توقيف وزير مصري بعد دقائق من قبول استقالته بناء على توجيهات السيسي

مصادر مسؤولة لـ {الشرق الأوسط} : هلال سيعرض على النيابة المختصة في إطار تحقيقات بقضية فساد

وزير الزراعة المصري المستقيل الدكتور صلاح هلال قبل إلقاء القبض عليه أمس (أ.ف.ب)
وزير الزراعة المصري المستقيل الدكتور صلاح هلال قبل إلقاء القبض عليه أمس (أ.ف.ب)
TT

توقيف وزير مصري بعد دقائق من قبول استقالته بناء على توجيهات السيسي

وزير الزراعة المصري المستقيل الدكتور صلاح هلال قبل إلقاء القبض عليه أمس (أ.ف.ب)
وزير الزراعة المصري المستقيل الدكتور صلاح هلال قبل إلقاء القبض عليه أمس (أ.ف.ب)

أوقفت أجهزة الأمن المصرية أمس وزير الزراعة المصري الدكتور صلاح هلال، وذلك بعد دقائق من تقدمه باستقالته وقبولها من رئيس الحكومة إبراهيم محلب، والتي أكدت جهات رسمية أنها جاءت وفقا لـ«توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي». وقالت مصادر مسؤولة إن الوزير «سيعرض على النيابة المختصة في إطار تحقيقات في قضية فساد».
وتأتي واقعة توقيف وزير مصري بعد «دفعه إلى الاستقالة» كحدث هو الأول من نوعه في السنوات الأخيرة. وأكدت مصادر حكومية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الإجراء يؤكد أن الإدارة المصرية والرئيس السيسي جادان تماما فيما يخص قوله الدائم إنه لا أحد فوق المحاسبة أو المساءلة، أيا كان موقعه.. وتأكيده الدائم على مكافحة الفساد».
وأكدت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن «القبض على هلال جرى بالقرب من محيط ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة، وذلك عقب قبول استقالته وفور مغادرته لمجلس الوزراء (أمس)»، موضحة أن «القبض (على الوزير) يأتي تنفيذا لإجراءات من هيئة الرقابة الإدارية، وذلك للتحقيق معه في قضية فساد كبرى في نطاق وزارة الزراعة، وسيعرض على النيابة المختصة خلال ساعات».
وهيئة الرقابة الإدارية في مصر هي جهاز مستقل يتابع عمل الأجهزة الحكومية وانضباطها، وتختص بالكشف عن المخالفات والقضايا الإدارية والمالية والجنائية.
وكان رئيس الوزراء المصري قد نفى أول من أمس اتجاهًا لتعديل وزاري دارت تكهنات حوله خلال اليومين الماضيين، وشمل وزير الزراعة ضمن عدد آخر من الحقائب الوزارية.
وقال مراقبون إن القيادة السياسية فضلت إرجاء التعديل الوزاري المقترح في الفترة الحالية، من أجل إفساح المشهد ليعطي إشارة على عزم السلطات مكافحة الفساد في الجهاز الإداري، بدفع وزير الزراعة «منفردًا» لتقديم الاستقالة وإلقاء القبض عليه مباشرة.
وأكدت المصادر الرفيعة لـ«الشرق الأوسط» أنه «لم توجه اتهامات رسمية لهلال بضلوعه بصورة مباشرة في قضية الفساد حتى الآن، ويجب انتظار مجريات التحقيق قبل التسرع بنشر مثل تلك الاتهامات، والتي ستعلن نتائجها في حينه»، لكن المراقبين قالوا إن الوزير السابق يواجه اتهاما «سياسيًا» على أقل تقدير بـ«سوء الإدارة»، نظرا لعدم تعامله المناسب مع القضية خلال الأيام الماضية، وهو ما دفع الإدارة المصرية إلى مطالبته بالاستقالة.
ورفضت مصادر أمنية إضافة أي تفاصيل أخرى عن أبعاد هذه القضية، وذلك لسابق صدور قرار من القائم بأعمال النائب العام، المستشار علي عمران، نهاية الشهر الماضي بحظر النشر في القضية وذلك «في جميع الوسائل المرئية والمسموعة، وكذلك جميع الصحف والمجلات القومية والأسبوعية، وغيرها من النشرات والمواقع الإلكترونية، وذلك لحين الانتهاء من التحقيقات، عدا البيانات التي تصدر من مكتب النائب العام بشأنها»، بحسب مكتب النائب العام.
وتشير المعلومات المتاحة، بحسب المصادر الأمنية، إلى أن ضباط جهاز الرقابة الإدارية ألقوا القبض خلال الأيام الأخيرة على عدد من الموظفين بمختلف الدرجات من المنتسبين إلى وزارة الزراعة، وذلك بتهمة «تسهيل الاستيلاء على أراضي الدولة المخصصة للزراعة وتحويلها إلى أراضي بناء»، وأن الاتهامات تتعلق بـ«فساد إداري وتلقي رشى».
وشهدت السنوات الماضية توقيف عدد كبير من المسؤولين السابقين ومثولهم لتحقيقات قضائية ومحاكمات على خلفية الضلوع في قضايا فساد، كما تعددت وقائع دفع - أو حث - مسؤولين بارزين بينهم وزراء على الاستقالة من مناصبهم بعد تسببهم في وقائع حرج سياسي، لكن واقعة وزير الزراعة تعد الأولى من نوعها التي يجري فيها دفع مسؤول بهذا المنصب إلى الاستقالة ثم توقيفه على الفور لاستكمال التحقيقات.
وقبيل الإعلان عن توقيف هلال، أصدر مجلس الوزراء المصري بيانا مقتضبا جاء فيه أنه «بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، استقبل المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، الدكتور صلاح هلال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الذي تقدم باستقالته من منصبه، وقد تم قبول الاستقالة»، دون مزيد من الإيضاح عن أسباب الاستقالة.
وعين الدكتور صلاح هلال وزيرا للزراعة في مطلع شهر مارس (آذار) الماضي، وهو من مواليد عام 1956، وتخرج في كلية الزراعة جامعة الأزهر عام 1978. وحصل هلال على الدكتوراه في العلوم الزراعية من نفس الجامعة، وقبيل توليه الوزارة كان أستاذ تكنولوجيا البذور بمعهد بحوث المحاصيل التابع لمركز البحوث الزراعية.
وتولى هلال في عام 2013 منصب رئيس قطاع شؤون مكتب وزير الزراعة الأسبق أيمن فريد أبو حديد، ثم استمر في المنصب في عهد خلفه الدكتور عادل البلتاجي، قبل أن يعينه رئيسا للهيئة الزراعية المصرية. كما يذكر أن الدكتور هلال قام بعدد من الدورات التدريبية في ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية في مطلع التسعينات من القرن الماضي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.