قوة خاصة سعودية لدعم المقاومة الشعبية لحفظ الأمن في عدن

إمدادات عسكرية للمقاومة الشعبية في مأرب وشبوة

صورة أرشيفية لقوات التحالف المشتركة في طريقها إلى عدن بداية الشهر الحالي (أ.ب)
صورة أرشيفية لقوات التحالف المشتركة في طريقها إلى عدن بداية الشهر الحالي (أ.ب)
TT
20

قوة خاصة سعودية لدعم المقاومة الشعبية لحفظ الأمن في عدن

صورة أرشيفية لقوات التحالف المشتركة في طريقها إلى عدن بداية الشهر الحالي (أ.ب)
صورة أرشيفية لقوات التحالف المشتركة في طريقها إلى عدن بداية الشهر الحالي (أ.ب)

كشف مصدر عسكري يمني رفيع لـ«الشرق الأوسط» عن وصول قوة عسكرية سعودية خاصة، للعاصمة «عدن»، وذلك لمشاركة الأجهزة المعنية في الحفاظ على الأمن في كل المحافظات الجنوبية المحررة، ووضع استراتيجية واضحة للدفاع الذاتي عن المدينة من الهجمات الإرهابية.
وقال المصدر، إن وجود هذه القوة في هذه المرحلة، غاية في الأهمية إذ سيدعم القطاعات الحكومية في وضع خططها المستقبلية للعاصمة عدن، والمحافظات التابعة لها إقليميا، إضافة إلى أن ذلك سيكرس دور المقاومة الشعبية والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، في إكمال عمليات التحرير دون التراجع لتأمين المناطق المحررة.
ويأتي هذا التحرك في أعقاب ما تعرضت له عدن، في الفترة الماضية من هجمات إرهابية بحسب وصف وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، والتي استهدفت مكتب محافظ عدن بقذيفة «آر بي جي»، أدت إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 10 آخرين، بينهم شقيق محافظ عدن نايف البكري، تلاها انفجار هز مبنى الأمن السياسي، الملاصق لمبنى تلفزيون وإذاعة عدن، وسط المدينة.
وكانت الحكومة اليمنية أنهت المراحل الأخيرة لإطلاق الشرطة المحلية للحفاظ على الأمن في المديريات المحررة التابعة للعاصمة عدن، وذلك بعد أن التحق قرابة 4 آلاف شخص ينتمون للمقاومة الشعبية بالقطاع، فيما تنتظر السلطة المحلية في عدن وصول خبراء من السعودية والإمارات لتدريب الجنود في المرحلة المقبلة، وفق برامج حديثة مخصصة لتطوير قدرات الأفراد في كيفية التعامل مع الأحداث وتطبيق النظام والحفاظ على سلامة المواطنين.
ميدانيًا، علمت «الشرق الأوسط» أن تحركات تجري على الأرض لتغيير مسار الخطة العسكرية، وذلك من خلال إرسال إمدادات عسكرية للمقاومة الشعبية في الأيام المقبلة لمحافظتي مأرب، وشبوة، تمهيدا للتحرك باتجاه صنعاء، وذلك تزامنا مع إعلان إقليم تهامة تأسيس ثلاثة ألوية عسكرية تحت إشراف مباشر للرئيس عبد ربه منصور.
وكانت الخطة العسكرية السابقة تقضي، إلى انقسام القوة العسكرية المكلفة بالمهمة، إلى محورين متلازمين لتحقيق الأهداف والوصول إلى آخر معاقل الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح في صنعاء، والمتمثل في محور العند بقيادة العميد ركن فضل حسن، الذي سيقوم والقوة التي ترافقه بتمشيط وتحرير الضالع رادفان عبر مثلث العلم، ومن ثم الوصول إلى تعز التي ستكون مركزا رئيسيا للقوة الشرعية للانطلاق منها شمالا، فيما يقوم المحور الثاني الذي يقوده العميد عبد الله الصبيحي، بالزحف نحو شبوة وتعز، بعد تحريرهما من الحوثيين، ومن ثم الوصول إلى مأرب التي تبعد عن صنعاء قرابة 173 كيلومترا.
وقال العميد عبد الله الصبيحي قائد اللواء «15» وقائد عملية تحرير عدن لـ«الشرق الأوسط» إن القوة الموالية للشرعية وضعت استراتيجيتها للأيام القادمة وآلية تنفيذها بالتنسيق مع قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، موضحًا أن هناك إمدادات عسكرية وصلت لعدد من الجبهات لدعمها في هذه المرحلة والتقدم بحسب الخطة العسكرية من محافظات مأرب، ومحافظة شبوة، باتجاه صنعاء.
وأضاف العميد الصبيحي، أن المقاومة الشعبية والقوة العسكرية الموالية للشرعية، تقوم بدور هام وبارز في تحرير المدن من قبضة الحوثيين، وتعمل على تحرير أكبر مساحة خلال هذه الأيام مدعومة بطيران التحالف والإمدادات العسكرية، وأكثر ما يعيق التقدم العسكري زرع الألغام بشكل كبير في كل المدن.
وأكد العميد الصبيحي، أن القوات المالية للشرعية والمتمثلة في المقاومة الشعبية تزيد يوما بعد يوما، في كل المحافظات، وذلك بعد أن تمكنت المقاومة من رفع الظلم عنها ودحر ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح، إذ سيستفاد من هذه القوة في المرحلة المقبلة لتكون دعما للقطاعات العسكرية.
وحول المواجهات الحالية، قال العميد الصبيحي، إن المقاومة الشعبية تخوض الآن معارك شرسة في مكيراس مع ميليشيا الحوثي، والتي تراجعت للخطوط الخلفية مع تقدم المقاومة في عدد من المواقع التي كانت الميليشيا تسيطر عليها، لافتا أن المواجهة قد تستغرق ساعات ويتم تحرير المديرية بالكامل في وقت قصير.
وعن القوة السعودية التي وصلت إلى عدن، قال العميد الصبيحي، إن القوة السعودية التي وصلت للعاصمة اليمنية، ستشارك في الجانب الأمني والدفاع الذاتي عن عدن والمديريات المحررة، وللحفاظ على استقرار الأمن بجانب أفراد المقاومة الشعبية، إذ يعول على دورها في الفترة المقبلة، خاصة وأن حفل شراكة أقيم اليوم في عدن، بين أطياف المقاومة الشعبية، وتم تحديد لجان ومجاميع على أساس الجوانب الأمنية والإشرافية على الطلبات وتوزيع المؤن على المحافظات.



