باتت سوق الأسهم السعودية أمام مرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي أمام دول العالم أجمع، يأتي ذلك بعد أن وضع مؤشر «فوتسي» البريطاني مؤشر السوق ضمن دائرة اهتماماته، مما يعني أن مؤشر سوق الأسهم في المملكة قد يصبح خلال العام المقبل على رأس قائمة مؤشرات الأسواق الناشئة في المؤشرات العالمية.
ويعتبر مؤشر «فوتسي» اللندني، خطوة أولى نحو ترقية سوق الأسهم السعودية إلى مصاف المؤشرات العالمية، حيث من المتوقع أن تكون الخطوة التالية عبر إضافة مؤشر السوق ضمن مؤشرات «مورغان ستانلي» بشكل كامل، بعد أن أطلق مؤشرين جديدين لقياس أداء الشركات بسوق الأسهم السعودي، حيث يضم المؤشر الأول 19 شركة قيادية في السوق فيما يضم المؤشر الثاني 39 شركة ذات رأسمال صغير.
ومن المتوقع أن تكون سوق الأسهم السعودية خلال السنوات الثلاث المقبلة محط أنظار المؤسسات المالية الأجنبية، والمستثمرين الأفراد الأجانب، وخصوصًا أن الشركات المدرجة في سوق الأسهم المحلية تمثل جزءًا مهمًا من القطاعات الحيوية في البلاد، والتي تجني فوائد كبيرة من معدلات الإنفاق الحكومي المتزايدة. وفي هذا الصدد، أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تعاملات الأسبوع على تراجع بنحو 248 نقطة، بنسبة انخفاض بلغت 3.2 في المائة، ليغلق بذلك عند مستويات 7470 نقطة، فيما أنهت أغلبية الأسهم تداولاتها الأسبوعية على انخفاض، حيث تراجعت أسعار أسهم 144 شركة، في حين ارتفعت أسعار أسهم 22 شركة.
وأنهت جميع قطاعات سوق الأسهم السعودية تعاملات الأسبوع على انخفاض مقارنة بالأسبوع الذي سبقه، باستثناء قطاعي «الاتصالات» و«التأمين»، واللذين سجلا نسبة ارتفاع قدرها 1.4 في المائة، و0.7 في المائة على التوالي، فيما تصدر قطاع «النقل» القطاعات المتراجعة بنسبة 7.7 في المائة، تلاه قطاع «الفنادق والسياحة» بنسبة 5.3 في المائة.
وفي الشأن ذاته، سجلت قيم التداولات الأسبوع الأخير انخفاضًا بنحو 12 في المائة، حيث بلغت قيمتها الإجمالية نحو 24.3 مليار ريال (6.4 مليار دولار)، مقارنة بنحو 27.63 مليار ريال (7.3 مليار دولار) خلال الأسبوع الذي يسبقه، وسط تداولات حذرة شهدتها تعاملات السوق قبيل التوقف لإجازة عيد الأضحى المبارك (الاثنين المقبل آخر أيام التعاملات قبيل إجازة العيد).
وتعليقًا على خطوة اهتمام مؤشرات الأسواق العالمية بالسوق السعودية، أكد الدكتور خالد اليحيى الخبير الاقتصادي والمالي لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن سوق الأسهم السعودية من حيث القيمة السوقية والبالغة 1.65 مليار ريال (440 مليار دولار)، تعتبر ثقلاً مهمًا على مستوى أسواق المال في منطقة الشرق الأوسط.
وقال الدكتور اليحيى في الشأن ذاته: «القائمون على مؤشر فوتسي يعلمون جيدًا حجم الانفتاح الاقتصادي الذي تنتهجه المملكة، كما أن مؤشر مورغان ستانلي بدأ بإضافة بعض الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية، إلا أنني أتوقع أن يعمل على إضافة مؤشر سوق الأسهم السعودية كاملاً ضمن دائرة الأسواق الناشئة، بعد خطوة مؤشر فوتسي الأخيرة».
وتأتي هذه التطورات في وقت قررت فيه السعودية سماح للمؤسسات المالية الأجنبية بالاستثمار المباشر في سوق الأسهم المحلية، الأمر الذي دفع مؤشر FTSE، ومقره لندن، إلى وضع مؤشر الأسهم السعودية على قائمة المراقبة من أجل النظر في ترقيته إلى مرتبة الأسواق الناشئة الثانوية، في خطوة جديدة من شأنها رفع معدلات جاذبية السوق خلال المرحلة المقبلة.
وقالت شركة السوق المالية السعودية (تداول) الثلاثاء الماضي، إن مؤشر FTSE، ومقره لندن، أعلن في تقريره للمراجعة السنوية لتصنيف أسواق الأسهم الدولية أنه سيتم وضع سوق الأسهم السعودية على قائمة المراقبة للمؤشر من أجل النظر في ترقيته إلى مرتبة الأسواق الناشئة الثانوية، يأتي ذلك بعد فتح السوق أمام المؤسسات الاستثمارية الدولية أو ما يسمى «المستثمرين الأجانب» المؤهلين تحديدًا.
وأوضحت شركة السوق المالية السعودية (تداول)، أنه بهدف ضمان الموضوعية، تتم مساندة العملية من خلال اللجان الاستشارية الخارجية لمؤشر FTSE، بما في ذلك لجنة التصنيف الدولي، التي تستقطب في عضويتها خبراء في التداول، والحفظ وإدارة الاستثمار، ومجموعةFTSE Russell Policy Group التي تمثل وجهات نظر كبريات الشركات العالمية الاستثمارية.
وأضافت «تداول»: «إنه بناء على توصية اللجنة الاستشارية لتصنيف المؤشرات الدولية وFTSE Russell Policy Group في ما يتعلق بالمرتبة الحالية لسوق الأسهم السعودية، فقد اعتمد مجلس الحوكمة لدى FTSE Russell وضع السوق السعودية في قائمة المراقبة للمؤشر بغية النظر في إمكانية ترقية السوق إلى مرتبة الأسواق الناشئة الثانوية»، فيما سيتم اتخاذ قرار بشأن ترقية السوق السعودية إلى تلك المرتبة في إطار المراجعة السنوية لمؤشر فوتسي في شهر سبتمبر (أيلول) 2016.
وتعليقًا على هذه الخطوة قال عادل الغامدي المدير التنفيذي لشركة السوق المالية السعودية (تداول): «بالتأكيد تعتبر هذه الخطوة مؤشرًا إيجابيًا ودافعًا لنا في الوقت نفسه على أن الإجراءات والخطوات التي اتخذتها السوق المالية السعودية مؤخرًا لاقت استحسان وقبول خبراء ورواد أسواق المال والمتعاملين الدوليين، كما نرجو أن تكون هذه الخطوة إحدى الخطوات التي سيتبعها كثير من التطورات للسوق خلال العام المقبل».
الأسهم السعودية تقتحم المؤشرات العالمية.. البداية من «فوتسي» والتالي «مورغان ستانلي»
القيمة السوقية للأسهم المحلية يبلغ حجمها نحو 440 مليار دولار
الأسهم السعودية تقتحم المؤشرات العالمية.. البداية من «فوتسي» والتالي «مورغان ستانلي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة