خصوصاً أنه أبرز متلقٍ للأموال من نظام إيران وأكثرها غناءً.
الدور الاقتصادي لكتائب حزب الله العراق أصبح أكثر وضوحاً، حيث كان أكبر المنتفعين في عام 2015، من «الفدية القطرية» التي وصلت إلى أكثر من مليار دولار، مقابل إطلاق سراح قطريين كانوا يقضون وقتهم في الصيد جنوب العراق، ورغم أن الأنباء قالت إن الخاطفين لعدد من أبناء الأسرة الحاكمة القطرية ومعاونيهم الذي بلغ 28 شخصاً، كانوا من تنظيم «داعش»، لكن التقارير المسربة لاحقاً في بدايات 2016 حيث جرى تخليصهم وعودتهم إلى قطر، كانوا يتبعون لكتائب حزب الله العراق، وهو ما ينافي الرواية الرسمية القطرية التي تقول إنها دفعت المبلغ للحكومة العراقية.
الدور المستقبلي لن ينفك عن منهجية تتقاطع مع حزب الله اللبناني، حيث لدى الحزب اليوم الرؤى ذاتها، خصوصاً في اعتماد سياسة «افتعال الأزمات»، كي لا ينكسر الحضور الإيراني ونفوذه في المؤسسات الدينية وبعض السياسية، التي يجد فيها بعضاً من رجاله الذين يقبعون في سياسة تخفيف الضغط على النظام السياسي ومحاصصته التي تستفيد منها ميليشيات إيران في العراق، وما بعد مقتل قاسم سليماني، غربلة يعيشها الحزب الذي يجرب يوماً بعد آخر أسلوب التقدم خطوة بخطوة، مستفيداً من تكتيك الفأر في نشر طاعون على أرض هي الأهم لإيران.