أليسيا فيكاندر بطلة «فتاة دنماركية».. مرشحة لأفضل ممثلة عن الفيلم

تحدثت لـ «الشرق الأوسط» وتساءلت عمّن تكون الممثلة التي ستفوز بالدور قبل أيام قليلة من اختيارها

إليسيا فيكاندر
إليسيا فيكاندر
TT

أليسيا فيكاندر بطلة «فتاة دنماركية».. مرشحة لأفضل ممثلة عن الفيلم

إليسيا فيكاندر
إليسيا فيكاندر

«فتاة دنماركية» يتحدّث عن الرسامين آينر وغيندر (إيدي ردماين) وزوجته غيردا (أليسيا فيكاندر) اللذين كانا يعيشان في كوبنهاغن قبل الانتقال إلى باريس الأكثر انفتاحا حتى في مطلع القرن العشرين، الفترة التي تقع فيها الأحداث.
كان كل شيء يسير على ما يرام بينهما إلى أن وضعت الزوجة على زوجها رداء نسائيًا لكي ترسمه به. شيء كهرب هذا الرجل حين لامسه الرداء. بعد ذلك لم يعد يتصرّف كرجل بل أخذ يستخرج أنوثة كانت خافية في داخله. الفيلم عن المراحل التي خاضها لكي ينتقل من «هو» إلى «هي» وصولاً إلى قبوله القيام بعملية جراحية تقفل باب الذكورة للأبد رغم خطورتها الشديدة في ذلك الحين.
لكن الفيلم، بمهارة أو دونها (قد نترك نقده لرسالة لاحقة)، لا يتحدث عن آينر الذي أصبح ليلي، بل عن الزوجة التي كان عليها أن تعيش حياتها من تلك اللحظة وما بعد في أزمة متعددة الجوانب. إنها تحب زوجها ولا تستطيع أن تتوقف عن حبّه بعد انتهاء العلاقة الطبيعية بينهما. تريده كما كان لكنها لا تقوى على إيقاف جنوحه صوب الأنوثة. أليسيا تؤدي الدور ببراعة مفاجئة كونها أدركت أنها أمام امتحان موهبة تستطيع عبره إما الفوز بالوقوف بقوة أمام الممثل إيدي ردماين الذي كان برهن عن قدراته في العام الماضي عندما لعب بطولة «نظرية كل شيء» أو التحول إلى مجرد مجرة صغيرة تدور في فلكه.
الاختيار الأول هو الذي حققته هذه الممثلة الشابة المولودة في السويد والتي تتقن لكنة إنجليزية على الشاشة وخارجها. في خلال سبع سنوات لمعت فيكاندر بقوّة فوجدناها في أفلام من فئات درامية تاريخية وحديثة مثل «علاقة ملكية» و«اسمي حب» و«العقار الخامس». هي أيضًا من لعبت دور الروبوت الذي يتدفق بالحياة في «إكس ماشينا» والتي نشاهدها حاليًا في «الرجل من أونكل».
تجلس أمامي في إحدى صالات فندق «إكسالسيور» وتبدأ الحديث بقولها:
«رغم أني توقعت كل مظاهر الاحتفاء بهذا الفيلم، إلا أنني مصابة بالدهشة. هذا الإعجاب الكبير به. هذا التقدير….».
*الموضوع يبدو أساسيًا في هذا الاحتفاء، لكنه لم يكن ليصل إلى التقدير الذي تتحدثين عنه لولا أداء ممثليه. هل توافقين؟
- (تضحك): تريدني أن أمدح نفسي؟ لا أستطيع. لكني أستطيع أن أؤكد أن ما قمنا به، إيدي وأنا وباقي الممثلين، لم يكن لينجح لولا موهبة (المخرج) توم هوبر.
*هناك ثمانية أو تسعة أفلام جديدة لك. لماذا هذه الوفرة؟
- هي ليست كلها هذا العام بل تتوزع بين هذا العام وبعضها في العام المقبل. كنت قلقة من أن يؤدي ذلك إلى ملل المشاهدين مني سريعًا، لكن هذا لم يحدث وأنا سعيدة تمامًا.
*تتحدثين عما ظهر لك من أفلام في الأشهر العشرة الأخيرة. صحيح؟
- نعم. بعض أفلام العام الماضي ظهرت هذا العام وهناك أفلام ستظهر في السنة القادمة.
*أمضيت نصف الوقت خلال عرض «فتاة دنماركية» أحاول أن أتذكر أين شاهدتك آخر مرّة قبل أن يتراءى لي «أكس ماشينا». تختلفين كثيرًا. هل هذا يحدث على نحو عرضي؟ هل لديك خطّة عمل ما؟
- في «إكس ماشينا» كان الدور نقيضًا تامًا لكل ما مثلته من قبل. أعتقد أن هذا طبيعي لأني لعبت كما تعلم شخصية مخلوق صناعي. أعتقد أن أي ممثلة كانت ستبدو مختلفة في هذا الدور عن أدوارها السابقة.
