سياسيا، يرغب جيب بوش المرشح للرئاسة الأميركية المقبلة، في أن يركز الناخبون على اسمه الأول فحسب وتاريخه السياسي، لكن عندما يتعلق الأمر بجمع المال، فإنه ما يزال يعتمد على نجاح اسمه الأخير في تحقيق ذلك.
واستضاف جيب بوش متبرعين أثرياء، سبق أن ساند الكثيرون منهم والده وشقيقه في حملتيهما الانتخابية، وذلك داخل المنزل الساحلي الذي يمتلكه والداه في مين، هذا الشهر. وليلة الجمعة، ترأس حفل عشاء استضافته إحدى لجان العمل السياسي التي يتزعمها نجلاه. وأقيم الحفل داخل إحدى قاعات «فينيشان هوتيل»، الكائن بجوار المسرح الذي تقف على خشبته ديانا روس.
ولأن المجموعة ليس بمقدورها رسميًا تأييد أحد المرشحين في السباق الرئاسي، فإن بوش وأسرته يستوحون إلهامهم من لجنة العمل السياسي مع استمراره في جمع المال. ومع ذلك، فإن اللجنة تشكل امتدادًا لحملة إعادة انتخاب جورج دبليو. بوش عام 2004 ـ وعليه فإن هذا ينبئ بأن جيب بوش يتعلم الدروس المستفادة من تجربة شقيقه الأكبر. ومع خروج والده من المشهد جراء إصابته وحرص شقيقه على الابتعاد عن المعارك السياسية، عمد جيب بوش إلى الاعتماد على زوجته وأولاده خلال مشاركته في قرابة 17 مناسبة بارزة لجمع تبرعات داخل ضاحية كولومبيا و11 ولاية من المقرر عقدها خلال سبتمبر (أيلول).
جدير بالذكر أن جيب بوش جمع 11.4 مليون دولار لصالح حملته خلال الربع الأخير من العام - رغم أنه أصبح مرشحًا رئاسيا رسميًا خلال 16 يومًا فقط من هذه الفترة. ويعد هذا المبلغ جزءًا من مبلغ غير مسبوق بلغ 119 مليون دولار جرى جمعها نيابة عنه من قبل لجنتين للعمل السياسي. والملاحظ أن الجزء الأكبر من تمويل حملة جيب بوش جاء من متبرعين ارتبطوا بعائلة بوش منذ أكثر من 40 عامًا، بينما جاء مبلغ 368.000 دولار فقط من جانب أفراد قدم كل منهم أقل من 200 دولار. يذكر أن بوش نفسه تبرع لصالح حملته بأكثر من هذا المبلغ - تحديدًا 388.720 دولار - بهدف تغطية النفقات.
ولدى سؤاله حول ضآلة المبلغ الوارد من متبرعين قدموا مبالغ ضئيلة، قال جيب بوش إنه سيكون هناك متسع من الوقت لجذب ناخبين من صفوف المواطنين العاديين. وأضاف: «كان أمامنا 16 يومًا، ورغبنا في توصيل رسالة تؤكد جدية حملتنا. لقد انطلقت وفي غضون 16 يومًا جمعنا 11 مليون دولار، وهو أمر أفتخر به. وسيكون أمامنا متسع من الوقت كي نتوسع، وهذا هو هدفنا»، وذلك خلال حديث له أمام مراسلين صحافيين الأسبوع الماضي. الواضح أن جيب بوش يركز أنظاره في الوقت الراهن على المتبرعين الكبار. وجاء ظهوره ليلة الجمعة ليحمل اعترافًا ضمنيًا بالدور الذي يضطلع به أبناؤه لمعاونته في حملته.
كان جيب بوش قد ظهر خلال لقاء لـ«لجنة العمل السياسي مافريك»، وهي مجموعة من الجمهوريين الأثرياء الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا ويدعمون مرشحي الحزب الجمهوري المنتمين لمرحلة عمرية مشابهة. وقد أطلقت هذه اللجنة في تكساس على أيدي قرابة اثني عشر ناشطًا مؤيدين لجورج دبليو. بوش، وهم مهنيون شباب ساعدوا في جمع 50.000 دولار على الأقل عام 2004. عام 2006. انضم جورج بي. بوش - النجل الأكبر لجيب - إلى المجموعة وأصبح رئيسها عام 2010. ونجح في توسيع نطاق عمل اللجنة لما وراء تكساس، بحيث أصبح يضم أكثر من 20 فرعًا، يوجد الكثير منها داخل فلوريدا وواحد في لندن.
وباعتباره المفوض الخاص بتكساس، لم يعد بإمكان جورج بي. بوش المشاركة بنشاط، لكن صديقه، جاي زيدمان، ترأس تنظيم الحدث الذي أقيم ليلة الجمعة. وقد ظهر خلال حفل العشاء مرتديًا ملابس بسيطة غير رسمية ووزع الجوائز على الفائزين بمسابقة «40 تحت الأربعين»، بينما تناول الحضور العشاء المكون من دجاج ولحم مشوي وسلطة كرنب وبطاطا.
وكان من بين الحضور تشارلي سبايز، المحامي الجمهوري المعني بتمويل الحملات، والذي يمثل «لجنة العمل السياسي مافريك» و«رايت تو رايز يو إس إيه»، وهي لجنة عمل سياسي كبرى متحالفة مع جيب بوش ونجحت في جمع مبلغ قياسي بلغ 103 ملايين دولار خلال الربع الأخير.
كما شارك كاتبان من الشباب المحافظين، وهما غاي بنسون وكريستن سولتيس، حيث ظهرا وهما يروجان لكتبهما. وقد اعترف بنسون أنه قضى معظم الوقت في تناول المشروبات بجانب حمام السباحة بالفندق. وتحسر الكاتبان على أن عددا كبيرا للغاية من الليبراليين يعتمدون على الفنانين الفكاهيين جون ستيوارت وجون أوليفر في التعرف على الأخبار.
وقوبل جيب بوش بتصفيق حماسي من الجالسين في مقدمة القاعة. ولاحقًا، تولى فريتز بروغان، صاحب مطعم في واشنطن عمل في إدارة جورج دبليو. بوش وتولدت بينه وبين جيب بوش الأصغر صداقة وثيقة، تقديم الأخير للحضور. ووجه جيب بوش الشكر لنجله الأصغر للمساعدة المبكرة التي قدمها له، ثم وجه حديثه لزوجته كولومبا التي كانت بين الحضور، قائلاً: «لقد تزوجنا لفترة تتجاوز سن التقاعد لأعضاء لجنة العمل السياسي مافريك».
ولاحقًا، اتجه الأب والابن نحو الأعلى باتجاه مطعم «بوشون» الفرنسي الذي يديره الشيف توماس كيلير، حيث استضافا حفل استقبال بمناسبة انطلاق «المهمة التالية» - والتي تعد بمثابة نسخة عام 2016 لمجموعة «مافريك» التي ساندت جورج دبليو. بوش. وفي إشارة للولاية لاتي ينتمي إليها، فلوريدا، أطلق اسم «المهمة جيب 2016» على برنامج التبرعات الخاص بجيب بوش، وذلك في محاكاة لأسماء برامج وكالة ناسا.
ويتألف البرنامج من ثلاثة مستويات. يطلق على المستوى الأول «أبوللو»، ويضم المساهمين الذين بمقدورهم معاونة جيب بوش على جمع 75.000 دولار على الأقل. أما الفئة الثانية فتدعى «المحاولة»، وتخص المتبرعين الذين تصل إسهاماتهم إلى 150.000 دولار على الأقل. أما الفئة العليا فتحمل اسم فئة المسافر وتسهم في توفير 250.000 دولار على الأقل.
أما «المهمة التالية» فسيخصص للمتبرعين تحت سن الأربعين وبإمكانهم جمع 50.000 دولار على الأقل. وقال جورج بي. وجيب بوش الأصغر في بيان مشترك أن هذا البرنامج «سيمثل البرنامج المحوري لمشاركة الشباب في الحملة». وقد رفض جيب بي. بوش طلبًا بعقد مقابلة معه.
وقال جيب بوش الأصغر خلال مقابلة أجريت معه مؤخرًا إنه يلتقي بمؤيدين محتملين. وقال: «أحاول أن أتشارك في خبرتي مع والدي، وقد عملت معه على امتداد السنوات الست الماضية، وأتحدث معه كأب وجد وعن تجربته كحاكم لولاية فلوريدا. كما نتناول الحلول المحتملة لأمور مثل ديون الطلاب وسوق العمل والرعاية الصحية والقضايا التي تواجه الجيل المولود أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات».
وقد حرص الشقيقان على استغلال شبكاتهما المهنية عبر اجتذاب المسؤولين التنفيذيين الشباب مثل زيدمان، ومسؤولين تجاريين تنفيذيين مثل بروغان، بجانب محامين وجراحين ومسؤولي استثمار مصرفي ومحاسبين وغيرهم من المهنيين الشباب في تكساس وغيرها.
من جهته، قال أندريس أيسون، مسؤول سمسار عقارات في ميامي وهو من مؤيدي جيب بوش وتربطه صداقة بجيب بوش الابن، إن الشقيقين «عملا على جمع المال داخل مجال التجارة تحديدًا، وهما على دراية جيدة بالسوق ويعملنا ما يفعلانه جيدًا». ومن بين من يراقبون تنفيذ خطط جيب بوش الكثير من الأعضاء السابقين في «لجنة العمل السياسي مافريك» والذين تجاوز عمرهم السن المناسبة لعضوية المجموعة، لكنهم ما يزالون ناشطين فيما يخص الحزب الجمهوري وجمع التبرعات. ومن بين المرشحين الآخرين السيناتور تيد كروز وهو من الأعضاء المؤسسين للمجموعة، علاوة على أن رئيس حملته، تشاد سويت، من أعضائها السابقين.
وقال كروز خلال مقابلة أجريت معه: «أشعر بانبهار كبير حيال نجاح لجنة العمل السياسي مافريك على مدار السنوات والتي عملت كوسيلة يمكن للمهنيين الشباب من خلالها الاضطلاع بدور حقيقي في العملية السياسية». الواضح أن كروز تعلم جيدًا من التجربة، فرغم المرتبة المتأخرة التي يحصل عليها في غالبية استطلاعات الرأي، فقد نجح في جمع 14 مليون دولار خلال ربع العام الأخير و37 مليون دولار أخرى من خلال مزيج من لجان العمل السياسي الكبرى المناصرة لحملته. وبإجمالي 51 مليون دولار يأتي كروز خلف بوش مباشرة في إطار السباق المالي تحت مظلة الحزب الجمهوري.
* خدمة {واشنطن بوست} خاص بـ{الشرق الأوسط}
جمع الأموال أصبح مهنة آل بوش استعدادًا لمعركة انتخابات الرئاسة
جيب بوش يأمل في أن يركز الناخبون على اسمه الأول فحسب وتاريخه السياسي
جمع الأموال أصبح مهنة آل بوش استعدادًا لمعركة انتخابات الرئاسة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة