كبير أساقفة كانتربري يقدم منزلاً للاجئين في مقر إقامته بلندن

بابا الفاتيكان يبدي تأثره بعد لقائه عائلة سورية

كبير أساقفة كانتربري
كبير أساقفة كانتربري
TT

كبير أساقفة كانتربري يقدم منزلاً للاجئين في مقر إقامته بلندن

كبير أساقفة كانتربري
كبير أساقفة كانتربري

وصف بابا الفاتكان فرنسيس تأثره بعد لقائه بعائلة من اللاجئين السوريين وفرت لها أبرشية في الفاتيكان ملجأ، قائلا إن الألم واضح على وجوههم. وقال للصحافيين، على متن الطائرة التي أقلته من روما إلى هافانا لبدء زيارة تستمر تسعة أيام لكوبا والولايات المتحدة، إن: «هناك لاجئين يفرون في هذه الموجة من الهجرة بعيدا عن الحروب.. إنهم يفرون من الموت ويسعون إلى الحياة».
وأضاف البابا أنه تأثر لدى مغادرته الفاتيكان للمطار، صباح أمس، عندما قامت بتحيته عائلة سورية تستضيفها إحدى الأبرشيات في الفاتيكان، وقال: «كان بوسعك رؤية الألم على وجوههم».
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، ناشد البابا جميع الأبرشيات والمجمعات الدينية في أوروبا استضافة عائلة من اللاجئين. وطلب البابا من الأبرشيتين الموجودتين داخل الفاتيكان إعطاء قدوة واستضافة إحدى العائلات، مشددا: «أعتقد أن العالم اليوم متعطش للسلام».
من جانبه، عرض كبير أساقفة كانتربري استضافة عائلة أو اثنتين من اللاجئين في منزل ضمن قصر «لامبيث بالاس»، مقره الرسمي في لندن. وقالت المتحدثة باسم كبير أساقفة كانتربري إنه «كمسيحي على رأس كنيسة إنجلترا» لديه «شعور قوي حيال ذلك الأمر»، مضيفة أن المبنى يمكن أن يؤوي «أسرة أو اثنتين».
وقال مكتب كبير أساقفة الكنيسة الأنجليكانية، جاستن ويلبي، إن رئيس الأساقفة بدأ التفكير بهذه الخطوة «منذ فترة».
من جانبها، ذكرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أن قيمة الإيجار سيتم تسديدها من صندوق مساعدات ضمن مسؤوليات ويلبي نفسه.
وكان ويلبي قد انتقد مؤخرا عرض رئيس الوزراء ديفيد كاميرون باستضافة 20 ألف لاجئ سوري في السنوات الخمس المقبلة، ووصف ذلك «بالاستجابة الضعيفة جدا».
ويقيم رئيس الأساقفة مع أسرته في الطابق العلوي للقصر. وفتح هذا الشهر باقي أجزاء المبنى أمام جمعية من الشبان المسيحيين من كل أنحاء العالم.
ويقع قصر «لامبيث»، الذي يعود إلى القرن الخامس عشر، على الضفة الجنوبية لنهر التيمس مقابل مبنى البرلمان.



ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
TT

ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)

دعا الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي إلى توحيد قوى اليمين العالمية في منظمة جامعة لـ«محاربة اليسار والاشتراكية، تكون مثل الكتائب الرومانية قادرة على دحر جيوش أكبر منها».

جاء ذلك في الخطاب الناري الذي ألقاه، مساء السبت، في روما، حيث لبّى دعوة رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني، ليكون ضيف الشرف في حفل اختتام أعمال المهرجان السياسي السنوي لشبيبة حزب «إخوان إيطاليا»، الذي تأسس على ركام الحزب الفاشي. وقدّمت ميلوني ضيفها الذي يفاخر بصداقته لإسرائيل والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بوصفه «قائد ثورة ثقافية في دولة صديقة، يعرف أن العمل هو الدواء الوحيد ضد الفقر».

«مسؤولية تاريخية»

ميلوني لدى استقبالها ميلي في قصر شيغي بروما الجمعة (إ.ب.أ)

قال ميلي إن القوى والأحزاب اليمينية في العالم يجب أن تكون في مستوى «المسؤولية التاريخية» الملقاة على عاتقها، وإن السبيل الأفضل لذلك هي الوحدة وفتح قنوات التعاون على أوسع نطاق، «لأن الأشرار المنظمين لا يمكن دحرهم إلا بوحدة الأخيار التي يعجز الاشتراكيون عن اختراقها». وحذّر ميلي من أن القوى اليمينية والليبرالية دفعت ثمناً باهظاً بسبب تشتتها وعجزها أو رفضها مواجهة اليسار متّحداً، وأن ذلك كلّف بلاده عقوداً طويلة من المهانة، «لأن اليسار يُفضّل أن يحكم في الجحيم على أن يخدم في الجنة».

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الأرجنتين خافيير ميلي في مارالاغو 14 نوفمبر (أ.ف.ب)

ليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها ميلي مثل هذه الفكرة، التي سبق وكررها أكثر من مرة في حملته الانتخابية، وفي خطاب القَسَم عندما تسلّم مهامه في مثل هذه الأيام من العام الماضي. لكنها تحمل رمزية خاصة في المدينة التي شهدت ولادة الحركة الفاشية العالمية على يد بنيتو موسوليني في عشرينات القرن الماضي، وفي ضيافة أول رئيسة يمينية متطرفة لدولة مؤسسة للاتحاد الأوروبي تحاول منذ وصولها إلى السلطة عام 2022 الظهور بحلة من الاعتدال أمام شركائها الأوروبيين.

جدل الجنسية الإيطالية

قال ميلي: «أكثر من شعوري بأني بين أصدقاء، أشعر أني بين أهلي» عندما أعلنت ميلوني منحه الجنسية الإيطالية، لأن أجداده هاجروا من الجنوب الإيطالي مطلع القرن الفائت، على غرار مئات الألوف من الإيطاليين. وأثار قرار منح الجنسية للرئيس الأرجنتيني انتقادات شديدة من المعارضة الإيطالية التي تطالب منذ سنوات بتسهيل منح الجنسية للأطفال الذين يولدون في إيطاليا من أبوين مهاجرين، الأمر الذي تُصرّ ميلوني وحلفاؤها في الحكومة على رفضه بذريعة محاربة ما وصفه أحد الوزراء في حكومتها بأنه «تلوّث عرقي».

ميلوني قدّمت الجنسية الإيطالية لميلي (رويترز)

وكان ميلي قد أجرى محادثات مع ميلوني تناولت تعزيز التعاون التجاري والقضائي بين البلدين لمكافحة الجريمة المنظمة، وتنسيق الجهود لمواجهة «العدو اليساري المشترك»، حسب قول الرئيس الأرجنتيني الذي دعا إلى «عدم إفساح أي مجال أمام هذا العدو، لأننا أفضل منهم في كل شيء، وهم الخاسرون ضدنا دائماً».

وانتقدت المعارضة الإيطالية بشدة قرار التلفزيون الرسمي الإيطالي بثّ خطاب ميلي مباشرةً عبر قناته الإخبارية، ثم إعادة بث مقتطفات منه كان قد دعا فيها إلى «عدم اللجوء إلى الأفكار لاستقطاب أصوات الناخبين» أو إلى عدم إقامة تحالفات سياسية مع أحزاب لا تؤمن بنفس العقيدة، «لأن الماء والزيت لا يمتزجان»، وشنّ هجوماً قاسياً على القوى السياسية التقليدية التي قال إنها «لم تأتِ إلا بالخراب». وأنهى ميلي كلمته، إلى جانب ميلوني وسط هتافات مدوية، مستحضراً شعار الدفاع عن «حرية وحضارة الغرب» الذي أقام عليه موسوليني مشروعه الفاشي لاستعادة عظمة الإمبراطورية الرومانية.