180 يومًا على بدء مهمة تحالف إعادة الشرعية في اليمن

ما بين «الحزم» و«الأمل».. انكسارات الحوثي تتزايد ومرحلة إعادة الإعمار تقترب

180 يومًا على بدء مهمة تحالف إعادة الشرعية في اليمن
TT

180 يومًا على بدء مهمة تحالف إعادة الشرعية في اليمن

180 يومًا على بدء مهمة تحالف إعادة الشرعية في اليمن

كانت مؤسسة الحكم السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في بداية أعمالها حيث لم تكمل سوى ما يقرب من ستين يوما، تخللتها تغييرات كبرى في أروقة الحكومة ومؤسساتها. وكانت الرؤى الإعلامية والتحليلية تعتبر أن الفترة الأولية تحتاج لأكثر من 100 يوم لمعرفة أوجه الخطوات التي تخطط لها القيادة.
لكن كل تلك الرؤى تغيرت؛ بعد أن بدأ الملك فترة حكمه بخطوات عميقة تمثلت بقيادة السعودية لتحالف من عشر دول، لإعادة الشرعية في اليمن، على أثر طلب مشروع من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وجهه إلى الملك سلمان والدول الخليجية، طالبا النجدة بوقف عدوان جماعة الحوثي، وهي رسالة لم يستغرق الرد عليها كثيرا، حيث تم إعداد العدة الخليجية بمساندة من خمس دول أخرى للمشاركة في تحالف يدعم الشرعية، ويوقف العدوان الحوثي على أراضي اليمن.
ولم تكن تلك الرسالة اليمنية إلى الأسرة الخليجية من فراغ قبل بدء عملية «عاصفة الحزم»، حيث جاءت بسبب العدوان الحوثي على داخل اليمن واحتلال مؤسسات الدولة، وفرض الإقامة الجبرية على الرئيس اليمني عبد ربه هادي في العاصمة صنعاء خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، قبل أن يفر إلى عدن، ومعه مارست عشرات السفارات أعمالها من عدن التي كانت عاصمة بديلة، بعد سيطرة الحوثي على صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.
وسبق تلك العاصفة إعلان جماعة الحوثي، بدعم من قبل الرئيس المخلوع شعبيا، علي عبد الله صالح، إصدار ما سموه «الإعلان الدستوري»، والذي تضمن تشكيل مجلس رئاسي مكون من خمسة أعضاء، وكذلك تفويض اللجان الثورية بإدارة شؤون الجمهورية، وحل مجلس النواب وتشكيل مجلس انتقالي مكون من أكثر من 500 عضو.
ذلك الأمر دعا السعودية والدول الخليجية إلى إصدار بيان لمجلس الأمن في منتصف فبراير، دعت فيه إلى إصدار قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يجيز استخدام القوة في اليمن، بعد سيطرة الحوثيين على السلطة في العاصمة اليمنية.
وحينها، في ذلك الشهر أيضا، حشدت الميليشيا الحوثية أفرادا ومعدات على الحدود مع السعودية، وتم إعلان تمرين عسكري على الحدود، في استفزاز متجدد على وقع محاولات سابقة للتسلل إلى السعودية في عام 2009، قبل أن توقع بها القوات المسلحة السعودية خسائر كبرى في معركة الأشهر الخمسة.
بدأت الحملة الجوية في ساعة متأخرة من ليل 25 مارس (آذار) من قبل قوات التحالف، ودخلت راية عملية «عاصفة الحزم» إلى الواجهة بضرب مفاصل القوة التي تمتلكها الميليشيا بعد أشهر من تنامي الإمداد الإيراني للحوثيين، محدثة انكسارات عدة في صفوفهم وسلاحهم، وقواعد صواريخهم الباليستية، وإعلان قوات التحالف السيطرة على أجواء اليمن بعد ساعتين من بدء العملية القوية.
في ضوء ذلك، إضافة إلى الحرب العسكرية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين وموالي علي عبد الله صالح، كانت مهمة دبلوماسية تقودها غالبية الدول العربية على المتن الدبلوماسي ذات وهج آخر، وتمخضت عن موافقة مجلس الأمن الدولي على المشروع العربي المقدم، وإصدار القرار 2216، وهو ما يعد غطاء قانونيا أمام المجتمع الدولي. وأيّد المجلس جهود دول الخليج، ودعم الرئيس اليمني هادي. وتنص أهم بنود القرار على سحب الحوثي قواته من جميع المناطق التي سيطرت عليها، والكف عن أعمال تعتبر من الصلاحيات الحصرية للحكومة اليمنية الشرعية، إضافة إلى الامتناع عن أي استفزازات أو تهديدات للدول المجاورة، بما في ذلك الاستيلاء على صواريخ أرض - أرض ومخازن أسلحة تقع في مناطق محاذية للحدود أو داخل أراض دولة مجاورة.
توالت الضربات الجوية، مع تحرك للمقاومة اليمنية على الأرض في عدد من المدن، خاصة في عدن حتى غدت مهيأة للحكومة اليمنية، وبدأت ممارسة أعمالها فيها برئاسة نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح، واستمرت القوة الجوية في دك المعاقل الحوثية، وإزالة معظم مناطق التهديدات التي كانت تحاول معها الميليشيا توجيهها إلى السعودية، وبعد أكثر من أربعين يوما على بدء «عاصفة الحزم» بدأت المهمة التالية من خطة دعم الشرعية بـ«إعادة الأمل»، بعدما أصبح ميزان القوة غالبا مع بدء حملات الإغاثة وفتح باب المساعدات الإنسانية المباشرة.
