وقف فنانون سودانيون أمام قاعة بالخرطوم بمناسبة انعقاد ندوة «سلام السودان.. كيف نجعل السلام يدوم؟»، التي ينظمها «معهد أبحاث السلام بجامعة الخرطوم» أعرق الجامعات السودانية، ليعلنوا عن وضع مواهبهم وفنونهم في خدمة وصناعة واستدامة السلام في السودان البلد الذي أنهكته الحرب وأورثته التأخر والفقر والفاقة، وليدقوا طبول السلام، ويعزفوا إيقاعاته، مكان طبول الحرب وصخب الدانات والمدافع.
مثل «نقر الأصابع لما ترتاح للموسيقى»، تسرب اللحن محاولا استلهام مهرجان «نحن العالم»، وما فعله المغني الآيرلندي «بوب جيلدوف» حين استخدم الموسيقى للفت الأنظار إلى الجوع الذي كان يحاصر أفريقيا، واستلهام المغني الراحل «مايكل جاكسون» والمجموعة التي قدمت للعالم رائعة «We are the World»، وتوجيه أنظار السودانيين إلى المأساة الكامنة في قلب البلاد منذ أكثر من ربع قرن، وتوظيف الإبداع في وقفها واستدامة السلام.
اللحن الذي انطلق في «قاعة الشارقة»، الاثنين الماضي، سيتواصل في طابور يبدأ بحفل بإحدى أكبر ساحات العاصمة الخرطوم «الساحة» الخضراء، ويقف عليه أيضا التشكيل والغناء والموسيقى والشعر والمسرح.
منظمو الحفل في معهد أبحاث السلام يحاولون مد الطابور ليصل إلى «كاودا في جبال النوبة، وقمة جبل مرة، وأحراش أبيي، وغابات النيل الأزرق»، ليتيح فرصة لمحاربي الغوريلا للوقوف فيه، ليرقصوا على إيقاعات السلام، بدل الرقص على إرزام الدانات والراجمات التي أهلكت الأنفس والثمرات طويلا.
يقول مدير معهد أبحاث السلام د.محمد محجوب هارون، لـ«الشرق الأوسط»، إن معهده يدرك وظيفة الفن كرافعة لنقد فكرة الحرب والدعوة للسلام، لذلك أعد برنامجا أكاديميا باسم «الفن من أجل السلام»، لخلق شراكة مع قطاعات الفنون من «تشكيل، غناء، دراما، موسيقى، سينما، الآداب، الشعر»، لتعزيز الرأي العام باتجاه صناعة السلام.
ويضيف هارون: «نفذنا اليوم وقفة فنانين سودانيين ضد الحرب مع السلام»، ونعد لحفل غنائي مساء الخميس المقبل تحت لافتة (لنغن للسلام) بالساحة الخضراء، لنرفع أصواتنا بصرخة قوية لمناهضة الحرب ونشر السلام»، ويستطرد: «هنا نحن نستلهم الحفل الكبير الذي أقامته جماعة (We are the World) أو (نحن العالم) في حفلها الشهير باستاد ويمبلي بقيادة المغني بوب جيلدوف وزملائه، آملين أن يكسب البرنامج دعما مستداما لعملية صنع السلام في السودان».
ويوضح هارون أن البرنامج يتضمن خطة لنقل الفعاليات الفنية للمناطق التي تشهد الحروبات، وأن الخطوة الثانية منه تحتوي على خطط لنقل «الحركة الفنية» إلى مناطق النزاعات، وتقديم عروض غناء، ومسرحيات، ومعارض فن تشكيلي، وحركة شعرية. ويقول: «نستهدف بشكل خاص المتأثرين مباشرة بالحرب، رغم أن نظريتنا تقول إن الحرب لا تستثني أحدا بآثارها السالبة».
فنانون سودانيون يقفون في طابور «الفن من أجل السلام»
دقوا طبول السلام ورقصوا على إيقاعاته
فنانون سودانيون يقفون في طابور «الفن من أجل السلام»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة