تصريحات لدونالد ترامب مناهضة للمرأة تثير استياء الجمهوريين في الولايات المتحدة

الحزب الجمهوري يعلن أنه «لا يخوض أي حرب ضد النساء» بعد تعليق مرشحه للرئاسة

المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب خلال أول مناظرة رئاسية للجمهوريين (أ.ب)
المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب خلال أول مناظرة رئاسية للجمهوريين (أ.ب)
TT

تصريحات لدونالد ترامب مناهضة للمرأة تثير استياء الجمهوريين في الولايات المتحدة

المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب خلال أول مناظرة رئاسية للجمهوريين (أ.ب)
المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب خلال أول مناظرة رئاسية للجمهوريين (أ.ب)

أثارت تصريحات مناهضة للمرأة أدلى بها المرشح لانتخابات الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب أمس، استياء المعسكر الجمهوري ودفعت مناصرين للحزب إلى إلغاء دعوة كانت وجهت إليه للمشاركة في تجمع سياسي.
ويبدو أن ترامب الذي يتصدر المرشحين الجمهوريين استعدادا للانتخابات الرئاسية في 2016 وفق استطلاعات الرأي، أشار بشكل غير مباشر إلى العادة الشهرية لصحافية مشهورة تعمل في هيئة الإذاعة الأميركية «فوكس نيوز» أدارت مناظرة المرشحين الجمهوريين يوم الخميس الماضي.
وتحدث عن المعاملة «غير المنصفة» له من قبل الصحافية ميغين كيلي خلال هذه المناظرة على شاشة «فوكس نيوز» بحضور عشرة مرشحين جمهوريين طامحين لكسب ترشيح الحزب الجمهوري، لكنه قال لهيئة الإذاعة الأميركية (سي إن إن) إنه «لا يكن الكثير من الاحترام لها». وأضاف ردا على سؤال للصحافية حول شتائم مناهضة للمرأة نسبت له في السابق: «كان بالإمكان مشاهدة الدم يخرج من عينيها والدماء تخرج من أي مكان».
وعلى أثر هذا التصريح، قام أنصار للحزب الجمهوري بسحب دعوة كانوا وجهوها له أول من أمس للمشاركة في تجمع سياسي مهم للجمهوريين في أتلانتا في جنوب شرقي البلاد. وكتب رئيس تحرير موقع «ريد ستيت» إريك أريكسون، القريب من الجمهوريين الذي نظم التجمع: «مع أنني أقدر شخصيا دونالد ترامب فإن ملاحظته بشأن ميغين كيلي على (سي إن إن) تجاوزت كل حدود». وكتبت كارلي فيورينا المرأة الوحيدة بين مرشحي الحزب الجمهوري على موقع «تويتر»: «سيد ترامب.. ما قلته لا يمكن التسامح معه وأنا أدعم ميغين كيلي».
وفي الإطار نفسه كتب حاكم ويسكونسن سكوت ووكر المرشح الجمهوري على موقع «تويتر»: «أتفق مع كارلي فيورينا وتعليقات ترامب لا يمكن الصفح عنها. نحن ندعم ميغين كيلي». ومن جهته، صرح مايك هاكابي وهو مرشح أيضا في الحزب دعي إلى التجمع الذي نظمه ريد ستيت المجموعة المحافظة النافذة، بأن «الحزب الجمهوري لا يخوض أي حرب ضد النساء. الحزب الجمهوري لا يقول شيئا عن ميغين كيلي... إنه فرد واحد يفعل ذلك».
ودعي سبعة مرشحين جمهوريين على الأقل إلى جانب دونالد ترامب، للتحدث في هذا التجمع، كما قال موقع «ريد ستيت»، بعضهم من المرشحين المهمين مثل جيب بوش. وحاول دونالد ترامب توضيح تصريحاته حول كيلي، مؤكدا في بيان أنه كان يقصد في كلامه «أنف» الصحافية. وأضاف أنه «فقط الرجل المنحرف يفكر بغير ذلك». وكتب على موقع «تويتر» حيث يبلغ عدد متابعيه 3.5 مليون شخص أن «هناك عددا كبيرا من الأغبياء الحريصين على (الصائب سياسيا) في بلدنا. علينا بدء العمل والكف عن إضاعة الوقت والطاقة في أمور سخيفة». ووصف ترامب أريكسون «بالفاشل».
ومن جهة أخرى، أعلن فريق حملة دونالد ترامب أنه أقال كبير مستشاريه روجر ستون. وقال ناطق باسم الحملة لهيئة الإذاعة الأميركية (سي إن إن) إن «روجر يريد استغلال الحملة ليقوم بدعاية لنفسه.. وترامب يريد مواصلة التركيز على طريقة جعل أميركا عظيمة من جديد».
وإلا فإن ستون أورد رواية أخرى لسبب رحيله، وقال: «آسف. ترامب لم يقم بإقالتي بل أنا من أقاله».
وأوضح ستون لـ«سي إن إن»: «أكن احتراما كبيرا له... لأن لديه رسالة أساسية بمهاجمة النظام وإصلاح نظام الهجرة السيئ، ويهاجم الصين والمكسيك، ويريد إعادة صياغة الاتفاقات التجارية لإعادة الوظائف إلى البلاد، لكنني لست متفقا مع هذه الحرب التي يخوضها مع ميغين كيلي وتبعدنا عن قضايا أساسية». وكانت المناظرة بين المرشحين الجمهوريين العشرة يوم الخميس الماضي سجلت نسبة مشاهدة تاريخية وصلت إلى 24 مليون مشاهد، وتمكن ترامب من الهيمنة عليها.
وقد كتب في تغريدة على موقع «تويتر»: «(فوكس نيوز) عليكم أن تشعروا بالخجل من أنفسكم. حققت لكم أكبر نسبة مشاهدة في تاريخكم ولا تتحدثون عني إلا بالسوء». وترامب الذي يتصدر استطلاعات الرأي أثار استياء الجمهوريين منذ بداية المناظرة بإعلانه أنه لا يستبعد الترشح مستقلا في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 إذا لم ينتخبه حزبه.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.