وقال الأكاديمي اليمني الدكتور عبد الرزاق الشوكاني، خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إنه وبعد عام من احتلال الحوثي للعاصمة صنعاء كانت الأمور تتجه إلى احتلال إيراني للجمهورية، لكن الكرامة العربية وفق وصفه انتصرت لها السعودية بقيادة الملك سلمان، وأعادت الاعتبار إلى وحدة اليمن، وقامت بنصرة الشعب اليمني بكل أطيافه الراغب في تحرير مؤسساته من العدوان الحوثي.
وأضاف الشوكاني أنه وبعد تصريحات زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي أول من أمس يمكن فهم حالة الارتباك والخذلان في صفوف قواته، حين عرض قبوله لاستئناف الحوار الذي لم يبدأ، وأن خطابه يوحي بالكثير من الخذلان من مواقف الدول التي تدعمه وعلى رأسها إيران. وعن تزامن التصريحات مع قرب تحرير صنعاء قال الشوكاني إن ذلك أحد أهدافه كنوع من الدعم المعنوي لصفوفه المتفككة، متوقعا أن يلجأ الحوثي إلى محاولة إشعال الفتنة الطائفية على غرار «حزب الله» في لبنان.
ورأى الشوكاني أن موقف السعودية أعطى مؤشرات كثيرة لزعامات الدول في المجتمع الدولي، بعد تخاذل الأمم المتحدة وعدم جدية تعاطيها في الشأن اليمني من قبل مبعوثها السابق جمال بنعمر، منتقدا إياه لتركيزه على الأرض، بجانب أن نفوذ علي عبد الله صالح في بعض ألوية الجيش اليمني مهد له القوة لفتح التحالفات، إضافة إلى تمهيد «اتفاق السلم والشراكة» الذي صاغه الحوثيون وأُرغم المشاركون في الحوار على التوقيع عليه.
ورأى الدكتور وفيق عيد، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة اللبنانية، أن الدول العظمى كانت ذات نهج بعيد عن التعامل الفعلي بشأن تلك الأزمة، وأن التطور الفعلي بدأ قبل عام مع احتلال صنعاء، لأن ذلك وفق حديثه مهدد للأمن القومي الخليجي والعربي، حيث يهدد الأمن السعودي، ويحاول السيطرة على مضيق باب المندب وامتداده حتى قناة السويس، واللذين تمر على امتدادهما التجارة الدولية، وهو ما يفسر أيضا بعض التفاصيل بشأن نجاح السعودية في ضم تحالف سريع والحصول على دعم دولي له.
وعن إمكانية وصول ونجاح وسطاء لعودة الحوار في اليمن، قال عيد إنه «لا يمكن الثقة بأي مفاوض، في ظل تمسك الحوثيين بخيار الحرب»، وإن ذلك الخيار هو أحد الخيارات التي تجعل خسائرهم قريبة دون انخراطهم في العمل الحقيقي المؤسساتي إن كانوا فعلا حريصين على وجودهم ضمن مكوناته. ورأى أن ذلك سيكلفهم سياسيا واجتماعيا خسائر كبرى لم يتوقعوا أن يحصدوها. وأضاف في ختام حديثه أن «التحالف العربي في اليمن شكل أساسا لتحالف راسخ بين الدول العربية واستعادة بعض القوة التي هزت أركان كثير من دوله، وأعطى تأكيدا على نجاح العمل العربي إذا ما ترافق مع رؤية استراتيجية شاملة».
ومن صفحة أخرى طوال الستة أشهر التي تتابع بالقوة العسكرية، احتضنت العاصمة السعودية الرياض خلال 17 و18 مايو (أيار) الماضي مؤتمرا للحوار اليمني تحت شعار «إنقاذ اليمن وبناء الدول الاتحادية»، بمشاركة أكثر من 300 شخصية يمنية من مختلف القوى والأحزاب، خلص إلى إعلان «وثيقة الرياض» برفض الانقلاب الحوثي، والعمل على استعادة الأسلحة المنهوبة، وبسط سلطة الدولة على كل الأراضي اليمنية، واستئناف العملية السياسية وبناء الدولة الاتحادية وفق بنود المبادرة الخليجية، والعمل على تجنب اليمن أن يكون مقرا لجماعات العنف أو يشكل تهديدا لدول الجوار.
كذلك إنقاذ اليمن عبر «دعم وتنظيم المقاومة الرسمية والشعبية تحت القيادة الشرعية في كل المناطق التي توجد فيها ميليشيات الانقلاب والتمرد»، والإسراع بإعادة المهجرين وتصحيح أوضاعهم و«تعويض المتضررين من جرائم الميليشيات في عموم مناطق اليمن وبالأخص محافظة صعدة وحرف سفيان تعويضا عادلا، والتعجيل بعودة الأمور في محافظة صعدة إلى ما كانت عليه قبل حرب 2004». فيما اتجهت قيادة التحالف لتعليق العمل العسكري أكثر من ثلاث مرات تلبية للهدنة الإنسانية، في ظل عدم التزام من قبل الميليشيا الحوثية. تضاف إلى ذلك مبادرات السعودية والإمارات وقطر والسودان في منبع الدعم الإنساني والإغاثي للشعب اليمني، عبر حملات وقوافل إغاثة بحرا وجوا وبرا.
ومع إعلان المؤشرات العسكرية تحقيق أهداف عدة على الأرض نحو تحقيق هدف قوات التحالف، تظهر بوادر الأمل مع تقدم القوات المشتركة في التحالف نحو تحرير صنعاء بعد نصر مأرب، وتفكك شعرة الربط بين الحوثي وصالح، واقتراب نهوض مشروع «سلمان التطويري لليمن» الذي أعلنه وزير الخارجية اليمني رياض ياسين وتدرسه الحكومة اليمنية مع دول الخليج.



السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)