مقتل قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني خلال اشتباكات مع مقاتلين أكراد

«العمال الكردستاني» يتبنى تفجير أنبوب نقل الغاز بين تركيا وإيران في منطقة باكو الحدودية

مقتل قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني خلال اشتباكات مع مقاتلين أكراد
TT

مقتل قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني خلال اشتباكات مع مقاتلين أكراد

مقتل قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني خلال اشتباكات مع مقاتلين أكراد

أعلنت أمس منظومة المجتمع الديمقراطي الكردستاني، الذي يضم تحت جناحه حزب العمال الكردستاني وأحزابا ومنظمات سياسية أخرى في تركيا، أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني اشتبكوا مع القوات التركية في عدة مناطق جنوب شرقي تركيا، بينما أعلنت وحدات حماية شرق كردستان (كردستان إيران) أن مقاتليها قتلوا قائدا بارزا في قوات الحرس الثوري الإيراني، و12 جنديا خلال اشتباكات اندلعت بين الجانبين في محافظة كرمانشاه، الواقعة غرب إيران.
وقال دليل آمد، عضو العلاقات الخارجية في منظومة المجتمع الديمقراطي الكردستاني، لـ«الشرق الأوسط»، إن العمليات الدفاعية ضد الجيش والقوات التركية مستمرة.. «وكل هجوم تركي يقابله رد منا، وهذا من حق مقاتلينا المشروع، لذا تنفذ قواتنا بشكل يومي الكثير من هذه العمليات، وقد شهد إقليم شرناخ وآغري بايزيد اشتباكات بين قواتنا وقوات الجيش التركي، لكننا لا نعلم حتى الآن عدد قتلى الجيش التركي وخسائرهم خلال هذه الاشتباكات».
وأكد شهود عيان من إقليم شرناخ (جنوب شرقي تركيا) في اتصال مع «الشرق الأوسط» انفجار عبوة ناسفة بعجلة عسكرية تركية لدى مرورها بطريق في إقليم شرناخ الحدودي مع العراق، ما تسبب في مقتل أكثر من ثلاثة جنود أتراك، وإصابة آخرين بجروح، في حين اندلعت اشتباكات بين مقاتلين من العمال الكردستاني والجيش التركي عقب الانفجار.
بدوره، أكد مصدر مسؤول في قوات حماية الشعب، الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن «مقاتلينا فجروا أمس أنبوب نقل الغاز بين إيران وتركيا، الذي يمر بمنطقة باكو الحدودية في جنوب شرقي تركيا»، مضيفا أنهم «نفذوا خلال الساعات القليلة الماضية عددا كبيرا من العمليات النوعية ضد الجيش التركي في شرناخ، وداخل مناطق أخرى داخل أراضي كردستان تركيا، ألحقت بالجيش التركي خسائر فادحة في الأشخاص والآليات، وهذه النشاطات جاءت ردا على هجمات الطائرات التركية التي استهدفت معاقل الحزب في المناطق الحدودية لإقليم كردستان، وانتقاما للمدنيين الذين قتلوا إثر استهدافهم من قبل الطائرات التركية في قرية زاركلي، التابعة لقضاء راوندوز (شمال شرقي أربيل) في الأول من أغسطس (آب) الحالي»، مشددا في الوقت ذاته على السعي «لزيادة عملياتنا وتوسيعها ضد الجيش التركي لكي لا يتجرأ مرة أخرى لضرب قواعدنا واستهداف المدنيين، وستشهد الأيام المقبلة عمليات أكثر وأقوى ضدهم».
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد أطلق «حربا على الإرهاب»، تستهدف حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش، المتهم بالوقوف خلف العملية الانتحارية التي وقعت في 20 من يوليو (تموز) الماضي في بلدة سروج التركية، وأدت إلى مقتل 32 من الناشطين الأكراد، وعلى إثر العملية العسكرية التركية انهارت هدنة كان يلتزم بها الطرفان منذ 2013، في نزاع أوقع أكثر من 40 ألف قتيل خلال 30 عاما.
في غضون ذلك، شهدت الجبهة الكردية في إيران أيضًا تصعيدا ملحوظا، حيث أعلنت وحدات حماية شرق كردستان، الجناح العسكري لمنظومة المجتمع الحر الديمقراطي (الجناح الإيراني لحزب العمال الكردستاني)، عن مقتل قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني وعدد من الجنود خلال اشتباكات غرب إيران، إذ قال آرفين أحمد بور، مسؤول العلاقات في المنظومة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولات الجيش الإيراني في عسكرة كردستان إيران، وتنفيذ العمليات العسكرية فيها، أسفرت في الآونة الأخيرة عن اندلاع اشتباكات ضارية بين مقاتلي وحدات حماية شرق كردستان والجيش الإيراني في منطقة سلاسي باوجاني، التابعة لمحافظة كرمانشاه (غرب إيران)، وقد أسفرت المواجهات التي اندلعت خلال الأيام القلية عن مقتل قائد بارز في قوات الحرس الثوري الإيراني و12 جنديًا إيرانيًا، فيما قتل أربعة من مقاتلينا وأسر مقاتل آخر أصيب خلال الاشتباكات، إضافة إلى ذلك فإن النظام الإيراني ما زال مستمرًا في حشد قواته بالمناطق الكردية من إيران، حيث أحضر كميات من أسلحته الثقيلة إلى هذه المناطق، وقد دفع بعدد من هذه الأسلحة نحو الحدود مع إقليم كردستان»، مؤكدا أنه «لم يعد هناك أي معنى للهدنة بيننا وبين طهران، فالجمهورية الإيرانية خرقتها من خلال شنها للعمليات العسكرية ضدنا ونصبها الكمائن لنا، ونحن نستخدم حقنا في الرد على هذه الهجمات في إطار الدفاع المشروع».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».