أبرز مرشحي الرئاسة الجزائرية ينتقد «انحياز» التلفزيون العمومي لبوتفليقة

إمام في وزارة الشؤون الدينية يفتي بتحريم الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات

أبرز مرشحي الرئاسة الجزائرية ينتقد «انحياز» التلفزيون العمومي لبوتفليقة
TT

أبرز مرشحي الرئاسة الجزائرية ينتقد «انحياز» التلفزيون العمومي لبوتفليقة

أبرز مرشحي الرئاسة الجزائرية ينتقد «انحياز» التلفزيون العمومي لبوتفليقة

احتج أبرز منافسي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في انتخابات الرئاسة المرتقبة في 17 أبريل (نيسان) المقبل، على التعتيم والممارسات التمييزية للتلفزيون العمومي، وذلك في إشارة إلى التغاضي عن نقل التأييد الذي لقوه من شخصيات وأحزاب. في غضون ذلك، أصدر إمام مسجد، يحتضن احتفالات الحكومة بالمناسبات الدينية، فتوى بتحريم دعوة المعارضة إلى مقاطعة الاستحقاق.
وقال عبد القادر صلات، مدير الحملة الانتخابية لرئيس الحكومة السابق علي بن فليس، المرشح لخلافة بوتفليقة، أمس في بيان، إن «الرأي العام الوطني سجل الممارسات المنحازة للتلفزيون العمومي الذي تبنى، عن قصد وبشكل مفضوح، موقفا تمييزيا حيال المرشح الحر السيد علي بن فليس».
وأشار البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إلى «تغاضي معلقي التلفزيون العمومي، وبصفة إرادية، عن ذكر اسم المترشح ووصفه بلفظ (مرشح آخر) وهذا بمناسبة تغطية أشغال بعض الأحزاب السياسية، التي أعلنت مساندتها للمرشح الحر بن فليس».
ولم يذكر صلات، وهو وزير إصلاح السجون في حكومة بن فليس (2001 - 2003)، أسماء الأحزاب التي تدعم ترشح بن فليس ولكن المعروف أن الحزب الإسلامي «حركة الإصلاح الوطني»، أعلن الأسبوع الماضي انضمامه للفريق الذي يؤيد بن فليس الذي كان في انتخابات 1999 مديرا لحملة بوتفليقة الانتخابية.
واستفاد بن فليس من دعم وزراء سابقين أبرزهم حليم بن عطا الله وزير الجالية الجزائرية في الخارج سابقا، وعبد العزيز رحابي وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة سابقا، وعبد السلام علي راشدي وزير التعليم العالي سابقا، زيادة على بعض التنظيمات والجمعيات المستقلة عن الحكومة.
وتحدث البيان عن «خرق صارخ لأبسط أخلاقيات المهنة وقواعد الخدمة العمومية التي تلزم مؤسسة التلفزيون، وتضاف إليه التغطية المحتشمة التي خص بها المرشح الحر بن فليس أثناء إعلانه الترشح يوم 19 يناير (كانون الثاني) الماضي». يشار إلى أن تلفزيون الدولة، الذي تصفه المعارضة بـ«تلفزيون النظام»، وفر تغطية واسعة لإعلان ترشح بوتفليقة على لسان رئيس الوزراء عبد المالك سلال، السبت الماضي. وانتقدت المعارضة «ترشح بوتفليقة بالوكالة». ويعاني الرئيس منذ عشرة أشهر تبعات إصابة بجلطة في الدماغ أفقدته التحكم في بعض وظائفه الحسية.
وأوضح البيان أن «مثل هذا التعتيم من شأنه التشكيك في نية بعض وسائل الإعلام العمومية احترام حق المواطن في الإعلام واعتماد مبدأ الحياد وتجنب التحيز تحسبا للانتخابات الرئاسية المقبلة».
وزاد البيان: «إن المديرية الوطنية للحملة الانتخابية للمرشح الحر بن فليس، تدين بشدة هذه الممارسات وتشهد الرأي العام بشأن هذه التصرفات التي تشكل تهديدا لمصداقية ونزاهة الاستحقاق الرئاسي المقبل».
وفي سياق متصل بالانتخابات، أصدر الشيخ علي عية، مسؤول «الحلقة العلمية لتحفيظ القرآن والذكر بالمسجد الكبير بالعاصمة»، فتوى تحرم دعوة أحزاب معارضة مقاطعة مكاتب التصويت يوم الانتخاب.
وجاء في الفتوى: «أدعو شعبنا إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وهذا حفاظا على المصلحة العامة وعدم الانصياع لدعوات المقاطعة لأنها دعوات غير مسؤولة ومخالفة لشرعنا الحنيف، ولم تستند لأي فتوى أو قول شرعي. وإنني أفتي متحملا المسؤولية أمام الله ثم أمام التاريخ، أنه لا يجوز الدعوة للمقاطعة بل إنه من الواجب الوطني والشرعي على كل جزائري أن يستعد للانتخابات الرئاسية المقبلة، لأن هذا يجمع الشمل ويوحد الصف ويزيل الفرقة».
ودعا الحزبان الإسلاميان «حركة مجتمع السلم» و«حركة النهضة»، والحزب العلماني «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» أول من أمس، المترشحين إلى الانسحاب من السباق بحجة أن نتيجة الاستحقاق محسومة لمصلحة بوتفليقة.
وقال الشيخ عية في فتواه إنه يحرم «بيع وشراء الصوت الانتخابي، وأفتي بوجوب المشاركة في الانتخابات وهذا من باب تقليل الشر ودفع المفسدة الكبرى». يشار إلى أن عية كان قياديا في «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة، وهو حاليا إمام موظف بوزارة الشؤون الدينية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».