رئيس «التجمع» المغربي يدعو إلى تجاوز الحسابات الضيقة بشأن التحالف مع المعارضة

مجلس حقوق الإنسان يقر بنزاهة الانتخابات البلدية والجهوية

صلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للأحرار ووزير الخارجية خلال مؤتمر صحافي (تصوير: مصطفى حبيس)
صلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للأحرار ووزير الخارجية خلال مؤتمر صحافي (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

رئيس «التجمع» المغربي يدعو إلى تجاوز الحسابات الضيقة بشأن التحالف مع المعارضة

صلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للأحرار ووزير الخارجية خلال مؤتمر صحافي (تصوير: مصطفى حبيس)
صلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للأحرار ووزير الخارجية خلال مؤتمر صحافي (تصوير: مصطفى حبيس)

بدأت الأحزاب السياسية المغربية سباقا محموما من أجل الظفر برئاسة الجهات والبلديات، ودعت أحزاب الأغلبية الأربعة مستشاريها إلى إعطاء الأولوية في انتخاب رؤساء ومكاتب مجالس البلديات والمقاطعات والأقاليم والجهات إلى مكونات التحالف الحكومي، إلا أن الالتزام بذلك يظل صعبا.
في هذا السياق، قال صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وزير خارجية المغرب، إن حزبه «سيكون وفيا لميثاق الأغلبية الحكومية، وسيعقد تحالفاته في إطارها»، بيد أنه لفت إلى أن «علاقاته جيدة مع جميع الفاعلين السياسيين، وأن التزامه سياسيا مع الأغلبية لا يعني الصدام مع باقي المكونات السياسية». وأبرز المسؤول المغربي في لقاء صحافي عقده مساء أول من أمس بمقر الحزب في الرباط أن تجربة الجهوية الموسعة (الحكم اللامركزي) «تقتضي التفكير بطريقة مختلفة، ومن دون إقصاء، وتجاوز الحسابات السياسية الضيقة». وقال مزوار إن النتائج التي حصل عليها حزبه في الانتخابات الجهوية والبلدية «مشرفة جدا» وعرفت تحسنا ملموسا مقارنة بانتخابات 2009، وعدها «مؤشرا قويا على أن الحزب يحظى بجاذبية وثقة أكبر من طرف المغاربة». وحصل «التجمع الوطني للأحرار» على المرتبة الرابعة في الانتخابات الجماعية والجهوية بـ4408 مقاعد (99.‏13 في المائة) و90 مقعدا (27.‏13 في المائة) على التوالي.
في غضون ذلك، فشل اجتماع قادة تحالف الغالبية الحكومية الذي يضم عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، وصلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للأحرار ووزير الخارجية، ومحند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية ووزير الشباب والرياضة، ونبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير الإسكان وسياسة المدينة، عقد صباح أمس الاثنين بإقامة ابن كيران بالرباط، في التوصل إلى اتفاق مشترك يرسم خريطة توزيع رئاسات مكاتب المدن الكبرى والجهات الأربع التي حصلت عليها أحزاب الائتلاف الحكومي.
وكشف مصدر عليم رفض الكشف عن هويته لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع الذي تجاوز ثلاث ساعات لم ينجح في الخروج بموقف مشترك، حيث اتفق رؤساء الأحزاب على عقد جولة ثانية من المرجح أنها تمت مساء أمس لاستكمال المفاوضات والتوصل إلى حل يرضي جميع أطراف التحالف.
