المنامة تفكك خلية إرهابية لها علاقة بإيران خططت لعمليات في البحرين والسعودية

أفرادها تدربوا على زراعة المتفجرات البحرية لدى الحرس الثوري الإيراني وكتائب حزب الله العراقي

المنامة تفكك خلية إرهابية لها علاقة بإيران خططت لعمليات في البحرين والسعودية
TT

المنامة تفكك خلية إرهابية لها علاقة بإيران خططت لعمليات في البحرين والسعودية

المنامة تفكك خلية إرهابية لها علاقة بإيران خططت لعمليات في البحرين والسعودية

أعلنت الداخلية البحرينية، أمس، أنها ضبطت متفجرات وموادًا لتصنيع القنابل كان من المزمع استخدامها من قبل خلية إرهابية تعمل بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، لشن هجمات على مناطق حيوية في البحرين والسعودية.
وقال الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية البحريني، إن الأجهزة الأمنية ضبطت مستودعًا بقرية دار كليب عثر بداخله على مواد شديدة الانفجار ومواد تدخل في صناعة المتفجرات، مشيرًا إلى أن هذه العملية تمت على أثر أعمال التحري التي تبعت قضية محاولة تهريب مواد شديدة الانفجار إلى المملكة العربية السعودية. وكشفت الداخلية البحرينية في بيان، أن طريقة تصنيع المتفجرات تحمل «أوجه شبه واضحة» بأساليب جماعات تعمل بالوكالة عن الحرس الثوري الإيراني.
وفي هذا الإطار، قال وزير الداخلية إن «الاستهداف الخارجي لأمن البحرين واضح من خلال التدريب والتمويل وتهريب الأسلحة والمتفجرات؛ مما يدعو إلى إعادة تقدير الموقف والنظر بجدية إلى هذا الخطر واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة من أجل مواجهة ذلك في إشارة منه إلى الأدوار التي تقوم بها إيران وبعض المنظمات الإرهابية في العراق.
وقال بيان الداخلية البحرينية إنه تم الكشف عن مستودع ذخيرة يضم موادًا متفجرة تعادل قوتها التدميرية 222 من مادة «تي إن تي»، مشيرة إلى أن قيادة الخلية مكونة من مطلوبين أمنيين، أحدهما في إيران والآخر يعتقد أنه في العراق. وقالت الداخلية البحرينية إن «الخلية الإرهابية أعدت المواد لاستهداف البحرين والسعودية وتلقى أفراد الخلية تدريباتهم على تنفيذ أعمال إرهابية في معسكرات الحرس الثوري الإيراني ولدى منظمات إرهابية في العراق مثل كتائب حزب الله العراقي».
وقال الشيخ راشد بن عبد الله في اجتماع عقده أمس، مع النائب علي العرادي النائب الأول لرئيس مجلس النواب، وبحضور رئيس وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بالمجلس، وعدد من النواب، واللواء طارق حسن الحسن رئيس الأمن العام، إن «كشف مستودع الذخيرة كان نتيجة عملية مشتركة بين مختلف الأجهزة الأمنية»، مشيرًا إلى أن «المستودع يقع في منطقة مأهولة». وقال إن «المتفجرات المضبوطة كان يمكن أن تحدث خسائر فادحة تمتد لمئات الأمتار في حال وقوعها».
كما أشار وزير الداخلية البحريني إلى حادثتي التفجير التي شهدتهما المنطقة الشرقية في السعودية والتي وقعتا في بلدة القديح، والمحاولة الفاشلة لاستهداف مسجد العنود بمدينة الدمام. وقال إن التفجيرين استهدفا مساجد للطائفة الشيعية، وقد أسفر عنهما الكثير من الضحايا الأبرياء «في حين أننا في البحرين نتعامل مع أشخاص ينتمون للطائفة الشيعية تدربوا على أعمال القتل والإرهاب وتهريب الأسلحة والمواد المتفجرة».
وقال وزير الداخلية: «يتضح من خلال الحقائق التي تم عرضها مدى الاستهداف الخارجي لأمننا الداخلي، فإننا أمام عمليات تدريب وتمويل وعمليات إمداد من خلال محاولات تهريب للمواد المتفجرة والأسلحة الأمر الذي يدعونا بشدة إلى إعادة تقدير الموقف والنظر بجدية إلى هذا الخطر واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة من أجل مواجهة ذلك وأن نبدأ من خلال مد جسور الوطنية وتجاوز المعوقات الطائفية، فنحن بحاجة إلى مبادرات لتقوية جبهتنا الداخلية».
وقال: «اليوم بعد أحداث 2011 وما تلاها أصبحت الصورة أكثر وضوحًا والخيارات أكثر حسمًا، فلا مكان لحكومة خارج الحكومة، ولا لكيان ولا لتنظيم خارج القانون، ولا صوت يعلو على صوت القانون، بل لدينا سلطات ومؤسسات يتم إنشاؤها بموجب القوانين المنظمة لذلك، وفقًا للدستور، وما عدا ذلك فلا مكان له في دولة القانون والمؤسسات».
وفي بيان لوزارة الداخلية البحرينية، قالت إن «الجهود الأمنية لمكافحة الإرهاب أثمرت عن ضبط مستودع في منزل بقرية دار كليب، تم إعداده لتخزين وتصنيع كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار والأدوات التي تدخل في تصنيع العبوات المتفجرة بتقنيات مختلفة». وقال البيان إن «هذه العملية جاءت استكمالاً لأعمال البحث والتحري بشأن إحباط محاولتي إدخال متفجرات من العراق للبحرين بواسطة حافلة في 15 مارس (آذار) الماضي، وكذلك تهريب مواد متفجرة إلى المملكة العربية السعودية التي كشفتها الأجهزة الأمنية السعودية في جسر الملك فهد في 8 مايو (أيار) الماضي. وقالت الداخلية إن التحقيقات والتحريات كشفت عن علاقة كل من «على مرتضى مجيد رمضان السَندي (32 عامًا) هارب وموجود في إيران ومحكوم بالمؤبد في قضايا إرهابية سابقة، ومسقطة جنسيته، يتولى عملية التنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، وقاسم عبد الله علي (26 عامًا) هارب وموجود في إيران ومحكوم بالمؤبد في قضايا إرهابية سابقة، يتردد على العراق، مشيرة إلى أنهما قاما بتشكيل وتجنيد مجموعة إرهابية تستهدف أمن كل من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية من خلال تدريب العناصر الإرهابية عسكريًا وتهريب المتفجرات والمواد التي تدخل في صناعتها، وذلك بعد تسهيل سفر عناصر الخلية إلى العراق وإيران والخضوع لتدريبات مكثفة على كيفية صناعة واستخدام المواد المتفجرة والأسلحة النارية وتدريبات خاصة بالغوص وزراعة الألغام والمتفجرات في البحر، وذلك في معسكرات تابعة لكتائب حزب الله العراقي والحرس الثوري الإيراني واللذين وفرا دعمًا لوجيستيًا وماديًا للمجموعة الإرهابية المذكورة.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».