اختفاء مراهقين وأطفال في ذمار بالتزامن مع معسكرات الصيف الحوثية

الحوثيون يخضعون أطفالاً في ذمار للتعبئة الفكرية (فيسبوك)
الحوثيون يخضعون أطفالاً في ذمار للتعبئة الفكرية (فيسبوك)
TT
20

اختفاء مراهقين وأطفال في ذمار بالتزامن مع معسكرات الصيف الحوثية

الحوثيون يخضعون أطفالاً في ذمار للتعبئة الفكرية (فيسبوك)
الحوثيون يخضعون أطفالاً في ذمار للتعبئة الفكرية (فيسبوك)

بالتزامن مع تدشين جماعة الحوثي حملات استقطاب واسعة لأطفال وشبان إلى معسكراتها الصيفية لهذا العام، عادت ظاهرة اختفاء المراهقين إلى الواجهة مجدداً في محافظة ذمار الخاضعة لسيطرة الجماعة، وسط مخاوف حقوقية ومجتمعية من تصاعد الظاهرة واستخدامها غطاء لعمليات التجنيد القسري.

وأفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» بأن المحافظة شهدت خلال الأيام القليلة الماضية تسجيل ما لا يقل عن ثماني حالات اختفاء مفاجئة لأطفال وشبان تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عاماً، في مدينة ذمار وعدد من المديريات المجاورة، دون أن تتمكّن أسرهم من معرفة مصيرهم أو الجهات التي تقف وراء اختفائهم.