وذكرت المصادر أن الخلاف حول الحصول على عمدية بعض المدن الكبرى ورئاسة بعض الجهات ما زال مستمرا، خصوصا بين الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس التجمع الوطني للأحرار والأمين العام لحزب الحركة الشعبية، وتتصدر رئاسة مدينة تطوان (شمال) التي اكتسحها حزب العدالة والتنمية قائمة المواضيع الخلافية بين الغالبية، خصوصا أن رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب المنتمي للتجمع الوطني للأحرار يرغب في رئاستها رغم توفره على أقلية.
وما زال الخلاف سيد الموقف بشأن رئاسة جهة فاس - مكناس التي استحوذ على مدنها الكبرى حزب العدالة والتنمية بينما يرغب الأمين العام للحركة الشعبية الحصول على رئاستها. وحصلت أحزاب التحالف الحكومي مجتمعة بمجلس جهة فاس - مكناس على 48 مقعدا من بينها 22 مقعدا لحزب العدالة والتنمية، مقابل 31 مقعدا لأحزاب المعارضة، مما يعني أن أحزاب الأغلبية حسمت رئاسة الجهة لصالحها.
من جهة أخرى، وحسب مصادر من حزب الحركة الشعبية أصبحت الطريق معبدة أمام حليمة العسالي التي تعرف بأنها المرأة القوية في الحزب لرئاسة جهة خنيفرة - بني ملال، بعد حصولها على أكبر عدد من المقاعد. ويتخوف ابن كيران من أن يؤدي الاحتكام إلى نتائج اقتراع الجمعة في حسم مسألة الرئاسات وتشكيل المكاتب إلى احتمال تصدع التحالف حكومي خلال السنة الأخيرة من الولاية الحكومية، خصوصا أن مزوار لمح أول من أمس إلى إمكانية تحالف حزبه مع أحزاب المعارضة في بعض الدوائر والمدن والمحافظات، معللا ذلك بكون تجربة الجهوية الموسعة التي يستعد المغرب لدخولها تقتضي التفكير بطريقة مختلفة، ومن دون إقصاء.
نفس المنحى عبر عنه الطالبي العلمي حينما طالب بتجاوز منطق الأغلبية والمعارضة على مستوى الجهات لإنجاح تجربة الجهوية الموسعة، موضحا أن حزبه سيحترم تعاقده مع الأغلبية، لكن من دون أن يعني ذلك الاصطفاف مع جهة ضد أخرى.
في سياق متصل، أقر المجلس المغربي لحقوق الإنسان بسلامة ونزاهة الاقتراع الخاص بانتخابات مجالس الجهات والبلديات، الذي جرى الجمعة الماضي، مشيرا إلى أن ما لوحظ من خروقات لا يمس بشفافية ونزاهة العملية الانتخابية.
وقال إدريس اليزمي رئيس المجلس في لقاء صحافي عقده مساء أول من أمس بحضور عدد من المراقبين الدوليين إن الانتخابات «جرت في جو منح الضمانات الأساسية للحرية والنزاهة والشفافية»، ولفت إلى أن الخروقات التي جرت ملاحظتها «لا تمس جوهريا بسلامة ونزاهة الاقتراع».
ومن أبرز الملاحظات التي كشف عنها المجلس في تقريره الأولي، التنامي المقلق للعنف اللفظي بكل أشكاله، أي السب والقذف، والتمييز بسبب الجنس واللون، والانتماء الاجتماعي أو الجهوي أو الاعتقاد، خلال مراحل الانتخابات.
وفي المقابل، سجل المراقبون تراجعا عاما للعنف الجسدي، إذ ضبطت 194 حالة عنف بالنسبة للانتخابات الجماعية (البلدية) من قبل المراقبين، أي بنسبة 30 في المائة، و29.5 في المائة بالنسبة للانتخابات الجهوية. كما رصد المجلس استغلالا للأطفال في الحملات الانتخابية.
ونوه المجلس بالتعديلات التي أدخلت على القوانين الانتخابية لدعم تمثيل النساء بمجالس الجهات والبلديات، ودعا الأحزاب السياسية إلى تشجيع ترشيحات النساء المنتخبات لرئاسة هذه المجالس. وكانت وزارة الداخلية قد كشفت أن النساء في الانتخابات الجماعية (البلدية) حصلن على 6673 مقعدا، أي ما يعادل ضعف العدد المسجل خلال انتخابات 2009.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.