بارزاني: للشعب القرار الأخير في ما يجري على الساحة السياسية في كردستان

حزبه يقترح بقاءه رئيسًا للإقليم حتى نهاية الدورة البرلمانية الحالية عام 2017

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال تفقده مواقع البيشمركة في محور الخازر شرق الموصل أول من أمس («الشرق الأوسط»)
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال تفقده مواقع البيشمركة في محور الخازر شرق الموصل أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

بارزاني: للشعب القرار الأخير في ما يجري على الساحة السياسية في كردستان

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال تفقده مواقع البيشمركة في محور الخازر شرق الموصل أول من أمس («الشرق الأوسط»)
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال تفقده مواقع البيشمركة في محور الخازر شرق الموصل أول من أمس («الشرق الأوسط»)

شدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على أن القرار الأخير في ما يجري على الساحة السياسية في الإقليم سيكون لشعب كردستان، فيما تواصل الأطراف السياسية في إقليم كردستان مشاوراتها من أجل التوصل إلى حل لمسألة رئاسة الإقليم قبل انتهاء ولاية الرئيس في 19 أغسطس (آب) المقبل.
وقال بارزاني خلال تفقده جبهات قوات البيشمركة في محاور مخمور والكوير وكركوك، أول من أمس: «إن الشعب هو مصدر السلطة، والقرار الأخير سيكون له، وهذه الأحزاب أدوات لخدمة شعبنا، والمصالح العليا للشعب والوطن فوق كل شيء»، مستدركا بالقول: «رغم اختلاف الرؤى واحتمال وجود الخلافات، فإن الشعب هو صاحب القرار الأخير وليس الحزب». وأضاف بارزاني أن «وحدة قوات البيشمركة في جبهات الدفاع هي الأساس لوحدة شعبنا، ويجب أن يكون ذلك دليلا للسياسيين على وحدة الصف، ولا يجوز وبأي شكل من الأشكال أن تؤثر الأوضاع السياسية والداخلية في الإقليم على قوات البيشمركة».
إلى ذلك، توقعت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن تخرج الأطراف السياسية بحل توافقي لمسألة رئاسة الإقليم بعد العيد، وسيتم ذلك بعد عقد اجتماع موسع بين كل الأطراف، مبينين أن الحل الوحيد أمام هذه القوى هو التوصل إلى التوافق قبل انتهاء ولاية الرئيس في أغسطس المقبل وإلا فإن الخيار الأقوى سيكون حل الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية وتحديد موعد لانتخابات مبكرة في الإقليم يتم فيها اختيار برلمان ورئيس الإقليم.
من جانبه، كشف فرحان جوهر، النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان الإقليم، لـ«الشرق الأوسط» أن المشروع الذي قدمه الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني خلال جولة مباحثاته مع الأحزاب الكردستانية الأخرى «يتمثل في بقاء رئيس الإقليم إلى نهاية الدورة البرلمانية الحالية في عام 2017، وخلال هذه المدة سنتفرغ لصياغة الدستور بشكل توافقي». وعن تلقي الحزب أي رد من الأطراف الأخرى حول مشروعه، قال جوهر: «لم ترفض هذه الأحزاب رؤية الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهناك تفاهم مشترك، لذا هناك أمل في التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن قبل انتهاء ولاية الرئيس».
بدوره، قال أبو بكر عمر عبد الله، رئيس كتلة «الاتحاد الإسلامي» في برلمان كردستان، لـ«الشرق الأوسط» إن «الاتحاد الإسلامي» و«الجماعة الإسلامية» وحركة التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني «تطالب بترسيخ النظام البرلماني في دستور الإقليم، وتعديل صلاحيات رئيس الإقليم خلال العامين المقبلين»، مبينا أن المباحثات بين الأطراف الكردية ما زالت مستمرة حول هذه المواضيع. وتابع: «نأمل أن تتوصل الأحزاب السياسية إلى اتفاق في هذا الصدد، كي تساعد البرلمان وتتفادى فراغا دستوريا، فنحن نريد حل هذه الأزمة سياسيا وقانونيا».
من جهته، قال الدكتور عبد الحكيم خسرو، عضو لجنة صياغة دستور إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط»: «الدستور من ديباجته يدعو إلى الحقوق والحريات، وهي أمور عامة وكل أعضاء اللجنة متفقون عليها، لكن عندما نأتي إلى المواد الخاصة بالسلطات وكيفية توزيعها وفصلها، فهناك اختلاف في وجهات النظر بين الأحزاب السياسية حولها، وآراء الأحزاب السياسية والقيادات السياسية ضرورية جدا لإعادة صياغة هذا الباب من الدستور».
وتابع خسرو: «رئاسة الإقليم وقانون رئاسة الإقليم وإعادة صياغته مسألة، وبقاء رئيس الإقليم مسعود بارزاني في منصبه لمدة عامين آخرين أو ثلاثة مسألة أخرى». وتابع: «هناك علاقة مباشرة بين المسألتين، فالطلب الرئيسي للأحزاب الأربعة هو تغيير نوع نظام الحكم وانتخاب الرئيس في البرلمان، وجعل صلاحياته بروتوكولية مع اختلاف في وجهات النظر فيما بينها؛ مثلا الاتحاد الوطني الكردستاني قال إنه يريد انتخاب الرئيس من خلال مؤتمر تشارك فيه عدة جهات منها برلمان كردستان ومجالس المحافظات والنواب الأكراد في مجلس النواب العراقي. وعليه، فإن آليات اختيار الرئيس تختلف من حزب إلى آخر، لكن المهم أن نتوصل إلى وضع اللمسات الأخيرة على النظام السياسي، ومن ثم نتحدث عن إمكانية إدخال هذه التغييرات في الدورة البرلمانية المقبلة، وإذا اتفق على ذلك، فإن هذا سيعني أن الرئيس مسعود بارزاني سيبقى في منصبه حتى نهاية هذه الدورة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.