*لكن الاختلاف ليس الجوهر وحده. كان يمكن لأي ممثلة أيضًا أن تؤديه بلا حياة أو حيوية.
- شكرًا. سعيدة بهذا بسماعي هذا التقدير.
*كيف تم لك الفوز بهذا الدور في «فتاة دنماركية». قرأت أن الكثير من الممثلات رغبن به وقد تنافسن عليه؟
- كان الأمر غريبًا بالفعل. كنت مستقلة قطار «الأندرغراوند» (مترو الأنفاق) في لندن عندما قرأت في صحيفة أن الفيلم المقبل لتوم هوبر بعد «البائسون» سيكون «فتاة دنماركية» مع الممثل إيدي ردماين وقرأت نبذة عن القصة. قلت في نفسي، هذا الفيلم سيكون مثيرًا للاهتمام. وتساءلت عمن قد تكون الممثلة التي ستفوز بالدور الأول. ما هي إلا أيام قليلة حتى استلمت مكالمة هاتفية تعلمني أن السيناريو سوف يصلني في خلال أيام قليلة لأنني مرشحة لهذا الدور.
*السيناريو مطبوع وليس على لينك.
- مطبوع. المكالمة أوشت لي أنني على رأس سلم المرشحات بالنسبة للمخرج. وصل السيناريو بعد يومين وقرأته في جلسة واحدة ووافقت عليه.
*قمت على ما أعتقد بتجربة إلقاء.
- نعم. مرّتين. في المرّة الأولى أمام المخرج لساعة. في المرّة الثانية مع إيدي ردماين لثلاث ساعات.
*إنه دور صعب بسبب كل تلك العواطف الداخلية والخارجية التي تمر بك. فنانة سعيدة وراضية تواجه معضلة أن الرجل الذي تحبه لم يعد يود أن يبقى ذكرًا. من أين استمددت الطريقة التي مثلت بها الدور؟
- هو دور صعب بالتأكيد. لا أمانع في أن أقول ذلك. لكن الكثير من الوقت الذي أمضيناه في التحضير ساعدني على تطوير الشخصية التي مثلتها تبعًا للمراحل التي ذكرتها من فنانة سعيدة إلى امرأة اكتشفت أنها كانت السبب في قيام زوجها بالبحث عن هويته فجأة.
*كنت متحررة من التقيد بالتصرفات الواقعية للفنانة غيردا وغينر. نحن لا نعرف شيئًا عن شخصيتها الحقيقي.
- نعم إلى حد بعيد. ليس هناك فيلم عنها لكي أشاهده ولكن عدم التقيد زادني حرية في الاعتماد على قدراتي الخاصة. حررني من التقليد أو التساؤل حول كيفية ترجمتي للشخصية على الشاشة.
*هل ترسمين؟
- (ضحكت طويلاً). لا أعرف شيئًا عن الرسم.
*ألم تكن هذه أصابعك التي نشاهدها تمسك بالريشة وتضع الخطوط النهائية أو اللمسات الأخيرة على اللوحات؟
- نعم كانت يدي اليمنى. لكن هذا كل ما فعلته للوحة وتطلّب ذلك جهدًا كبيرًا.
فجأة تركت أليسيا الطاولة وتتجه إلى طاولة أخرى كانت تركت عليها حقيبتها الصغيرة. تعود وتفتحها وتقول:
«سأريك شيئًا. سأريك رسمي لوجه إيدي ردماين… هل تذكر في الفيلم المشهد الذي أقوم برسمي له؟»
تخرج هاتفها وتمر على كل تلك الصور المحفوظة فيه إلى أن تصل إلى صورة للوحتها عن الممثل وتعرضها عليّ:
«ما رأيك؟»
*تشبه لوحة فتاة في العاشرة طلب منها معلم المدرسة أن ترسمه. شخصيا كنت سأرسم أسوأ منها…
- لقد أمضيت نصف ساعة أو ربما أكثر لأصل إلى هذه النتيجة.
*أوافق ما تردد فور عرض الفيلم من أنك واحدة من المرشّحات الأول للفوز بجائزة أفضل ممثلة. هل شاهدت أفلاما أخرى بأدوار نسائية متقدّمة؟
- لم أستطع مشاهدة أي فيلم بعد. الوقت منذ وصولنا مر سريعًا. شاهدنا الفيلم في الحفل المخصص ثم تابعنا كل تلك المقابلات التي أجريناها. بالكاد هناك وقت للراحة. لكني أود لو أنني شاهدت بعض الأفلام وسأكون سعيدة كثيرًا لو أن الفيلم أو إيدي أو توم أو أنا ربحنا جائزة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.