مقر البرلمان البريطاني يتداعى وما من حل سريع

بنيته التحتية لم تعد تصلح للغرض الذي يستخدم من أجله قصر ويستمنستر

مبنى البرلمان البريطاني
مبنى البرلمان البريطاني
TT

مقر البرلمان البريطاني يتداعى وما من حل سريع

مبنى البرلمان البريطاني
مبنى البرلمان البريطاني

يتداعى قصر ويستمنستر، مقر البرلمان البريطاني الفائق الجمال، حيث تتسرب المياه من الأنابيب، وباتت الأسلاك قديمة وتمثل خطرًا، والأسطح مهددة بالانهيار. كما يهبط المقر الواقع على ضفتي نهر التيمس في المياه، فضلاً ارتفاع منسوب المياه الجوفية وانتشار الفئران. ويحتاج إصلاح المباني، التي يتكون منها المقر، إلى نقل ألفي عضو في مجلسي العموم واللوردات، والعاملين به، إلى مكان آخر لفترة تصل إلى ستة أعوام بتكلفة تقترب من 3.9 مليار جنيه إسترليني أي بما يعادل 6.2 مليار دولار بحسب تقرير مستقل أمر بإعداده البرلمان ونشر مؤخرًا. أما إذا استمر أعضاء البرلمان في العمل بالمقر، قد تستغرق الإصلاحات 30 عامًا، وتصل التكلفة إلى 7.1 مليار جنيه إسترليني، رغم أن التكلفة يمكن أن تنخفض إذا تم إخلاء أجزاء من القصر حتى يتم تجديده ثم الانتقال لمنطقة أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن القصر يحتوي على 1100 غرفة، ومائة درج، وردهات يبلغ طولها 3 أميال، تمتد على أربعة طوابق.
ولم تعد البنية التحتية الميكانيكية، والكهربائية «تصلح للغرض الذي يستخدم من أجله المبنى». ويتزايد خطر حدوث «كارثة»، بحسب ما جاء في التقرير. أما شبكة التدفئة، فقد أصبحت في حالة سيئة، حتى برج الساعة الذي يضم ساعة «بيغ بين» أصبح يميل بمقدار 18 بوصة عن المستوى الرأسي. وأنحدر جزء من السقف في الغرفة، التي استخدمها مجلس اللوردات مؤخرًا، نحو المقاعد، ويبدو خاليًا في الوقت الحالي، وانفجر أنبوب، وفاض الماء في ردهة غرفة اللجنة بحسب ما ذكر التقرير.
وبهذا الشكل باتت بيئة العمل صعبة، حيث ندر وجود المكاتب وغرف الاجتماعات، وهناك صعوبات تتعلق بالوسائل العصرية الضرورية مثل أجهزة الكومبيوتر، والاتصال بالإنترنت.
كذلك تقيم القوارض بشكل كبير في المكان. وهناك 650 عضوًا من أعضاء مجلس العموم، ونحو 800 عضو من أعضاء مجلس اللوردات، لا يستطيعون الجلوس بشكل مريح في أي من الغرفتين. مع ذلك أثارت محاولات تقليل عدد الأعضاء جدلاً وخلافًا سياسيًا لا يقتصر على المشرعين فحسب.
وقد صمم القصر، الذي يعرف باسم مجالس النواب نسبة إلى شاغليه، تشارلز باري، وأغسطس بيوجين، وتم الانتهاء من بنائه عام 1870، لكن لم يتم ترميمه على نطاق واسع منذ عام 1950. وتم بناء الجزء الأكبر من القصر بعد تعرضه للدمار بسبب نشوب حريق به عام 1834، رغم أن أحد أجزاء القصر، وهو قاعة ويستمنستر، عمرها 900 عام، أي أقدم من اتفاقية الماغنا كارتا، أو الميثاق العظيم للحريات، بمائة عام. وكانت آخر مرة نقل فيها أعضاء البرلمان خلال الحرب العالمية الثانية عندما تسببت القذائف في نشوب حريق في مجلس العموم.
وتوقع التقرير تحسين وتطوير القصر بحيث يشمل تركيب مصعد يصل إلى برج الساعة، وإنشاء مركز إعلامي لإجراء مقابلات تلفزيونية لا غنى عنها، ومساحات أخرى لعقد لقاءات غير رسمية. وهناك أيضًا اقتراح بإقامة مركز زائرين جديد ملحق به منشآت لإقامة معارض ومؤتمرات. ويمكن استخدام المباني القريبة الواقعة على الجانب الآخر من ميدان البرلمان لتكون مقرًا مؤقتًا لأعضاء البرلمان والعاملين به. ومن تلك المباني مركز الملكة إليزابيث الثانية، وقاعة «ميثوديست سنتر». ومع استمرار ضغط اسكوتلندا باتجاه الحصول على الحكم الذاتي، هناك روح فيدرالية تسود الأجواء، ويقترح البعض أن يتم نقل البرلمان بعيدًا عن لندن، والمنطقة الجنوب شرقية الراقية في إنجلترا. واقترح فرانك فيلد، عضو البرلمان عن حزب العمال، أن يتم نقل أعمال البرلمان مؤقتًا إلى مقر في الشمال، في حين قال غراهام سترينغر، عضو البرلمان عن حزب العمال، إنه «من الضروري نقل البرلمان بصفة دائمة إلى منطقة أخرى في بريطانيا».
وتم تشكيل لجنة برلمانية لتحديد ما ينبغي عمله بشأن عملية الترميم، خاصة مع اقتراب خفض الموازنة، وتراجع شعبية أعضاء البرلمان، وشكوى دافعي الضرائب من الزيادة المقترحة لرواتبهم. في كل الأحوال، لن يبدأ العمل قبل خمسة أعوام.
* خدمة «نيويورك تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.