ويرى ناشطون حقوقيون في محافظة ذمار أن تصاعد حالات الاختفاء خلال الفترة الأخيرة ليس أمراً عابراً، بل يمثّل مؤشراً خطيراً على عمليات تجنيد منظّم تمارسها الجماعة الحوثية بحق القاصرين، في إطار ما تسميه «المعسكرات الصيفية». وأكدوا أن العام الحالي شهد تصاعداً غير مسبوق في جرائم الخطف، معظم ضحاياها من الفتيان والمراهقين.

الحوثيون يركّزون على الأطفال والمراهقين لتعبئتهم فكرياً وطائفياً (فيسبوك)
الحوثيون يركّزون على الأطفال والمراهقين لتعبئتهم فكرياً وطائفياً (فيسبوك)

وأشار الحقوقيون إلى أن الجماعة الحوثية تسعى من خلال هذه المعسكرات إلى غسل أدمغة الأطفال والمراهقين بالأفكار المتطرفة وتلقينهم مفاهيم طائفية، تمهيداً لإرسالهم إلى جبهات القتال تحت شعارات دينية وسياسية، من بينها «نصرة فلسطين».

وقائع مؤلمة

من بين أحدث حالات الاختفاء التي وثّقتها مصادر محلية، اختطاف الطفل أكرم صالح الآنسي من وسط مدينة ذمار قبل يومين، ولا يزال مصيره مجهولاً. كما شهدت المدينة حادثة اختفاء الطفل مهنأ حفظ الله (13 عاماً) في أثناء خروجه من منزله، دون أن تنجح أسرته حتى الآن في العثور عليه رغم عمليات البحث المكثفة.

وسُجلت أيضاً حالة اختفاء لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، إلى جانب حادثة غامضة أخرى لاختفاء خمسة إخوة من أسرة واحدة، جميعهم دون سن البلوغ، في أثناء قضاء إجازة عيد الفطر في ضواحي المدينة.

وأكد شهود عيان أن الأطفال الخمسة: عبد الرزاق، وهايل، وهناء، وملايين، وجنى، اختفوا في الثالث من أبريل (نيسان) الحالي دون أي أثر، في حين لم تُسفر جهود الأسرة الذاتية عن أي نتيجة.

وتحدّث سكان لـ«الشرق الأوسط» عن تنامي الظاهرة، متهمين جماعة الحوثي باستخدام عمليات الاختفاء وسيلة للابتزاز السياسي والمجتمعي، وفرض واقع التجنيد بالقوة.

قيادات حوثية لدى زيارتها حديثاً لمعسكر صيفي في ذمار (إعلام حوثي)
قيادات حوثية لدى زيارتها حديثاً لمعسكر صيفي في ذمار (إعلام حوثي)

وقال أحد السكان، ويدعى خيري، إن المحافظة تحوّلت خلال الفترة الماضية إلى «ساحة مفتوحة» لخطف المراهقين، متهماً قادة الحوثيين بالوقوف خلف عمليات الاختفاء، خصوصاً بعد رفض الأهالي إرسال أبنائهم إلى المعسكرات.

وأضاف خيري أن الحوثيين يسعون لتحويل الأطفال إلى «دروع بشرية» أمام الضربات الأميركية، واستثمار ذلك لاحقاً في الخطاب السياسي والإنساني، مشيراً إلى أن عشرات الشبان اختطفوا من عدة مناطق بذمار وتمّ إخضاعهم للتعبئة الفكرية والعسكرية دون علم أو موافقة أسرهم.

وكان القيادي الحوثي محمد البخيتي، المعيّن في منصب محافظ ذمار، قد دفع خلال الأعوام الماضية بمئات المجندين، معظمهم من الأطفال والمهمشين واللاجئين الأفارقة، إلى خطوط القتال عبر دوريات عسكرية تابعة للجماعة.

ويحذّر ناشطون من أن استمرار هذه السياسة يضع حياة آلاف الأطفال والشبان في خطر حقيقي، ويهدّد النسيج المجتمعي لمحافظة ذمار التي ترفض الغالبية العظمى من سكانها الزج بأبنائهم في حروب لا علاقة لهم بها.