غصت شوارع أستانا عاصمة كازاخستان، أمس، بجماهير منتعشة لتأهل فريق المدينة الواقعة في وسط آسيا لأهم مسابقة كروية في القارة الأوروبية. وبلغ أستانا الأربعاء دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لأول مرة في تاريخه، على حساب مضيفه ابويل نيقوسيا القبرصي، ليواجه أعرق أندية القارة العجوز.
وتقدم أستانا 1 - صفر ذهابا على أرضه، لكن الفريق القبرصي عادل بعد ساعة على انطلاق مباراة الإياب، وساهم حارسه نيناد اريتش ببقائه في اللقاء بصدتين جميلتين. سجل له لاعب الوسط الصربي الشاب نيمانيا ماكسيموفيتش أغلى هدف ربما في تاريخه الحديث (تأسس عام 2009)، قبل 6 دقائق على انتهاء مواجهة نيقوسيا، فكان كافيا لدخول المعترك الأوروبي الكبير. وقال دارهان ماليتاييف رئيس مجلس أمناء النادي لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف أمس: «يصعب وصف أهمية مباراة الأربعاء في تطوير اللعبة والرياضة بشكل عام في كازاخستان. تحقق النصر بفضل العمل الدؤوب للجهاز الفني، الشعب العاشق لكرة القدم في أستانا، ودعم رئيس البلاد نورسلطان نزارباييف».
دخول فريق أستانا تحت أضواء الكرة الأوروبية يذكر بنشوء المدينة التي يقطنها 600 ألف نسمة التي تضم ملعبا يتسع لثلاثين ألف متفرج. لم تكن أستانا أكثر من مدينة شمالية هادئة عام 1997 عندما قرر الرئيس السبعيني نورسلطان نزارباييف جعلها العاصمة الأولى على حساب الماتي التي يقطنها 1.5 مليون نسمة وتبعد عنها ألف كيلومتر. تعرف أستانا بأنها ثاني أبرد عاصمة في العالم بعد أولانباتور المونغولية، وتفتخر الآن بهندسة فريدة من نوعها، إذ تتميز بالمباني الضخمة المصممة من كبار المهندسين المعماريين الدوليين على غرار البريطاني نورمان فوستر. تأسس نادي أستانا في 2009 وهو مدعوم من صندوق الثروة السيادية «سامروك - كازينا». أحرز لقب الدوري المحلي لأول مرة العام الماضي، متخطيا شاختار كاراغاندي وكايرات الماتي، أبرز ناديين منذ أيام الاتحاد السوفياتي. باللونين الأصفر والأزرق العاكسين لعلم البلاد، يعتبر أستانا من دون أي شك مشروعا حكوميا، ويملك الأموال لضم لاعبين أجانب على غرار المهاجم فوكسي كيتيفواما من أفريقيا الوسطى ليعزز تشكيلة من المحليين. وفي وقت يفتقد فيه الفريق الخبرة لمواجهة الكبار، سيعاني من سيقع في مجموعته بالوصول إلى أبعد مدينة شرقا في تاريخ البطولة القارية. في أستانا نفسها يبدو الطموح متزايدا لتحقيق إنجازات إضافية.
يقول بافل، أحد المواطنين في شوارع العاصمة: «الآن سيأتي كبار اللعبة إلى أرضنا. لكن لن نكون جسر عبور. الكل هنا سيكون وراء فريق أستانا!». شارك أستانا أول مرة في تصفيات الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» لموسم 2013 - 2014 فخسر أمام بوتيف بلوفديف البلغاري (6 - صفر بمجموع المباراتين)، لكن في المحاولة الثانية تخطى بيونيك الأرميني وهبوعيل تل أبيب الإسرائيلي وايك السويدي قبل سقوطه أمام فياريال الإسباني في الدور الفاصل (7 - صفر بمجموع المباراتين). لكن مشواره الحالي، هو الأبرز له قاريا، فتخطى في الأدوار التمهيدية ماريبور السلوفيني وهلسنكي الفنلندي قبل إنجاز الدور الفاصل أمام ابويل نيقوسيا.
من جهة أخرى، سجل المهاجم الإنجليزي الدولي واين روني ثلاثة أهداف (هاتريك) وكشر فريقه مانشستر يونايتد الإنجليزي عن أنيابه ليسحق مضيفه بروج البلجيكي برباعية نظيفة في إياب الدور الفاصل لتحديد المتأهلين إلى دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. واكتمل عقد المتأهلين لدور المجموعات اليوم بتأهل كل من مانشستر يونايتد وباير ليفركوزن الألماني وباتي بوريسوف البيلاروسي وسيسكا موسكو الروسي، إضافة إلى إف سي أستانا من كازاخستان.
وبعد عودة مانشستر يونايتد لدور المجموعات في دوري أبطال أوروبا بعد غياب لعام واحد بطريقة رائعة مع تألق مهاجمه المخضرم روني نال إشادة المدرب لويس فان غال، بعد الفوز 7 - 1 في مجموع مباراتي الجولة الأخيرة للتصفيات أمام كلوب بروج البلجيكي. وقال الهولندي فان غال لمحطة «بي تي» التلفزيونية: «أعتقد أننا لعبنا بتنظيم جيد. كنا نلعب بطريقة أكثر سلاسة عن ذي قبل. استطعنا صنع مساحات وسجلنا وهذا جيد أيضا»، وأضاف فان غال بعدما أنهى روني غيابه عن التسجيل في عشر مباريات متتالية: «كل هدف من شأنه أن يمنح الثقة لأي لاعب حتى وين. أنا سعيد للغاية من أجله»، وتابع أنه يملك أفضل عقلية يمكن تخيلها. لاعبون بمثل هذا المستوى يمكنهم استعادة تألقهم دائما.
وسجل يونايتد هدفين فقط في أول ثلاث جولات بالدوري الإنجليزي لكن الفريق حافظ على شباكه نظيفة في أربع مباريات هذا الموسم حتى الآن. وسيلعب الفريق خارج أرضه في الدوري يوم الأحد المقبل مع سوانزي الذي تغلب على يونايتد مرتين في المسابقة المحلية الموسم الماضي. وقال فان غال: «كانت ليلة مجيدة لمانشستر يونايتد لكن مباراة سوانزي سيتي هي الأهم الآن»، وأضاف: «في الموسم الماضي فقدنا ست نقاط أمام الفريق المنافس ويجب علينا تحسين ذلك».
من جهته، أكد روني أنه لم يشك للحظة في أنه سينهي مسيرته مع العقم التهديفي. وتعرض روني لانتقادات لاذعة في أعقاب انخفاض مستواه في المراحل الأولى من الدوري الإنجليزي. ولكن روني قال في تصريحات صحافية: «إذا لم يكن لدي شخصية قوية ربما كانت هذه الانتقادات أثرت في، ولكني أدرك قدراتي». وأضاف: «إذا لم أوفق في تسجيل الأهداف، فأنا أفعل الكثير من أجل زملائي». وأوضح روني: «لم أشعر بالقلق، حتى إذا لازمني سوء الحظ لثلاث أو أربع أو خمس مباريات أو أكثر، فإننا في وقت مبكر من الموسم، وكنت أدرك أنه حينما تحين الفرصة فإنني سأستغلها».
أستانا.. ضيف جديد على الساحة القارية في دوري أبطال أوروبا
فان غال يشيد بمانشستر وروني بعد صعود يونايتد لدور المجموعات في البطولة الأوروبية الكبرى
أستانا.. ضيف جديد على الساحة القارية في دوري أبطال أوروبا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة