حديقة الرسام الفرنسي مونيه بعيون 5 مصورين

معرض في متحف الانطباعيين قرب البيت الذي عاش فيه

الحديقة قبل بزوغ الشمس  -  هنا عاش كلود مونيه وصنع حديقته حسب مخيلته الفنية
الحديقة قبل بزوغ الشمس - هنا عاش كلود مونيه وصنع حديقته حسب مخيلته الفنية
TT

حديقة الرسام الفرنسي مونيه بعيون 5 مصورين

الحديقة قبل بزوغ الشمس  -  هنا عاش كلود مونيه وصنع حديقته حسب مخيلته الفنية
الحديقة قبل بزوغ الشمس - هنا عاش كلود مونيه وصنع حديقته حسب مخيلته الفنية

كان جورج كليمنصو، رئيس الوزراء الفرنسي في أوائل القرن الماضي، يقول عن الرسام الانطباعي الكبير كلود مونيه: «ليس مهمًا كيف كان ينسق حديقته، بل من المؤكد أنه كان يفعل ذلك بحسب ما توحيه له عيناه بالتتابع، حسب أنوار كل يوم، وإشباعًا لشهيته الكبيرة للألوان». وانطلاقًا من هذه النظرة، يمكن فهم المعرض الذي نظمه متحف الانطباعية في بلدة «جيفرني»، بالقرب من البيت الواقع في مقاطعة نورماندي والذي عاش فيه الرسام المولود أواسط القرن التاسع عشر والمتوفى سنة 1926.
لم تكن حديقة مونيه واقعية تمامًا مثل غيرها من الحدائق، بل ثمرة مخيلته المبدعة. وكذلك هي صور هذا المعرض التي تفتقت عنها مخيلة 5 فوتوغرافيين من ذوي الشهرة العالمية، هم إلغر إيسر، وستيفن شور، وبرنار بلوسو، ودارين آلموند، وهنري فوكو. وبهذا فإن المعرض جاء بمثابة حقل للتنافس الفني والإبداعي لتجسيد إرث فنان كان يشتغل بضربات الريشة والألوان الزيتية، لا بالكاميرا. وقد أُتيحت الفرصة لهؤلاء المصورين أن يلتقطوا، قبل سنوات قلائل، مناظر لحديقة مونيه، ذلك المكان ذي الخصوصية الفريدة. ثم جاءت الفكرة بتجميع عدد من لقطاتهم في معرض يستضيفه المتحف الفرنسي المخصص لفناني المدرسة الانطباعية في الرسم.
وبحسب جان فوشيه ناس، المشرفة على المعرض، فإن كلا من المشاركين في المعرض حافظ على لغته الفنية الخاصة دون الوقوع في فخ تقليد أو نقل المناظر التي تشبه ما رسمه الانطباعيون وتركوه في لوحاتهم. فالصور ليست «انطباعية»، بل تحتفظ بلمسات متنوعة وحديثة. وهي لا ترمي إلى أن تكون لقطات جميلة أو تزيينية، بل استفاد أصحابها من تصوير الحديقة باعتبارها ميدانا يسمح بأعمال تجريبية مفتوحة على ما تأمر به المخيلة وثقافة كل واحد من المصورين وأسلوبه الخاص به. فالمصور برنار بلوسو، مثلا، أنجز صورة للحديقة في فصل الشتاء وعرى النباتات من أوراقها. وليست في الصورة زهرة ملونة واحدة، وهو يقول إن ذلك هو ما كان يسعى إليه، أي تصوير المكان بطبيعته الخام، من دون تألقاته اللونية. ويمكن لمن يشاهد الصورة أن يرى ممرات الحديقة العارية وأوراق النبات الميتة المكنوسة جانبًا، وزهرة متيبسة قاومت الريح والبرد.
المصور ستيفن شور كان قد اكتشف حديقة مونيه في فترة مبكرة تعود لعام 1977. ثم عاد لزيارتها في الثمانينات، بطلب من القائمين على متحف «متروبوليتان» في نيويورك، حين كانوا يستعدون لإقامة معرض للوحات كلود مونيه التي أنجزها في بيته في «جيفرني»، وأرادوا إعطاء فكرة عن الأجواء الحقيقية التي نقلها الرسام في لوحاته. لذلك فإن صور شور تحاول استعادة أجواء القرن التاسع عشر. أما المصور إلغر إيسر فقد أنجز مجموعتين من الصور، التي عرضت تحت عنوان «ساعة متأخرة في جيفرني»، وكما يدل العنوان فإنها تعكس أجواء المساء وغموضه، لا سيما أنه لم يستخدم «الفلاش» أثناء التصوير بل بعدسة ثابتة مفتوحة لبضع دقائق، للحصول على لقطات ذات لمسات شاعرية في أنوارها القاتمة. كما حاول أن يتخلص من هيمنة مونيه وسعى لتسجيل غيابه عن المكان.
وباستثناء بضع لقطات ليلية تعتمد على سطوع نور القمر، فإن المصور الإنجليزي دارين آلموند عرض تصاوير تسجل لحظات الفجر، قبل شروق الشمس على الحديقة. أما هنري فوكو فقد أمعن في التوقف عند تفاصيل الحديقة ونباتاتها وأغصانها وأوراق أشجارها وأزهارها، مستفيدًا من التقنيات الخطية التي تتيحها الكاميرات الحديثة، ومشتغلاً على أشكال هندسية بالأسود والأبيض. كما قدم صورًا ذات مساحات كبيرة مؤلفة من عدة لوحات مصورة، تقف في منتصف الطريق بين التصوير والنحت. ولم يتورع عن استخدام قطع من الكريستال لإضفاء مزيد من الألق على الصور التي تعكس لوحات الطحالب الطافية على انعكاسات مياه الحديقة والتي اشتهر بها مونيه.
يستمر المعرض حتى الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.