قوة خاصة سعودية لدعم المقاومة الشعبية لحفظ الأمن في عدن

إمدادات عسكرية للمقاومة الشعبية في مأرب وشبوة

صورة أرشيفية لقوات التحالف المشتركة في طريقها إلى عدن بداية الشهر الحالي (أ.ب)
صورة أرشيفية لقوات التحالف المشتركة في طريقها إلى عدن بداية الشهر الحالي (أ.ب)
TT

قوة خاصة سعودية لدعم المقاومة الشعبية لحفظ الأمن في عدن

صورة أرشيفية لقوات التحالف المشتركة في طريقها إلى عدن بداية الشهر الحالي (أ.ب)
صورة أرشيفية لقوات التحالف المشتركة في طريقها إلى عدن بداية الشهر الحالي (أ.ب)

كشف مصدر عسكري يمني رفيع لـ«الشرق الأوسط» عن وصول قوة عسكرية سعودية خاصة، للعاصمة «عدن»، وذلك لمشاركة الأجهزة المعنية في الحفاظ على الأمن في كل المحافظات الجنوبية المحررة، ووضع استراتيجية واضحة للدفاع الذاتي عن المدينة من الهجمات الإرهابية.
وقال المصدر، إن وجود هذه القوة في هذه المرحلة، غاية في الأهمية إذ سيدعم القطاعات الحكومية في وضع خططها المستقبلية للعاصمة عدن، والمحافظات التابعة لها إقليميا، إضافة إلى أن ذلك سيكرس دور المقاومة الشعبية والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، في إكمال عمليات التحرير دون التراجع لتأمين المناطق المحررة.
ويأتي هذا التحرك في أعقاب ما تعرضت له عدن، في الفترة الماضية من هجمات إرهابية بحسب وصف وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، والتي استهدفت مكتب محافظ عدن بقذيفة «آر بي جي»، أدت إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 10 آخرين، بينهم شقيق محافظ عدن نايف البكري، تلاها انفجار هز مبنى الأمن السياسي، الملاصق لمبنى تلفزيون وإذاعة عدن، وسط المدينة.
وكانت الحكومة اليمنية أنهت المراحل الأخيرة لإطلاق الشرطة المحلية للحفاظ على الأمن في المديريات المحررة التابعة للعاصمة عدن، وذلك بعد أن التحق قرابة 4 آلاف شخص ينتمون للمقاومة الشعبية بالقطاع، فيما تنتظر السلطة المحلية في عدن وصول خبراء من السعودية والإمارات لتدريب الجنود في المرحلة المقبلة، وفق برامج حديثة مخصصة لتطوير قدرات الأفراد في كيفية التعامل مع الأحداث وتطبيق النظام والحفاظ على سلامة المواطنين.
ميدانيًا، علمت «الشرق الأوسط» أن تحركات تجري على الأرض لتغيير مسار الخطة العسكرية، وذلك من خلال إرسال إمدادات عسكرية للمقاومة الشعبية في الأيام المقبلة لمحافظتي مأرب، وشبوة، تمهيدا للتحرك باتجاه صنعاء، وذلك تزامنا مع إعلان إقليم تهامة تأسيس ثلاثة ألوية عسكرية تحت إشراف مباشر للرئيس عبد ربه منصور.
وكانت الخطة العسكرية السابقة تقضي، إلى انقسام القوة العسكرية المكلفة بالمهمة، إلى محورين متلازمين لتحقيق الأهداف والوصول إلى آخر معاقل الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح في صنعاء، والمتمثل في محور العند بقيادة العميد ركن فضل حسن، الذي سيقوم والقوة التي ترافقه بتمشيط وتحرير الضالع رادفان عبر مثلث العلم، ومن ثم الوصول إلى تعز التي ستكون مركزا رئيسيا للقوة الشرعية للانطلاق منها شمالا، فيما يقوم المحور الثاني الذي يقوده العميد عبد الله الصبيحي، بالزحف نحو شبوة وتعز، بعد تحريرهما من الحوثيين، ومن ثم الوصول إلى مأرب التي تبعد عن صنعاء قرابة 173 كيلومترا.
وقال العميد عبد الله الصبيحي قائد اللواء «15» وقائد عملية تحرير عدن لـ«الشرق الأوسط» إن القوة الموالية للشرعية وضعت استراتيجيتها للأيام القادمة وآلية تنفيذها بالتنسيق مع قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، موضحًا أن هناك إمدادات عسكرية وصلت لعدد من الجبهات لدعمها في هذه المرحلة والتقدم بحسب الخطة العسكرية من محافظات مأرب، ومحافظة شبوة، باتجاه صنعاء.
وأضاف العميد الصبيحي، أن المقاومة الشعبية والقوة العسكرية الموالية للشرعية، تقوم بدور هام وبارز في تحرير المدن من قبضة الحوثيين، وتعمل على تحرير أكبر مساحة خلال هذه الأيام مدعومة بطيران التحالف والإمدادات العسكرية، وأكثر ما يعيق التقدم العسكري زرع الألغام بشكل كبير في كل المدن.
وأكد العميد الصبيحي، أن القوات المالية للشرعية والمتمثلة في المقاومة الشعبية تزيد يوما بعد يوما، في كل المحافظات، وذلك بعد أن تمكنت المقاومة من رفع الظلم عنها ودحر ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح، إذ سيستفاد من هذه القوة في المرحلة المقبلة لتكون دعما للقطاعات العسكرية.
وحول المواجهات الحالية، قال العميد الصبيحي، إن المقاومة الشعبية تخوض الآن معارك شرسة في مكيراس مع ميليشيا الحوثي، والتي تراجعت للخطوط الخلفية مع تقدم المقاومة في عدد من المواقع التي كانت الميليشيا تسيطر عليها، لافتا أن المواجهة قد تستغرق ساعات ويتم تحرير المديرية بالكامل في وقت قصير.
وعن القوة السعودية التي وصلت إلى عدن، قال العميد الصبيحي، إن القوة السعودية التي وصلت للعاصمة اليمنية، ستشارك في الجانب الأمني والدفاع الذاتي عن عدن والمديريات المحررة، وللحفاظ على استقرار الأمن بجانب أفراد المقاومة الشعبية، إذ يعول على دورها في الفترة المقبلة، خاصة وأن حفل شراكة أقيم اليوم في عدن، بين أطياف المقاومة الشعبية، وتم تحديد لجان ومجاميع على أساس الجوانب الأمنية والإشرافية على الطلبات وتوزيع المؤن على المحافظات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.