تقنية مبتكرة للحصول على جزيئات حيوية نادرة لعلاج بعض الأمراض الخطيرة

تقنية مبتكرة للحصول على جزيئات حيوية نادرة لعلاج بعض الأمراض الخطيرة
TT

تقنية مبتكرة للحصول على جزيئات حيوية نادرة لعلاج بعض الأمراض الخطيرة

تقنية مبتكرة للحصول على جزيئات حيوية نادرة لعلاج بعض الأمراض الخطيرة

تشهد قرية هادئة في شرق فرنسا تجربة غير معتادة للصوبات الزراعية أو البيوت الزجاجية. فالمزارعون في لارونكس على بعد نحو 100 كيلومتر من ستراسبورغ يزرعون النباتات بطريقة غير تقليدية ليستخرجوا منها جزيئات نادرة يمكن ان تستخدم في الطب والتجميل والكيميائيات الزراعية.
وتتعاون شركات كبرى منها شركة الكيميائيات الالمانية باسف وشركة مستحضرات التجميل الفرنسية شانيل مع الشركة الزراعية بلانت ادفانسد تيكنولوجيز (بات) على أمل الحصول على ما يعرف باسم الجزيئات الحيوية من خلال استخدام تقنية مبتكرة.
ويقول جان بول فيفريه الذي شارك في تأسيس "بات" ورئيس الابحاث السابق في شركة الدواء الفرنسية (سانوفي) لوكالة أنباء "رويترز" "مهمتنا توفير بيئة نباتية لانتاج جزيئات حيوية نادرة للغاية على المستوى الصناعي".
وتختبر شركة بات الفرنسية التي تأسست منذ عشر سنوات نحو 100 نوع من النبات كل عام. تزرع تلك النباتات بنظام زراعي لا تستخدم فيه التربة، مما يسمح لجذور النباتات بالتفاعل مع رذاذ به مغذيات متنوعة حتى ينمو النبات.
والجزيئات الحيوية التي تستهدفها شركة "بات" الفرنسية هي تلك التي يفرزها النظام الدفاعي للنبات حين يستفز وقت تعرضه للهجوم، ولها تطبيقات تجارية عظيمة الفائدة.
وفي عملية تشبه كثيرا التلقيح، يرش المزارعون رذاذا يحوي أثار بكتيريا او حشرات او فطريات تهاجم النبات لتحفيز نظامه الدفاعي قبل غمر جذوره في مذيب لاستخلاص الجزيئات المستهدفة. وتكرر هذه العملية مرات عدة كل عام.
ويقول فريدريك بورجو احد نواب رئيس "بات" "النباتات تفرز الجزيئات الدفاعية بشكل طبيعي ونعمل على ان تنتج اكثر ما يمكن".
وأبرمت "باسف" الالمانية وهي أكبر شركة كيميائيات في العالم من حيث المبيعات، اتفاقا مع الشركة الفرنسية في مايو (ايار) لتحصل بشكل حصري على التجارب الخاصة بالجزيئات التي يمكن استخدامها في الزراعة مثل المبيدات الحشرية الحيوية، وفي المقابل تقدم الشركة الالمانية لـ"بات" فرق البحث والتكنولوجيا الصناعية.
من جانبها، تقول شركة الابحاث "بي.سي.سي" ان السوق العالمية للمبيد الحشري الحيوي ستنمو من 8. 54 مليار دولار عام 2013 الى 7. 83 مليار دولار عام 2019.
وكانت شركة مستحضرات التجميل الفرنسية شانيل أول شركة توقع اتفاقية انتاج مع بات عام 2012 لتصنيع كريم للبشرة مقاوم للشيخوخة مستخلص من نبات موطنه جنوب افريقيا وطرح في الاسواق الآن.
كما تسعى شركة بات لان تكون رائدة في استخلاص بروتينات من نباتات لاحمة معدلة وراثيا يمكن استخدامها في مجال الصحة لانتاج انسولين أرخص أكثر أمانا لعلاج السكري أو انتاج هرمونات للنمو.
وتقول بات ان لديها الآن 28 جزيئا واعدا وان بعض منتجاتها يمكن ان تستخدم لتصنيع عقاقير مقاومة لأمراض منها السرطان والزهايمر.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.